تُعد العلاقات الاقتصادية بين "المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية متواضعة"، وبحسب مصلحة الجمارك الإيرانية بلغت التجارة البينية بين البلدين 15 مليون دولار، خلال عشرة أشهر من عام 2022، وقد واجهت التجارة البينية بين البلدين عقبات، وانعدام التنسيق المباشر بين رجال الأعمال في الجانبين، متأثرًا بمناخ عدم الثقة السياسية. في وقتٍ تجاوزت فيه الصادرات الإيرانية إلى دول الخليج 8.8 مليارات دولار خلال عام 2022. وأكدت "المملكة وإيران" أن اتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية بين بلديهما سيسهم في تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة، وتعزيز سبل العلاقات الثنائية في كثير من المجالات، بالإضافة إلى متابعة خطوات تنفيذ اتفاق البلدين الموقَّع في بكين، بما في ذلك إعادة فتح سفارتي البلدين خلال المدة المتفق عليها، وبحث السبل كافة التي تحقق الأمن والازدهار للبلدين والشعبين، وتطوير علاقات حسن الجوار بين المملكة وإيرانية، والأخذ بكل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وانتهاج مبدأ الحوار والدبلوماسية لحل الخلافات. وأعلنت إيران مؤخرا، تأسيس غرفة تجارية مشتركة مع المملكة العربية السعودية قريباً، معتبرة ذلك خطوة للنهوض بالاقتصاد في البلدين. وقال عضو مجلس إدارة غرفة التجارة الإيرانية كيوان كاشفي: إن "تطبيع العلاقات بين إيران والسعودية كان القضية السياسية والاقتصادية الرئيسة للبلاد في الشهر الماضي"، معرباً عن أمله في استمرار هذه التعاملات الإيجابية مع مختلف الدول، كما اعتبر "عودة الهدوء والاستقرار إلى الأسواق المالية، بما في ذلك العملة الصعبة والذهب، إنجازاً إيجابياً لتطبيع العلاقات بين إيران والسعودية". وأكد: أن ذلك "يدل على تأثير القرارات السياسية الصحيحة في اقتصاد البلاد"، مشيراً إلى أنه سيتم تأسيس "الغرفة التجارية المشتركة بين إيران والسعودية قريباً". وأوضح كاشفي: أن "إيران والمملكة يعتبران بلدين كبيرين ومهمين في المنطقة"، مشيراً: إلى أن "القطاع الخاص قد بدأ بالفعل الإجراءات اللازمة للتعاملات الاقتصادية مع المملكة. وتابع: "نخطط لبدء تبادل زيارات وفود رجال الأعمال فور إعادة فتح سفارتي البلدين"، مؤكداً: أن "إيران والمملكة لديهما كثير من أرضيات التعاون في مختلف مجالات النفط والغاز والبتروكيميائيات والعلوم المعرفية، ويجب الاستفادة من هذه الإمكانيات". وتأتي هذه التصريحات عقب الاتفاق السعودي الإيراني، في ال10 من مارس الماضي، لعودة العلاقات الدبلوماسية، والتي شملت كذلك تشجيع وتسهيل الاستثمارات المشتركة بين الدولتين، وتبادل زيارات الوفود التجارية. ونصت اتفاقية عودة العلاقات على تفعيل الاتفاقية العامة للتعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة والشباب، الموقعة في مايو 1998. وصرح المتحدث باسم مصلحة الجمارك الإيرانية بأن قيمة البضائع الإيرانية التي اشترتها السعودية بنهاية عام 2021 لا تتجاوز 39 ألف دولار. من جانب آخر أشار مسؤول إيراني: إلى أن حجم التبادل التجاري لبلاده مع الدول الجارة يشكل 60 % من حيث الكم الإجمالي للتبادل التجاري الخارجي لإيران، و50 % من حيث القيمة. إلى ذلك أعلنت وزارة الخارجية السعودية أنّ وفدا دبلوماسيا وصل إلى طهران لمناقشة آليات إعادة فتح ممثليات "المملكة في الجمهورية الإسلامية"، في أول زيارة من نوعها منذ الإعلان المفاجئ عن اتفاق استئناف العلاقات بين البلدين برعاية صينية. وجاءت زيارة الوفد السعودي بعد يومين من لقاء وزيري خارجية أهم قوّتَين إقليميّتَين في الخليج في بكين، وبعد نحو شهر من الإعلان المفاجئ عن اتفاق برعاية صينية لاستئناف العلاقات الدبلوماسية المقطوعة بين الرياضوطهران منذ سبع سنوات. وكشفت وزارة الخارجية السعودية أنّ الزيارة تأتي "إنفاذًا للاتفاق الثلاثي المشترك لكلٍ من المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية وجمهورية الصين الشعبية"، وأوضحت أنّ "الفريق الفني السعودي برئاسة ناصر بن عوض آل غنوم التقى برئيس المراسم في وزارة الخارجية الإيرانية السفير هوناردوست، وذلك في مقر وزارة الخارجية بالعاصمة طهران". وأكدت الرياضوطهران في بيان مشترك عقب لقاء بين وزيري الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود والإيراني حسين أمير عبداللهيان الخميس في بكين "على أهمية متابعة تنفذ اتفاق بكن وتفعله، بما عزز الثقة المتبادلة ووسع نطاق التعاون، وسهم في تحقق الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة. وفي هذا الشأن أشارت رابحة سيف علام خبيرة المشرق العربي في مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية في القاهرة إلى "تسارع" إجراءات التطبيع راهنا بين البلدين. وقالت: "لاحظنا ثلاثة أسابيع هادئة بعد الإعلان عن الاتفاق قبل أن تتسارع الإجراءات مؤخرا بلقاء وزيري خارجية البلدين ثم زيارة الوفد السعودي لإيران". وتوقعت حدوث مزيد من اللقاءات على "الصعيد الاقتصادي والأمني" بين البلدين خلال الأسابيع المقبلة، مشيرة إلى أن تتويج التطبيع "سيكون زيارة الرئيس الإيراني للرياض ولقاء كبار قادة البلدين".