في أول جمعة في شهر رمضان، المنظر كان روحانيا مهيبا والملايين من القاصدين والمصلين والمعتمرين الذين أدوا صلاة الجمعة أمس في أجواء تعبدية آمنة في رحاب المسجد الحرام، الذي شهد تدفقا هائلا فاق التوقعات لصلاة الجمعة في ظل منظومة من الخدمات المتكاملة التي وفرتها أجهزة الدولة المختلفة المعنية. المهمة لم تكن سهلة لضبط انسيابية إدارة الحشود المليونية من المصلين الذين فضل بعضهم المكوث في المسجد الحرام بعد أداء صلاة فجر الجمعة والانتظار لصلاة الجمعة تحسبا للازدحام المتوقع، حيث بدأ تدفق بقية المصلين إلى المسجد الحرام من الساعة التاسعة من صباح الجمعة. وامتلأت أروقة وأدوار المسجد الحرام وبدرومه وسطوحه وساحاته بالمصلين الذين توافدوا إليه منذ الصباح الباكر، وامتدت صفوف المصلين إلى الطرق والساحات والأحياء المحيطة بالمسجد الحرام. حشد الطاقات رئاسة الحرمين الشريفين التي استعدت بشكل استباقي بخطة تنفيذية محوكمة حشدت كل طاقاتها البشرية والخدمية والتشغيلية والتقنية لتحقيق الانسيابية الكاملة وتوفير الخدمات الشاملة رغم الزيادة الهائلة والكبيرة التي شهدتها صلاة جمعة في المسجد الحرام؛ ونجحت في تحقيق الأهداف المرسومة والتي تتعلق بانسيابية حركة المصلين وعدم وجود كتل بشرية تعيق الحركة على الأبواب الرئيسية وفي المطاف وفي في المسارات الخارجية لساحات الحرم. رفع الطاقة ساهم في تخفيف الازدحام وأعلن الرئيس العام للمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، نجاح خطة الرئاسة التشغيلية لأول جمعة من شهر رمضان المبارك، ووفق السيناريوهات المرسومة من الوكالات المعنية التي استعدت بشكل كامل بالقوى البشرية ليؤدي ضيوف الرحمن عباداتهم بكل يسر وسهولة تحت شعار (من الوصول إلى الحصول). وأكد الشيخ السديس أن الخطط المعدة لأول جمعة لاقت نجاحا كبيرا في رمضان عبر اتباع الأنظمة والسير على خطى موثوقة مشيدا بالتعاون بين مختلف الجهات العاملة في الحرمين الشريفين وشركاء النجاح في المنظومة، وأكد الرئيس العام الذي أشرف شخصيا على إدارة الحشود والتفويج مع قيادات الرئاسة في الميدان أنه لم يتم رصد أي اختناقات وكانت هناك انسيابية كبيرة لتدفق الحشود من جميع الأبواب مما أدى لتخفيف الازدحام في الطوابق السفلى في المسجد الحرام. تقييم لأداء الخطط التشغيلية وقال الرئيس العام إن الرئاسة قامت بتقويم أداء الخطط التشغيلية لحظة بلحظة؛ إلى جانب تنفيذ السيناريوهات البديلة التي وضعتها الرئاسة بالتنسيق مع المنظومة الأمنية في المسجد الحرام لتحقيق الأهداف وتوفير بيئة آمنة تعبدية وسليمة لتمكين ضيوف الرحمن من أداء عباداتهم بكل يسر وسهولة ورفع معايير الجودة والإبداع والاتقان للتعامل مع تنظيم أعداد القاصدين لأداء النسك والعبادات بالحرمين وتهيئة منظومة خدمات تراعي احتياجات المعتمرين وفق حوكمة وقياس الأثر وبخطط وإجراءات وآليات ممنهجة لإدارة الحشود، وُضعت مسبقاً لضمان سلامتهم ووصولهم إلى وجهاتهم بيسر وسهولة، مع ضمان وجود التنسيق والتواصل الفعال والمستمر مع جميع الجهات المعنية في المسجد الحرام، بما يسهم في نجاح إدارة الحشود الكبيرة. وقامت الجهات المعنية بالرئاسة بمتابعة التقارير الميدانية والتواصل مع المساعدين والوكلاء كل فيما يخص لضمان الراحة التامة والانسيابية في الحركة داخل المسجد الحرام وساحاته ورصد التحديات لمعالجتها فورا. وهيأت الرئاسة العربات