الضمان الاجتماعي هو أحد سبل التكامل التي أوجبها ديننا الحنيف، المبني على فكرة تطبيق الشريعة الإسلامية لمشروع الزكاة من بيت مال المسلمين، لذا فإن وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية تسعى لتطوير خدمات الضمان الاجتماعي بكافة جوانبه وباستمرار، حرصاً منها على تقديم الخدمة المُثلى للمستفيدين، بدءًا من تطوير أداء عمل باحث الضمان الميداني، والذي يكمن دوره الأساسي في تحقيق التعامل الأمثل مع المستفيدين من الضمان، وتعريفهم بجميع الخدمات المقدمة والفئات التي يخدمها الضمان وشروطه، والالتزام بحقوق المستفيدين التي كفلها لهم النظام، موضحًا للمستفيدين واجباتهم التي يجب أن يقوموا بها وفق ما تنص عليه اللائحة الرسمية. ولهذا فإن تفعيل زيارات الباحثين الميدانية لمشاهدة الحالات الاجتماعية عن طريق الرؤية العينية، والتحدث مع المستفيدين ومناقشتهم على أرض الواقع بغرض معرفة كافة المعلومات عن الخدمات التي تقدم لهم ولأجلهم، والتعرف على المعلومات والتحقق من البيانات، هو أحد أهم أدوات التطوير الحقيقية التي تحرص عليها الوزارة، فهي تتجاوز أن يكون دوره رقابياً فقط كما يظن البعض. إن دور الباحث الميداني أبعد من ذلك بكثير، حيث إن المعلومات الجديدة التي سيصل إليها تصب في مصلحة المستفيدين، وذلك من خلال التدقيق في جدية أوضاعهم واحتياجاتهم، والاطلاع على ظروف الحالات ودراسة الملفات، وتقدير مستوى الدخل الحقيقي، وإدخال بيانات الحالات من أرض الواقع، والتحقق من صحة البيانات المسجلة، بهدف التأكد من وصول أموال الزكاة والتبرعات للمستحقين الحقيقيين، كما يقوم الباحث الميداني بتقديم التوصيات التي تراعي حجم الاحتياجات ومدى الإمكانات وتحديد حجم ونوع المساعدة المقترحة. لهذا فإن الزيارات الميدانية هي إحدى وسائل الاتصال بين الوزارة والمستفيدين، وذلك من خلال القيام بزيارات دورية لكل حالة بهدف مشاهدة الواقع، ومعرفة كافة الحقائق على الطبيعة، وإيصال المعلومات الحقيقية للمستفيدين، وتوضيح كافة الإشكالات التي تواجههم وتزويدهم بالمعلومات الجديدة عن نظام الضمان الاجتماعي والتمكين، وذلك من حيث الأهداف والأبعاد الاجتماعية والاقتصادية، وكافة الخدمات التي تقدم لهم، ونطاق أعمال تلك الخدمات، وكل ما يمكن أن يستفيد منه مستفيد الضمان. لذا تُعد الزيارة الميدانية حجر الأساس في دراسة الحالات، وتكمُن أهميتها في تقديم تقرير حجم المساعدات الواجبة لكل حالة، وفقاً لوضعها الاجتماعي والاقتصادي، والأدوار التي يقوم بها الباحث الميداني في التعامل مع المستفيدين، بالإضافة الى التنسيق لتقديم خدمات أعلى للمستفيدين، وتحقيق تطلعات الرؤية المستقبلية للضمان الاجتماعي. نسجل إعجابنا بالعمل الميداني دائماً، والذي يعكس هنا حرص الوزارة، ونشاهد تطويرها المستمر فنشيد به، وذلك غير مستغرب من كافة قطاعاتنا الحكومية، بل هو امتداد لما توليه قيادتنا الرشيدة من اهتمام ورعاية بكافة المواطنين بمختلف شرائحهم، للوصول إلى حياة كريمة كما هو حال جميع أبناء هذا الوطن المعطاء.