تطبيق "تيك توك" أصبح الأكثر والأسرع نمواً وانتشاراً وهو الذي تأسس في 2016 لشركة "بايت دانس" وتصنف على إحدى شبكات التواصل الاجتماعي كما هو "سناب شات، تويتر، فيس بوك، يوتيوب، إنستغرام وغيرها" ولكن هذا الوافد "الصيني الأصل والمنشأ" واجه مشكلات معقدة في الولاياتالمتحدة حتى إن الرئيس التنفيذي لشركة "تيك توك" السيد شو زي تشيو واجه انتقادات ونقدا لاذعا خلال جلسة استماع في الكونغرس الأميركي استمرت لخمس ساعات، وتلقى اتهامات عن التطبيق وأنه "أداة تجسسية، وأنه يسرب بيانات المستخدمين"، رغم تأكيد الرئيس التنفيذي أن الشركة عملت على تحصين قاعدة المشتركين، وأنه يقدم محتوى ضارا وإحداث أزمة عاطفة للشباب "الأميركيين" ضد أي اختراق، ورغم كل التطمينات التي قدمها لكن لم يتلقَ أي تعاطف من أعضاء الكونغرس ويصرون على ما يتهمون به التطبيق. ما ينطبق في الولاياتالمتحدة بالطرف الآخر في أوروبا وبريطانيا وعلى لسان وزير الدولة أوليفر دودن حظرت استخدام التطبيق على الهواتف والأجهزة الحكومية وتحدث عن مخاطر ومعلومات حساسة على منصات معينة. حين نستعرض "الصراع" الصيني الأميركي الذي يتفاقم بمرور الوقت، فيمكن خلاصة كل ذلك بأنها "تخوف أميركي من الصين القادمة تكنولوجيا" كما حدث مع الهواتف "هواوي" وتقنية الجيل الخامس الصينية كما حدث مع ابنة مؤسس "هواوي" منغ وانزو رئيسة القطاع المالي بشركة والتي اعتقلت في مطار "فانكوفر" بكندا في ديسمبر 2018، واعتقلت بناء على طلب الحكومة الأميركية، وتفاقمت المشكلة وتدخل الحكومة الصينية بطلب الإفراج عنها، وقد أفرج عنها لاحقا. من هذا المثالين "تيك توك - وهواوي والجيل الخامس" والاتهامات التي تواجهها الصين بأنها تشكل خطرا في هذه التكنولوجيا التي تقدمها الشركات الصينية، رغم النفي الصيني المستمر بأنها لا تنتهك القوانين ولا تشكل خطرا، ولكن الإصرار الأميركي على ذلك، رغم أن هناك تطبيقات وبرامج أميركية لم يطلها أي شك أو تشويه ليس في الولاياتالمتحدة فقط بل بكل دول العالم برنامج مايكروسوفت أوأي أو أس IOS من شركة أبل أو من فيس بوك أو تويتر أو سناب شات، وأتس آب، فهي تجوب العالم وتحمل في الهواتف ولم تشكك دول حتى من الصين نفسها، يمكن خلاصة ذلك أنه "التخوف" الأميركي من التكنولوجيا الصينية القادمة بقوة، كما حدث مع أشباه الموصلات التي اضطرت معها الصين أن تستثمر وتضخ 143 مليار دولار بعد الحصار الأميركي في هذه السعلة الاستراتيجية صناعيا، وأن تعمل على الاكتفاء الذاتي. الحروب لا يشترط أن تكون بسلاح طائرات وصواريخ، ولكن ما نشهده الآن هي حرب حقيقية ، ولكن يمكن أن يطلق عليها "حرب السيطرة التكنولوجية" وليس حربا اقتصادية فهي كلمة عامة، والاقتصاد حروبه متنوعة، من عملات، من حصار، من حظر، وغيرها، ولكن هنا تحديدا، حرب الخوف من القادم بقوة وهي "الصين" وكيف يمكن إيقاف ذلك لأسباب غير منطقية أو مبررة، ولكن الصين مستمرة بلا توقف وضخ مالي واستثمارات ونشهد هذه التحولات التكنولوجية، بتنوع شركات صناعة الهواتف "تشاومي - أو بي بي أو" وغيرها، الحل، إما أن تنافس وتجاري التقدم اليوم، أو سيسبق الزمن وسرعة الصين البطء الأميركي، الحظر ليس حلاً بل أصبح دافعا.