بلادنا وأرضنا ووطننا المملكة العربية السعودية عاشت وتعيش أفراحًا متتاليةً مُتعاقبة، كلُّ يومٍ من أيامها ينتشي سعادةً وأُنسًا، نهارها بهيج وليلها أهازيج، أبناؤها ومواطنوها وأهلها مُتحابون متآخون متآلفون، تجمعهم لُحمة واحدة، يتبادلون التهاني والتبريكات في كُلِّ وقتٍ وحين، ولِمَ لا وهم منذُ تأسيسِ بلادهم وهم في بحبوحةٍ من العيشِ الرغيد؛ يعيشون ويتعايشون في أمنٍ وودٍّ وسلام. منذُ يومِ التأسيس على يدِ الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- في العام 1139ه الموافق 1727م وهم ينظرونَ بأعينٍ ملؤها الفأل والتفاؤل والإيمان بأنّ غدِهم يُشرقُ بإشعاعات أملٍ لا محدود؛ مع ما مرت به بلادهم من أزماتٍ على مرِّ تاريخها الذي يفوق ثلاثةِ قرون؛ إلا أنها تجتازُ تلكم الأزمات بسلامٍ وتنهضُ أقوى مما كان. ألم يمرّ على بلادنا شظفُ عيش وقِلّة موارد وقساوة بيئة، واجتاحها الثالوث، الفقرُ والجوعُ والمرض؟ ألم يمرُّ على بلادنا أزمة الخليج الأولى وأزمته الثانية؟ ألم يمر على بلادنا جائحة كورونا التي اجتاحت العالم وهزّته ووقف مدهوشًا أمامها، فاجتازت بلادنا ذلك كله -ولله الحمد- وأصبحت مضرب المثل وتُحتذى؟ هذا بفضل الله ثم بفضل ولاة أمرها، ملوكها الذين تحمّلوا المهام الجِسام، واجتازوها بسلام، بنوا وطنهم ورفعوا من شأن مواطنيهم وأصبح الكل يتباهى بأنّه سعوديّ. فالتهنئةُ تُرفَع لمقامِ ولاةِ أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الشاب المُبارك صاحب السمو الملكيّ الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز -يحفظهما الله-. والتهنئة للأسرة المالكة الكريمة، والتهنئة للشعب السعوديّ الأبيّ، والتهنئة للمقيمين على أرضِها المُحبين لها، والتهنئةُ لطلابِ مدارسها ومعاهدها وجامعاتها وهم يتوشحون ملابسهم ويرفعونَ بيارقهم بمناسبة يوم تأسيس دولتهم، والتهنئة للعالم أجمع، للعالم كل العالم لوجودِ المملكة العربية السعودية، تلك الدولة المُحبّة للأمن والسلام الدوليين، والباعثة للاستقرار، والمُمدّة العالم بالطاقة، والمادة أذرعها لمساعدة العالم بالمالِ والرأيِّ السديد، والمُبادِرة لكلِّ عملٍ مُفيدٍ يخدم البشرية الساعية إلى كلِّ روابط الأخوّة والتآزر الإنسانيّ، فهذه الدولة بُقعةٌ مباركة للعربِ والمسلمين ولغيرهم؛ إذ على أرضها يوجد مئة وتسعون جنسية من جنسياتِ العالم، يأكلون من خيراتها، ويبعثونَ بمدخراتهم، فهي مهوى أفئدة العالم الإسلاميّ، ومهبط رسالة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم، وبأرضها تُعقد المؤتمرات الدوليّة من أجلِ الإنسانية جمعاء، ألم تُعقد مؤتمرات تتلو مؤتمرات، بل مؤتمراتٍ في وقتٍ واحد. وبهذه المناسبة الغالية، يوم تأسيس الدولة على يدِ الإمام محمد بن سعود -رحمه الله-؛ كلٌّ يتبادل التهاني، ويدعون بالرحمةِ والمغفرةِ للمؤسس الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- ولموحد بلادنا وجامع شملها المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه-، ويدعون بالمغفرةِ للملوك الذين التحقوا بالرفيقِ الأعلى -عليهم الرحمة والرضوان- ويدعونَ لولي أمرنا، ملكنا المُفدّى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكيّ الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله- بأن يسبغ عليهما نعمه الظاهرة والباطنة وأن يجازيهما على خدمتهما للحرمين الشريفين، ولِمَا وصلت إليه المملكة العربية السعودية من نهضةٍ اقتصاديةٍ وسياسيةٍ وتعليميةٍ وصحيّةٍ واجتماعية. أدامَ الله على بلادنا عزّها وتمكينها، وكلَّ عامٍ وولاةِ أمرها ومواطنوها ومقيموها يرفلونَ بالعزّةِ والسؤدد ووافرٍ من الخيرات والنِعَم.