يجسد يوم العلم "الحادي عشر من شهر مارس" فخرا سعوديا جديدا ومناسبة وطنية ثالثة انضمت بقرار ملكي إلى يومي الوطن والتأسيس، ويستذكر الشعب السعودي كيف كانت تنصب راية العز والمجد خفاقة في مكان ظاهر أثناء الاستعداد للحروب ليراها الناس ويجتمعوا حولها، فيدون التاريخ بمداد النور والطهر والنقاء ملاحم بطولية شيدت وطنا عظيما، ورسخت مكانة رائدة وصورة مشرفة للمملكة العربية السعودية التي تقدم للعالم أنموذجا لا يضاهى في اللحمة بين القيادة والشعب. مناسبة تاريخية وقال أستاذ التاريخ والحضارة في الجامعة الإسلامية د. فوزي بن عناد العتيبي: يوم العلم السعودي مناسبة تاريخية أخرى تضاف للمناسبات الوطنية السعودية المرتبطة بتاريخ هذه البلاد المباركة، وتعزيز الأيام الوطنية مهم في ترسيخ الأسس والقيم التي قامت عليها دولتنا المباركة، وجاء اختيار يوم 11مارس تحديدًا ليكون يوم العلم السعودي بمرسوم ملكي صدر في تاريخ 9/8/1444ه لأنه يوافق اليوم الذي تم فيه إقرار العلم السعودي بشكله الحالي في عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله بتاريخ 11/3/1937م، والعلم الحالي له ارتباط تاريخي بالدولة السعودية الأولى منذ عهد مؤسسها الإمام محمد بن سعود رحمه الله، فقد حمل شعار العَلم راية التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله، وهي الراية التي اجتمع حولها أبناء هذه البلاد المباركة أثناء مرحلة التأسيس وتحتها قدموا التضحيات والملاحم البطولية التي مازال التاريخ يسجل أصداءها، فقد كان العلم السعودي في الدولة السعودية الأولى ينصب في مكان ظاهر أثناء الاستعداد للحروب ليراه الناس ويجتمعون حوله. منهج دولة وأضاف: مر العلم السعودي بعدة مراحل حتى وصل إلى صورته الحالية، فقد كان علمًا يكتسيه اللون الأخضر مع جزء يسير باللون الأبيض يحاذي سارية العلم مع شعار راية التوحيد باللون الأبيض، وهو شعار له دلالاته فاللون الأخضر يرمز إلى النماء والعطاء وكلمة التوحيد إلى منهج الدولة القائم على الإسلام، وقد استمر هذا الشعار طوال عهود الدولة السعودية حتى عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله والذي أُضيف إليه السيف تحت راية التوحيد كرمز للقوة والأنفة والحزم مع اللون الأخضر بشكل كامل، والعلم السعودي له مكانته السامقة عند السعوديين، فهو رمز لوحدتهم وتلاحمهم، وهو العلم الذي لا ينكس، وسيظل خفاقا دائمًا، وعلامة على شموخ وعزة المملكة العربية السعودية، ويأتي المرسوم الملكي بتخصيص يوم تحت مسمى "يوم العلم" للتأكيد على أهمية العَلم ودلالاته كقوة الدولة وسيادتها ورمزًا للتلاحم والوحدة الوطنية. المجد والعطاء وقالت الأستاذة المساعدة في قسم التاريخ بجامعة طيبة فرع العلا د. هنادي بنت إبراهيم أبو خديجة: مع حلول كل مناسبة وطنية، تتجدد حكايات الوطن المجيدة، فحينما صدر الأمر السامي الملكي باعتماد يوم 11 من شهر مارس من كل عام يوماً خاصاً بالعلم باسم "يوم العلم"، هذا الرمز الذي تشكل ظل شامخا بمجدة في كبد السماء ليعبر عن حكاية والمجد والعطاء والنماء، لقد رفرف العلم السعودي لأول مرة في تاريخ الدولة السعودية خلال عام 1139ه/ 1727م وبدأت قصته مع تأسيس الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود رحمه الله، هذا العلم هو امتداد للإرث العربي والإسلامي في استخدام الراية والعلم كإحدى مظاهر الدولة، ومنذ ذلك التاريخ وعلى مدى نحو ثلاثة قرون وحتى وقتنا الحاضر كان هذا العلم شاهدا على معاني القوة والكفاح والرفعة والشموخ والأنفة والإباء حاملا أثمن رواسخها وأعمق عقائدها، هذا العلم بمعانيه السامية وتفاصيله المعبرة يوضح لنا أهمية هذه الدولة العظيمة في بنائها وإظهار مدى سيادتها ومدى تلاحمها ووحدتها الوطنية ويعبر عن العمق التاريخي للمملكة العربية السعودية، فالعلم بلونه الأخضر اللون الذي يدل على السلام والنماء والرخاء والعطاء والتسامح الذي تتسم به المملكة العربية السعودية وتتوسطه عبارة التوحيد لا إله الا الله محمد رسول الله الذي يعد رمزا للمملكة العربية السعودية وما قامت عليه منذ تأسيسها يشير إلى إظهار القوة والعدل وكذلك القيادة الحكيمة. دلالات عظيمة وأضافت: استمرارا للاعتزاز بالعلم وأهمية ودوره الكبير في هوية الدولة ورمزيته فقد أقر الموحد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه شكل العلم وفق قرار مجلس الشورى وذلك في يوم 11 من شهر مارس عام 1937م ليؤكد على الدلالات العظيمة التي تخص المملكة العربية السعودية ومكانتها العالية بين دول العالم، ويحق للوطن أن يفخر بهذا العلم الذي يحمل كلمة التوحيد، فلك يا موطني كل دعواتي بالأمن والأمان، وفي الختام لا أملك إلا أن أرفع أكف الضراعة للمولى عز وجل أن يحفظ لنا حكومتنا الرشيدة في ظل مولاي خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمين حفظهم الله لنا ذخرا وأعزهم بنصره وقوته. د. هنادي أبو خديجة