باختصار تطبيق TikTok هو شبكة اجتماعيّة صينيّة تسمح بإنشاء ومشاركة مقاطع الفيديو القصيرة. وقد تم إطلاق التطبيق في الصين في سبتمبر 2016 باسم Douyin ضمن حزمة البدائل الصينيّة للتطبيقات الأميركيّة. وفي عام 2017، تم إطلاق التطبيق للأسواق خارج الصين باسم "تيك توك" بواسطة شركة ByteDance. ويستخدم كل من TikTok و Douyin نفس المنصة، لكنهما يحتفظان بشبكات (سيرفرات) منفصلة من أجل الامتثال لقيود الرقابة الصينيّة. ويدعم "تيك توك" 75 لغة ويستخدمه قرابة مليار مستخدم في 154 بلداً. وقد بقي التطبيق يحتل مكانه كثاني التطبيقات الأكثر تحميلاً (من مجموع تحميلات قوقل بلاي وابل ستور) طيلة عام 2019 وبالطبع كان وتس آب الأول. وحل بذلك "تيك توك" منافساً ومقصياً للتطبيقات الأميركيّة الأشهر (يوتيوب، إنستغرام، سناب شات، فيس بوك، تويتر). وبتحليل ظاهرة شعبيّة "تيك توك" وكيف عصفت بالعالم لا يمكن إغفال بساطة التطبيق ومرونته وكفاءاته التشغيليّة العالية. وبالإضافة إلى ذلك فقد أصبح شريكاً في بناء الهويّة الذاتيّة والمواهب لملايين الشباب حول العالم بوصفه صديقاً شخصياً للتواصل والترفيه. أما أسباب استهداف "ترمب" للتطبيق فقد بدأ بإطلاق عدد من الحجج المعلنة مثل اختراق الخصوصيّة وسرقة معلومات المستخدمين بغرض التأثير (لأغراض تجاريّة أو سياسيّة). والواقع أن هذه حجج واهية فهذا ما تمارسه (بل وغاية) كل برامج التواصل الاجتماعي الأميركيّة وباعتراف الأميركيين أنفسهم. ولعل من أسباب الهجوم الأميركي على "تيك توك" الحقيقة القائلة عن صعوبة الإضرار بالصين مباشرة أو تهديدها عسكرياً ولكن لي ذراعها التجاري والاقتصادي أشد وجعاً. ولهذا عرض الأميركيون أن تقوم شركاتهم (مثل ميكروسوفت، فيس بوك، تويتر) بشراء التطبيق وكفى الله الأشرار شر القتال. ومن الطريف أن شركات أميركيّة مثل أمازون طلبت من موظفيها حذف TikTok ثم سرعان ما تراجعت رضوخاً لهذا الشريك الواعد في الإعلان والتسويق. نعم قد تبدو المنافسة التجاريّة عاملاً موجهاً لهذا الموقف الأميركي ولكن ينبغي ألا ننسى أن تصاعد لهجة وأفعال الرئيس "ترمب" ضد الصين تتطلبه سنة انتخابيّة مثيرة وصعبة. ومع أن التقارير تقول إن 20 ٪ فقط من عائدات TikTok تأتي من السوق الأميركيّة لكن إرضاء الكبرياء الوطني الأميركي (national pride) عامل مهم أيضاً. ولهذا رأينا كيف يستمتع "ترمب" في مؤتمراته بمهاجمة التنين (الصيني) وتكرار عبارة "كورونا الصيني" وقبل ذلك كله شهدنا التشدد في محاصرة توسع شركة "هواوي" في الولاياتالمتحدة وأوروبا وكذلك إغلاق ومهاجمة قنصليّة الصين في هيوستن. * قال ومضى: لا تختبر صبر الحليم.. ولا تنتظر مروءة اللئيم.