غادر الرئيس الصيني شي جين بينغ روسيا أمس الأربعاء بعد أن أظهر التضامن بشكل كبير مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مواجهة الغرب وانتهت الزيارة بتعهد الزعيمين بالعمل معا لتشكيل نظام عالمي جديد. ولم يأت شي على ذكر الصراع في أوكرانيا تقريبا طوال زيارته التي استمرت يومين وقال الثلاثاء في تصريحات بنهايتها إن الصين لديها "موقف محايد". وقال شي لبوتين لدى مغادرته "الآن هناك تغييرات لم تحدث منذ 100 عام، عندما نكون معا فإننا نقود هذه التغييرات". ورد بوتين بالقول "اتفق معك" وأضاف شي "اعتني بنفسك يا صديقي العزيز من فضلك". وعن الزيارة قال بيان صادر عن الصين "إنهما (الزعيمان) يتشاركان في الرأي القائل إن هذه العلاقة قد تجاوزت النطاق الثنائي بكثير واكتسبت أهمية بالغة للمشهد العالمي ومستقبل البشرية". وقال بوتين في تصريح نشره موقع الكرملين الإلكتروني "إننا نعمل في تضامن على تشكيل نظام عالمي متعدد الأقطاب وأكثر عدلا وديمقراطية والذي يجب أن يقوم على أساس الدور المركزي للأمم المتحدة ومجلس الأمن التابع لها والقانون الدولي وأهداف ومبادئ ميثاق الأممالمتحدة". وفيما يتعلق بأوكرانيا، أشاد بوتين بالرئيس الصيني بسبب خطة السلام التي اقترحها الشهر الماضي وألقى باللوم على كييف والغرب لرفضها. مع اختتام شي وبوتين محادثاتهما الثلاثاء، أعلن صندوق النقد الدولي عن اتفاق مبدئي مع كييف بشأن حزمة قروض لمدة أربع سنوات بنحو 15.6 مليار دولار. وفي تصريحات بعد قمته مع شي، أدان بوتين الخطط البريطانية لإرسال ذخيرة دبابات تحتوي على اليورانيوم المنضب إلى أوكرانيا وحذر من تداعيات ذلك. وقال بوتين "إذا حدث كل هذا، فسيتعين على روسيا الرد وفقا لذلك بالنظر إلى أن الغرب بشكل جماعي بدأ بالفعل في استخدام أسلحة ذات مكون نووي" لكنه لم يخض في التفاصيل. وعلق رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين على تزويد أوكرانيا بقذائف اليورانيوم المنضب سيجلب مأساة عالمية سوف تؤثر على الدول الأوروبية. جاء ذلك وفق ما نشره فولودين بقناته الرسمية على تطبيق تيليجرام، حيث كتب "إن الحرب حتى آخر أوكراني يمكن أن تصبح حربا حتى آخر أوروبي" في إشارة لما أعلنته بريطانيا بتزويد نظام كييف بذخيرة اليورانيوم المخصب، وتابع: "بالمناسبة، فقد استخدمت واشنطن قذائف مماثلة في يوغوسلافيا والعراق، ما أدى إلى تلوث المنطقة، فضلا عن زيادة حادة في الإصابة بالسرطان بين المواطنين". وأكد فولودين على أن هذا القرار يقود إلى "مأساة عالمية ستؤثر بالدرجة الأولى على الدول الأوروبية"، وشدد على أنه إذا ما تم إمداد أوكرانيا بأسلحة ذات مكون نووي، "فلن يكون هناك عودة إلى الوراء"، حيث سيتبع هذا القرار، وفقا له، استخدام "القنبلة القذرة" أو "أسلحة نووية تكتيكية" من قبل نظام كييف. وكانت نائبة وزير الدفاع البريطاني أنابيل غولدي قد تعهدت بنقل ذخيرة اليورانيوم المنضب إلى كييف في بيان نشر على موقع البرلمان البريطاني على شبكة الإنترنت يوم الثلاثاء، بحسب (موقع RT). من جانب أخر قالت الخارجية الروسية إن النقاط الواردة بالبيان الصادر عقب محادثات الرئيسين الروسي والصيني بشأن عدم جواز شن