الثقافة حقيقة وفي أي دولة بالعالم تمثل الإطار النظري لمعتقدات المجتمع المكون لهذه الدولة، من أفراد وجماعات ومؤسسات وهيئات، وهي المصدر الحقيقي المعبر عن قوة انتماء الفرد لوطنه ومجتمعه. في السعودية، جعلنا ديننا الإسلامي الوسطي السمح، المنبع الرئيس لثقافتنا المجتمعية، والموجه الأساسي لنبل الأخلاق والتعامل، وباختصار فإننا في المملكة العربية السعودية نهجنا ومنذ الأزل واضح صريح، الأفعال تؤيد الأقوال، وثقافتنا التي مصدرها ديننا الحنيف، هي ثقافة جامعة لكل معاني الإنسانية والتعايش. من واقع الفقرة السابقة أعلاه، انطلق لأغوص في محيط الثقافة في السعودية من بوابة العمل على أرض الواقع، ومن باب وزارة الثقافة التي أخذت على عاتقها ومنذ انطلاق رؤية المملكة 2030، أن تجعل من العمل في المجال الثقافي عملاً مؤسسياً ممنهجاً، له أهدافه الزمنية، وهذا ما لمسناه في فكر وعقلية صاحب السمو وزير الثقافة، الذي صنع محتوى ثقافياً سعودياً متميزاً، تم تقديمه للعالم كله كعامل مساهم ومساند لكل مخططات وبرامج المملكة الأخرى الاقتصادية والسياسية والأمنية والفكرية الإنسانية. في شهر رمضان المبارك لمسنا وعلى أرض الواقع حقيقة مأسسة العمل الثقافي المهني الاحترافي، وذلك من خلال الفعاليات التي أطلقتها الوزارة في المجالات الثقافية المتنوعة، لتضيف قيمة رائعة على قدسية وروحانية شهر رمضان المبارك، موسم رمضان المبارك 1444ه، موسم قطافي إن جاز التعبير، لأنه قطاف نتائج أعمال السنوات الثلاث الأخيرة من تخطيط ودراسات وبرمجيات عملية مبنية على أسس علمية، وبالتالي أتى موسم رمضان الثقافي 1444ه نتاجاً طبيعياً، بل وموسماً متميزاً، نال إعجاب الجميع دون استثناء، وكل هذا خلال العشرة أيام الأولى من الشهر الفضيل. وان كنا نشيد بدور صاحب السمو وزير الثقافة، فإنه لزاماً علينا بكل حيادية بأن نشيد ونثمن دور كوادر الوزارة، معالي نائب الوزير وكافة كوادر الوزارة، الذين يعملون بروح التميز والريادة، تشعرهم قد وصلوا في إبداعاتهم إلى مراحل متقدمة جداً، هذه الكوكبة من رجالات المملكة، رجالات سلمان الحزم والعزم، وجنود محمد بن سلمان كلهم وبروح وطنية سعودية، بالدرجة الأولى يعلمون أنهم يملكون قيماً إنسانية متميزة، ومخزوناً ثقافياً نبيلاً لا ينضب، لهذا وضعوا جل اهتمامهم في كيفية تقديمه للعالم كمنتج سعودي حضاري، يعزز دور المملكة الريادي في العالم، ويؤكد أن السعودية اليوم هي حضارة المستقبل ومنارة كل تقدم وازدهار. ثقافتنا كما أرادها سمو ولي العهد، وحمل لواء نجاحها سمو وزير الثقافة، فهي ثقافة ذات تاريخ عميق متجذر ومتأصل من قيمنا العربية الإسلامية الأصيلة، والأهم في سياسة سمو وزير الثقافة أن جعلها ثقافة متفتحة قابلة للتطور والحوار والتلاقي والتواصل مع بقية ثقافات وحضارات العالم، مع الاحتفاظ بخصوصيتنا الوطنية الإسلامية العربية، ويكفي أننا أصبحنا نرى الثقافة النظرية بمجهودات وزارة الثقافة وكوادرها، ثقافة عملية قابلة للقياس والمقارنة، تعتمد على التطورات الرقمية التكنولوجية، وتستخدم كل الأدوات التي تحقق النجاح، وتحقق مع النجاح التميز. إن سياسة عمل صاحب السمو وزير الثقافة يمكن اختصارها بأنها تعمل على بناء وتأطير ثقافة متحضرة يؤمن فيها الأفراد بضرورة التوازن بين مطالب الفرد ومطالب المجتمع، فلا تكون ثقافة فردية أنانية، ولا ثقافة مشتركة يذوب فيها إبداع الفرد، د. طلال بن سليمان الحربي