تشهد الكرة السعودية عصراً ذهبياً غير مسبوق وضخاً مالياً لم تكن تحلم الأندية بمثله وتوجه لدعم القطاع الرياضي بأبرز اللاعبين، البداية كريستيانو والقادم ميسي، شخصياً أعتقد أن قدوم ميسي صعب، فمازال مطلوباً في أوروبا، ومازال قائداً للتانغو، ومازال يطمح في الكثير من الأرقام، وهذا سيجعل خيار البقاء في أوروبا والعودة للبرسا هو الأقرب، ثم يأتي الجانب المالي والخطوة الأخيرة في الملاعب لو قرر ذلك، وستكون بين امتلاك أسهم في نادي ميامي أو قبول العرض الأضخم والعودة لمواجهة كريستيانو. 88 مليون يورو قدمها الاتحاد لميسي، و220 مليون يورو قدمها الهلال "هكذا تقول أخبار الظهيرة"، لكن الحقيقة والتي لا يجهلها الكثير أن وزارة الرياضة هي من تقود المفاوضات وهي تعرف جيداً أين ستوجه ميسي في حال قبوله للعرض. الصراع الذي امتد لعقود وخطف أنظار العالم سيكون هو أفضل تسويق للدوري، وديربي الرياض هو المحطة المستهدفة والهدف الواضح والتسويقي للعاصمة فلا يبقى بعد لقاء باريس وقطبي الرياض إلا قدوم ميسي، وهذا واقع يجب أن يسلم به الجميع، وعلى الشبابي أن يصبر ويصطبر. ولأن الوزارة تتخاطب مع الأندية "كما صرح الوزير" فأتمنى من الإدارة ألا تقع في غلطة إدارة المقيرن حين سلمت بالاختيارات وكانت صاحبة الصوت الأضعف، والنتيجة فالدي وجورمان وكارليتو. التسليم بهلالية ميسي -إن قبل العرض السعودي- هو الطبيعي والتركيز على اختيار اسم بارز، ويساعد على إحداث نقلة فنية في الفريق، واستغلال هذا الدعم باتخاذ قرار فني يشارك فيه الجهاز الفني في النادي هو المطلوب، فتصريحات الوزير باستقطاب أسماء مميزة لكل الأندية يصعب تنفيذه على الواقع، ولا يمكن أن يتم استقطاب 16 لاعبا نخب أول لكل نادٍ، خاصة أن اللاعبين الكبار سنا ومستوى، وبلا إصابات، والذين لديهم القابلية للحضور للدوري ليسو كُثر، فلاعب كراموس من الممكن أن يحضر لكن استمرار لعبه بلا إصابات يستحيل، على عكس كانتي ولوكا الذي يعد وجود مثلهما مكسبا لأي نادٍ، ويا حظ من يخطف لوكا! نضرب هذه الأمثلة في وقت ارتفعت فيه طموحات الجماهير بناء على توجهات الوزارة ورغبتها في كتابة فصل جديد في تاريخ الدوري، لكن تبقى الواقعية مطلوبة وأهمها استمرار سانتو والاعتماد عليه في عملية إعادة المارد الاتحادي، التركيز على بقاء المدرب وخطف الأسماء المحلية المميزة كالصعدي، والعمل على إكمال حاجة الفريق في العديد من الخانات، والحفاظ على انسجام الفريق واستمرار الأسماء المؤثرة فيه "غروهي-حجازي-روما"مع تطعيمه بعناصر أجنبية لديها الرغبة في صناعة اسمها في القارة الآسيوية والدوري الأقوى هو ما نحتاجه للمستقبل، وهذا تحديداً أهم من حضور أسماء تبحث عن نهاية كروية بعقود مليارية. الدوري البرازيلي والبرتغالي والمنتخبات اللاتينية مليئة بالمواهب "كاريلو" وأليكسيس سانشيز مثال، ونجوم الدوري في فرنسا لا يقلون جودة عنهم وحسام عوار وجاندوزي، ونجوم كحجازي وغروهي وحمدالله قادرون على المساهمة في استقطاب أسماء مميزة. أتمنى أن تواصل الإدارة في تركيزها باختيار اللاعب القادر على إكمال جودة المنظومة، بعيداً عن التاريخ وحده الذي لن يخطف البطولات ولا يحسم اللقاءات الكبرى ولا فائدة منه سوى إرهاق الخزينة المنهكة وتكرار تجربة اللاعب العالمي العالة. عماد الحمراني - جدة