حرب نووية ونشر أسلحة نووية خارج الأراضي الوطنية هي إشارة مباشرة لواشنطن. وأضاف نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف: "الوثائق الموقعة نتيجة هذه الزيارة للرئيس الصيني تحتوي على أهم بيان بشأن عدم جواز الحرب النووية، بما في ذلك عدم جواز نشر أسلحة نووية خارج الأراضي الوطنية. هي رسالة مباشرة موجهة إلى الولاياتالمتحدة". ولفت ريابكوف إلى أنه تم النظر خلال مباحثات الرئيسين في كامل القضايا المتعلقة بالأمن الدولي. وأشار ريابكوف إلى "إن قادة الاتحاد الروسي والصين على وجه التحديد، هم الذين يدعون إلى اتباع مسار التهدئة واستقرار الوضع والعودة إلى الحوار والبحث عن توازن المصالح وتعزيز الاستقرار الاستراتيجي". وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) البريجدير جنرال باتريك رايدر للصحفيين إن الولاياتالمتحدة تعتزم تسريع عملية تسليم 31 دبابة من طراز أبرامز إلى أوكرانيا إلى الخريف. روسيا تحذر بريطانيا من تزويد كييف بأسلحة نووية وفي هذا السياق دعت الصين، الولاياتالمتحدة إلى إعادة النظر في دورها في الصراع الأوكراني، والتوقف عن إلقاء اللوم على الصين، حسب (RT). وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وون بين، في تصريح صحفي الأربعاء: "أريد أن ألفت الانتباه إلى موقف السيد (منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون) كيربي وحقيقة أنه يعتقد أن موقف الصين بشأن القضية الأوكرانية لا يمكن وصفه بأنه عادل، وهنا نود إبلاغ الجميع أن الصين ليست من المحرضين على الأزمة الأوكرانية"، كما أنها ليست طرفا فيها، ناهيك عن إمدادات الأسلحة لأحد أطراف الصراع"، وذلك في إشارة إلى الدور الذي تلعبه الولاياتالمتحدة في هذا الصراع. وأضاف أن "الولاياتالمتحدة تعتبر أن موقف الصين غير عادل، ولكن هل من العدل أن تزود ساحة المعركة بالأسلحة باستمرار؟ هل من العدل المساهمة في التصعيد المستمر للصراع؟ إن السماح للآثار الجانبية لهذا الصراع بالانتشار إلى العالم أمر عادل؟". وفي وقت سابق، قال كيربي إن نتائج الاجتماع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جين بينغ لا تعطي الولاياتالمتحدة آمالا كبيرة بإنهاء مبكر للصراع في أوكرانيا. بكين تدعو واشنطن لتصحيح وضعها في الحرب الأوكرانية ومجددا ناشد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حلفاء أوكرانيا بتقديم المزيد من المساعدات العسكرية بما في ذلك الذخيرة والقيام بذلك دون تأخير. وقال في خطاب مصور الثلاثاء "أحد الأسئلة التي تحظى دائما بأكبر قدر من الاهتمام هو توفير الذخيرة والدعم من شركائنا. نتوقع زيادة الإمدادات لما نحتاجه بالضبط... ونحن بحاجة إلى ذلك الآن". ميدانيا، دوى صوت تبادل رشقات من نيران المدفعية في بلدة تشاسيف يار إلى الغرب مباشرة من باخموت، وهي مدينة شرقية صغيرة أصبحت محور القتال العنيف على مدى أشهر. وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية إن قتالا عنيفا استمر بالقرب من باخموت وأفدييفكا في الجنوب. وبين بنايات سكنية في تشاسيف يار، اصطف سكان أغلبهم مسنون للحصول على مياه وطعام من فريق من خدمة الطوارئ الحكومية.