تستمر تلميحات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، حول رغبته بالترشّح مرة أخرى لانتخابات الرئاسة لعام 2024 وعلى الرّغم من التحقيقات المستمرة في هجمات السادس من يناير على مبنى الكابيتول، والتهم الموجّهة لترمب في هذه القضية، فإن 55 % من الناخبين الجمهوريين يقولون: أنهم سيدعمون ترمب ليكون مرشّح الحزب الجمهوري في عام 2024. من جانب آخر يتخوّف بعض أقطاب الحزب الجمهوري، من إشكالية اسم ترمب واحتمالية خسارة الجمهوريين للانتخابات، إذا كان ترمب هو المرشّح الجمهوري للرئاسة، خاصة أن بعض المرشّحين الجمهوريين الذين دعمهم ترمب في الانتخابات المحلية في الفترة الأخيرة، خسروا في الانتخابات، مؤشّر جديد على أن قبضة ترمب على الحزب الجمهوري ليست مطلقة. مايك بنس: يقدّم بعض السياسيين الجمهوريين أنفسهم كمرشّحين محتملين لانتخابات الرئاسة الأميركية في عام 2024 وفي مقدّمتهم مايك بنس، نائب الرئيس السابق دونالد ترمب، حيث انطلق بسلسلة من التحرّكات السياسية، من إلقاء الخطب في التجمعات الحزبية والحملات الخاصة بمرشّحين محليين جمهوريين، وقام برحلة إلى الحدود بين أوكرانيا وبولندا، بعد أن بدأ الغزو الروسي على أوكرانيا. وفي حين خسر مايك بنس جزء من القاعدة الشعبية لدونالد ترمب، بسبب اصراره على رفض قلب نتيجة انتخابات عام 2020، فإن بنس يملك حظوظاً أكبر من ترمب، مع القاعدة الجمهورية المسيحية المتدينة، حيث يصوّر بنس نفسه كحامي للنظام الأميركي التقليدي والقيم المسيحية، الذي يشكك بعض المحافظين بقناعة دونالد ترمب بها. وتقود كل التحرّكات السياسية الحالية لمايك بنس، إلى الاعتقاد بأنه قد يقف كمنافس محتمل لدونالد ترمب، على ترشيح الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية المقبلة. مايك بومبيو: اكتسب مايك بومبيو، وزير الخارجية الأميركي السابق، قاعدة شعبية واسعة ضمن الجمهوريين، من خلال قوة المواقف الخارجية التي أطلقها أثناء توليه رئاسة السلك الدبلوماسي الأميركي، ما يجعله اسم بارز آخر، مؤهّل لطرح نفسه كمرشّح للرئاسة لعام 2024. ويسعى مايك بومبيو منذ أشهر، إلى الابتعاد عن الرئيس دونالد ترمب، وبناء سجلّه السياسي المستقل، من خلال إطلاق تجمّع سياسي أميركي محافظ، تحت مسمى CAVPAC أو مجموعة دعم القيم الأميركية. واتّخذ مايك بومبيو خلال الفترة الاخيرة مجموعة من المواقف، التي ابتعد من خلالها عن الرئيس دونالد ترمب، حيث قام بدعم مرشّح مختلف عن المرشّح الذي دعمه دونالد ترمب، في الانتخابات التمهيدية لمجلس الشيوخ في ولاية بنسلفانيا. وفي مقابلة أجرتها معه قناة "فوكس نيوز" الأميركية قال مايك بومبيو، أن قراره حول الترشّح لانتخابات عام 2024 لا يتوقّف على قرار دونالد ترمب، بل هو قرار مستقل سيأخذه بمفرده وبمعزل عن ترمب. لاري هوجان: يعتبر لاري هوجان أحد أبرز الشخصيات الجمهورية، التي عارضت دونالد ترمب علناً، وبالتالي من غير المفاجئ أن يفكّر هوجان، الحاكم الجمهوري لولاية ميريلاند الديموقراطية بترشيح نفسه لانتخابات 2024. ويتمتّع هوجان، بسمعة طيبة في أوساط الديموقراطيين والجمهوريين على حدّ سواء، ويطرح نفسه كسياسي أميركي وسطي، يولي المصالح الأميركية على المصلحة الحزبية، الأمر الذي يراه كثر من الأميركيين ضروري في هذه المرحلة. ويحذّر لاري هوجان، من امكانية خسارة الحزب الجمهوري للبيت الأبيض مرة أخرى، إذا كان ترمب هو مرشّح الحزب لعام 2024. وكان هوجان قد صرّح في ظهور سابق له هذا العام، على شبكة "سي ان ان" حول إمكانية تفكيره بالترشّح لرئاسة الولاياتالمتحدة، بعد مغادرة منصبه كحاكم لولاية ميريلاند في يناير، كانون الثاني المقبل. رون ديسانتيس: برز رون ديسانتيس، حاكم ولاية فلوريدا، كنجم جمهوري يتمتع بشعبية واسعة بين المحافظين، حتى خارج حدود ولايته فلوريدا، حتى أن ديسانتيس أغضب ترمب حين أعلن عدم استعداده التنازل عن الترشّح للرئاسة، اذا طلب ترمب منه ذلك. وبحسب بعض استطلاعات الرأي، فإن ديسانتيس يمتلك أكبر الحظوظ ليكون مرشّح الجمهوريين للرئاسة لعام 2024 كما تمكّن من تخطّي ترمب في بعض هذه الاستطلاعات. ويشير صعود ديسانتيس إلى أنه سيكون اسم بارز في الحزب الجمهوري، ومرشّح محتمل للرئاسة عن الحزب الجمهوري في المستقبل، حتى ان لم يحدث ذلك في انتخابات عام 2024.