المجانية، وعربات ذوي الاحتياجات الخاصة، ومداخل المسجد الحرام، إضافة إلى الخدمات التوجيهية والإرشادية، التي تركّز على توعية ضيوف الرحمن بأمور دينهم وإرشادهم، وحلقات الدروس والإفتاء، وتوزيع المصاحف والكتيبات الإرشادية. تماهٍ مع شركاء النجاح ولوحظت الانسابية والتناغم بين مختلف الإدارات والجهات المشاركة في خدمة ضيوف الرحمن مع فتح ساحات المسجد الحرام بكامل الطاقة الاستيعابية الامر الذي ساهم كثيرا بالتيسير على قاصدي الحرمين الشريفين لأداء شعائرهم بكل يسر وسهولة وتسخير كافة إمكانات وكالات الرئاسة وإداراتها المختلفة واستعداداتها البشرية والتشغيلية. وهيأت الرئاسة جميع أروقة المسجد الحرام وصحن المطاف والساحات وجاهزيتها وفق خطة تشغيلية محوكمة وآلية لتفويج المصلين والمعتمرين داخل المسجد الحرام وخارجه في الساحات وتسهيل عملية دخول المعتمرين والمصلين من المداخل والممرات والمصليات، توجيه المعتمرين إلى المطاف، وتنظيم مسارات الطواف، ومصلى الركعتين خلف مقام إبراهيم - عليه السلام -، الى جانب تنظيم المصليات والمصلين، توجيه المعتمرين بعد الانتهاء من المطاف إلى المسعى. وقام منسوبو الوكالة على مدار الساعة بمتابعة حركة انسيابية المسجد الحرام، والإشراف على جميع المواقع بدءًا بالساحات والتوسعات وداخل صحن المطاف والممرات المؤدية إليه، والرصد والمتابعة لجميع الملاحظات والسلبيات التي قد تعيق حركة الحشود ومتابعتها والقيام بتحليلها وتصنيفها والبحث عن حلول لها، إضافة للتنسيق مع عمليات الرئاسة والجهات الأمنية للتعامل مع تلك الملاحظات. وهيأت الرئاسة أيضا كامل الطاقة التشغيلية لمصليات التوسعة السعودية الثالثة والساحات الخارجية وتوسعة الملك فهد - رحمه الله -. وفعلت الرئاسة خطط الاستفادة المثلى من مبنى التوسعة والساحات الشمالية، واستغلال ما تحويه من مساحات واسعة وكافية لاستيعاب أعداد المصلين من قاعات متعددة ومنفصلة للصلاة، مزودة بجميع الخدمات الميدانية؛ لتسهيل حركة قاصدي التوسعة الشمالية بكل يسر وسهولة. وتتجه رئاسة الحرمين الشريفين نحو مزيد من المؤْسسة المعيارية لنشاطات وكالاتها لتحقيق التميز التشغيلي والجودة والارتقاء بخدماتها لخدمة القاصدين حيث اطلقت أكبر خطة تشغيلية لشهر رمضان المبارك في تاريخ الرئاسة والتي تميزت بتنويع وتكثيف المبادرات والبرامج والخدمات لتحقيق أقصى مراحل الراحة للقاصدين والمعتمرين والزوار وإعطاء أولوية قصوى لتعظيم خدمة الضيف وتسخير 12 ألف موظف لخدمة القاصدين على مدار الساعة لخدمة 3 ملايين قاصد مع تعظيم الأنسنة وتعضيد التقنية الذكية وخدمة ضيف الرحمن من "الوصول إلى الحصول" وإثراء رحلة القاصد كمحور رئيسي والعناية باحتياجاته منذ وصوله للساحات الخارجية، وتقديم الخدمات له في المطاف والمسعى، وأماكن الصلاة والاعتكاف، والصلاة في الروضة الشريفة فضلاً عن المراقبة والحوكمة لكافة الخدمات المقدمة، والتدقيق والجودة لتقديم أرقى الخدمات للزوار في الحرمين الشريفين بالتكامل والتنسيق مع كافة القطاعات ذات العلاقة لتكريس قيم التسامح والوسطية والاعتدال، وتشجيع الكادر الوطني بالعمل وفق خبرات وتخصصات لكيفية تقديم الخدمة بكل حفاوة تسهيلاً لأداء عباداتهم بكل طمأنينة. امتلاء أروقة وأدوار المسجد الحرام وسطوحه وساحاته بالمصلين أجواء روحانية السديس يتابع ميدانياً تنفيذ خطة صلاة الجمعة وبجواره مدير مكتبه بدر آل الشيخ