تشير بعض الدراسات أن نحو 40 % من الموظفين يتركون الوظيفة بسبب المدير، هل يمكن الاعتماد على هذه الدراسات والخروج منها بتعميم سلبي عن المديرين دون أن نتعرف على تفاصيل هذه الدراسات؟ المؤكد أن المدير هو أحد أهم العوامل المؤثرة في توفير بيئة عمل إيجابية وبالتالي فإنه في حالة تعامله السيئ مع الموظفين أو عدم كفاءته سيجعل بيئة العمل بيئة سلبية طاردة، كيف يتم تقييم المدير ومن الذي يقوم بذلك؟ هل هو الموظف المتميز المنتج النشط المخلص المبادر، أم الموظف الكسول المنسحب صاحب الأداء الضعيف؟ سيتبع ذلك أسئلة أخرى، ما حدود مسؤولية المدير في تحويل الموظف السلبي إلى إيجابي؟ هل يشتكي الموظف من المدير لأسباب مهنية أم إنسانية؟ إن مسؤولية المدير الأساسية هي تعزيز القيم والممارسات التي تجعل بيئة العمل بيئة إيجابية للجميع مثل الاحترام والعدالة والثقة والتحفيز على الإبداع والابتكار. من تجارب الآخرين في هذا المجال أتوقف عند تجربة السيد روبرت ايقر المدير الذي عمل مديرا تنفيذيا لشركة ديزني لمدة 15 سنة لخصها في كتاب بعنوان (رحلة العمر). هنا بعض الأفكار أو الدروس التي يوجهها السيد روبرت للمديرين التي تساهم في جعل بيئة العمل بيئة إيجابية.. هذه الأفكار أو النصائح وغيرها الكثير في أدبيات الإدارة تعكس أهمية دور المدير وقوة تأثيره المهني والإنساني. * إيجاد بيئة عمل تعزز مبدأ أن مستوى (جيد) غير كاف وأن الحلول الوسط غير مقبولة. * سوف تحظى بالاحترام حين تعترف بأخطائك والتعامل معها كدروس للتعلم منها. * عامل الجميع باحترام وتعاطف، وهذا لا يعني خفض توقعاتك. * السعي نحو النجاح والتميز مع الحذر من الانزلاق نحو التركيز الكامل على المنتجات وتجاهل الموظفين. * النزاهة هي سلاح القيادة السري. * قدر الكفاءة أكثر من الخبرة. * تجنب البداية السلبية أو أن تبدأ صغيرا. * أشعر بالارتياح لتقبل الفشل وليس للاستسلام. إذا أردت الإبداع عليك أن تسمح بحدوث الفشل. * إذا لم تقم بمسؤولياتك، المحيطون بك سيدركون ذلك وسوف تفقد احترامهم، شارك في الاجتماعات حتى وإن كنت تكرهها، أنصت لمشكلات الآخرين وساعدهم في حلها. * إذا حدث خلاف أو مشكلات في قمة الهرم الإداري للمنظمة، سينتقل ذلك إلى الجميع. * لا تعطِ الانطباع بأنك الشخص الذي لا يمكن الاستغناء عنه أو الشخص الوحيد الذي يعرف كيف يؤدي مهام معينة.. القيادة هي إيجاد فريق وتطوير مهاراته ليكون قادرا على القيام بالمهام بوجود القيادي أو بغيابه. أكتفي بما سبق من أفكار وربما نعود للبقية في مقال آخر.. وأختم بالتساؤل: ماذا لو تحول المدير إلى روبوت يدير الموظفين ويقيم أداءهم من خلال الذكاء الاصطناعي؟ هل سيطبق النصائح السابقة؟ وإذا فعل هل يرتفع مستوى الرضا الوظيفي وتنخفض نسبة المغادرين للوظيفة المشار إليها في بداية المقال؟