مع استمرار وتزايد الحالات، تم خلال اليومين الماضيين نقل مئات التلميذات إلى مستشفيات في جميع أنحاء إيران، مع استمرار الهجمات الكيميائية المشتبه بها على مدارس البنات في البلاد. وربما كان يوم أمس أسوأ يوم حتى الآن، في موجة الأمراض غير المبررة، هذه التي يعود تاريخها إلى شهر نوفمبر، وتم علاج ما لا يقل عن 300 فتاة في أكثر من عشر مدن من أعراض مختلفة مجهولة المصدر، وفقا لما نقلته وكالة بلومبرج للأنباء عن تقارير صادرة عن وكالات الأنباء الرسمية. واحتج الآباء في طهران ومدن أخرى على هجمات التسميم المشتبه بها، وفقا لمقاطع فيديو نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي. وعولجت أكثر من 120 فتاة في مدينة همدان غربي البلاد، ومقاطعة كابوداراهانج المجاورة من الغثيان والإجهاد والدوار، حسبما ذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية. كما تم تسجيل حالات تسمم مشتبه بها في مدارس البنات في خمس مدن بالقرب من طهران، بما في ذلك إسلام شهر وشهريار ورباط كريم، غربي العاصمة. وفي مدينة قم، التي سجلت حالات التسمم الأولى، تم نقل 44 فتاة إلى المستشفى، حسبما ذكرت وكالة مهر للأنباء. كما سجل المسؤولون تسميم ثلاثة موظفين بالإضافة إلى 30 طالبة من مدرسة ثانوية للبنات في مدينة أورميا، في شمال غربي إيران. ولم تفصح السلطات حتى الان أو تفتح تحقيق شامل للتحقيق، رغم تصاعد التقارير عن حالات تسمم مشتبه بها، من حيث الحجم والشدة. يورانيوم في مواقع غير معلنة قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن إيران قدمت تطمينات محدودة إلى الوكالة التابعة للأمم المتحدة، بأنها ستتعاون في تحقيق متعثر منذ فترة طويلة، بشأن جزيئات اليورانيوم التي عُثر عليها في مواقع غير معلنة، فضلا عن إعادة تركيب أجهزة المراقبة التي أزيلت. وأصدرت الوكالة وإيران بيانا مشتركا لدى عودة المدير العام للوكالة رافائيل جروسي، من زيارة لطهران قبل يومين فقط من اجتماع ربع سنوي لمجلس محافظي الوكالة المؤلف من 35 دولة. وقال دبلوماسيون، إن البيان خاض في القليل من التفاصيل لكن احتمال حدوث تحسن ملحوظ في العلاقات بين الجانبين، من المرجح أن يحول دون مسعى غربي لقرار آخر يأمر إيران بالتعاون. وكانت إيران قدمت وعوداً مماثلة من قبل، لكنها لم تتمخض عن شيء يذكر. وجاء في البيان المشترك أن إيران "عبرت عن استعدادها لتقديم مزيد من المعلومات، والتعامل مع قضايا الضمانات العالقة". وذكر تقرير سري لوكالة الطاقة الذرية، أن جروسي "يتطلع إلى.. التنفيذ الفوري والكامل للبيان المشترك". وقال جروسي في مؤتمر صحفي لدى وصوله إلى مطار فيينا، إن من المفترض أن تتيح إيران الحصول على المعلومات، ودخول المواقع والتحدث إلى المعنيين، مما يشير إلى تحسن بسيط بعد مماطلة إيرانية على مدى سنوات. وستسمح إيران أيضا بإعادة تركيب أجهزة المراقبة الإضافية، التي كان قد تم وضعها بموجب الاتفاق النووي لعام 2015 ولكنها أزيلت العام الماضي، مع انهيار الاتفاق في أعقاب انسحاب الولاياتالمتحدة منه عام 2018 في عهد الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب. وقال بهروز كمالوندي، المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، إن طهران لم توافق على التصريح لأفراد بالدخول. ونقلت وكالة الجمهورية الإيرانية للأنباء عنه قوله "لم تُطرح مسألة السماح للأفراد بالدخول قط خلال زيارة السيد جروسي لإيران على مدى يومين" مضيفا أنه لا يوجد اتفاق يتعلق بوضع كاميرات جديدة في المنشآت النووية الإيرانية. وقال جروسي إن اجتماعات المتابعة في إيران بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمسؤولين الإيرانيين، بهدف الاتفاق على التفاصيل ستنعقد "في القريب العاجل". ولدى سؤاله عما إذا كان سيتم إعادة تركيب جميع أجهزة المراقبة، أجاب جروسي "نعم". وعندما سئل عن المكان الذي سيتم إعادة تركيبها فيه، اكتفى بقول، إنه سيكون في عدد من المواقع.