بدأ الاستعداد للانتخابات الرئاسية 2024 في أمريكا من قبل الحزب الجمهوري الذي يطمح للعودة وقيادة المشهد السياسي بعد الانكسارات التي حدثت في تلك الانتخابات عام 2020 وكذلك الانتخابات التشريعية في 2022. منذ خسارة ترمب في الانتخابات السابقة بدأت النخبة داخل الحزب الجمهوري يتأملون بخروج بديل يمثلهم خلال الانتخابات الرئاسية 2024، وذلك يعود إلى اختلاف قادة الحزب مع ترمب، وفي مقدمتهم رئيس الأقلية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل ورئيس الأغلبية السابق بول ريان. يدرك المتابع لهذه المرحلة من الاستعدادات بأن سماء الحزب الجمهوري ظهر بها نجم ساطع قد يحقق الأمل الذي يتملك النخبة في واشنطن، والمقصود في هذا المقام حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس، هذا الرجل الذي سحق بلا رحمة جميع منافسيه على منصب حاكم ولاية فلوريدا، وكانت إدارته لملف جائحة كورونا من أكثر الملفات التي رفعت شعبية ديسانتيس على مستوى الولاية وأمريكا عمومًا، فقدرة ديسانتيس القيادية وضعت ولاية فلوريدا من بين الولايات الأكثر جاذبية من حيث الاستثمار والاستيطان؛ وخلال افتتاح الجلسة الجديدة للهيئة التشريعية في فلوريدا يوم الثلاثاء الماضي في خطاب يروج لإنجازات إدارته وعد بأن فلوريدا ستظل "رقما واحدا" خلال فترة ولايته الثانية. كانت جميع المعطيات تسير لصالح هذا الرجل الطموح، حتى فجر رجل الأعمال اليساري جورج سوروس قنبلة غير متوقعة عندما أعلن عن إعجابه ودعمه لديسانتيس، وقد وصف الإعلام الأمريكي المحافظ هذا الإعلان "بقبلة الموت"، وذلك يعود إلى كراهية الجمهوريون، وخصوصًا المحافظين لرجل الاعمال جورج سوروس. تعد أجندات جورج سوروس بمثابة السم الزعاف لكل ما يمثله المحافظون داخل الحزب الجمهوري، بل إن هذا الرجل -بدون خلاف- يعد أعظم خطر يواجه وجود الفكر المحافظ داخل أمريكا ووجود الحزب الجمهوري في المجمل، سوروس دفع الغالي والنفيس لدعم حملة هيلاري كلينتون الانتخابية في عام 2016 ضد دونالد ترمب، فيمثل هذا الرجل -بلا منازع- عراب الفكر اليساري والخزينة التي لا تنضب للحزب الديموقراطي. هذا الإعلان الغريب من قبل جورج سوروس دليل على أن حاكم فلوريدا يعد ناقوس خطر كبير على قدرة الحزب الديموقراطي على الفوز بالبيت الأبيض ومجلس الشيوخ خلال الانتخابات الرئاسية والتشريعية القادمة في 2024. .