تبدو قصة مدينة الرياض حافلة بتفاصيل كثيرة، جعلت منها مدينة "استثنائية" بكل ما تعنيه الكلمة من معان ومدلولات، هذا الاستثناء جسده تاريخ الجزيرة العربية، ونوعية الحضارات الإنسانية التي شهدتها المدينة على مر العصور، مروراً بكونها اليوم عاصمة للمملكة العربية السعودية، صاحبة أكبر اقتصاد في منطقة الشرق الأوسط. ولطالما كانت الرياض محل اهتمام الدولة السعودية، ومركز اهتمام القادة والسياسيين، وبوصلة المستثمرين عبر التاريخ، الذي تكشف صفحاته عن برامج تطوير، حظيت به المدينة منذ القدم، وتحديداً في حي المربع، الذي نال الاهتمام في خمسينيات القرن الرابع عشر الهجري، ببناء مجموعة من القصور الملكية خارج سور الرياض القديمة، وصولاً اليوم لزمن رؤية 2030، وفيها يعيد سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان صناعة مربع جديد، يشهد تطوير أكبر داون تاون حديث عالمياً، وهو ما يسهم في تطوير مستقبل الرياض، ودعم الناتج المحلي غير النفطي للمملكة، بما يصل إلى 180 مليار ريال، مع استحداث 334 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة. وبرصد مشاهد الاهتمام بالرياض، يختزن تاريخ المدينة أحداثاً مهمة تمتد على نحو 5 عقود، شهدت فيها اهتماماً غير مسبوق من خادم الحرمين الشريفين، عندما كان أميراً للرياض، ونجح -يحفظه الله- في تحويلها من أرض صحراوية قاحلة، إلى مدينة عملاقة، تنعم بكل صور التقدم والازدهار والتطور. حيث حرص -سلمه الله- على تعزيز الدور السياسي للمملكة، من خلال تأسيس عاصمة سياسية حديثة، تحتفظ في الوقت نفسه بكل القيم الثقافية السعودية، ويشع منها نور الحضارة الإسلامية، التي تسلحت بها الجزيرة العربية على مدى قرون مضت، وهنا لا ننسى مشاريع البيئة الخاصة بالمدينة، وأبرزها "الرياض الخضراء". ويأتي مشروع المربع الجديد، الذي أطلقه سمو ولي العهد قبل أيام، ليكمل مسيرة تطوير العاصمة بطرق علمية مختلفة وشاملة لكل جوانب الاقتصاد والسياحة والترفيه والاجتماع، فضلاً عن الجانب الثقافي، من خلال المزج بين هذه الجوانب مجتمعة في مكان واحد، ويتم تعزيز هذا كله بتطبيق معايير الاستدامة، ورفع مستوى جودة الحياة، وصولاً إلى تعزيز مفاهيم الصحة والرياضية والأنشطة المجتمعية. المشروع الذي جاء تماشياً مع استراتيجية صندوق الاستثمارات العامة الهادفة لإطلاق إمكانيات القطاعات الواعدة، وتمكين القطاع الخاص وزيادة حجم المحتوى المحلي، أرى أنه سيحقق أكثر من أهدافه المحددة سلفاً، وهو ما وعدت به شركة تطوير المربع الجديد، ببناء أيقونة "المكعب" ليجسد رمزاً حضارياً عالمياً لمدينة الرياض، يضم أحدث التقنيات المبتكرة، ومزايا فريدة تعد الأولى من نوعها، وبالتالي لا أستبعد أن يصبح المشروع أحد أكبر المعالم على مستوى العالم، خاصة بعد وصول ارتفاعه إلى 400 متر، وعرض 400 متر، وطول 400 متر، وبالتالي، سيسهم الشكل الهندسي المميز للمكعب في توفير المساحة اللازمة لاستيعاب تفاصيل المشروع والتقنيات الخاصة فيه. التحول التدريجي في تطوير "الرياض"، يكشف جوانب من التاريخ السعودي، ويعكس حجم الاهتمام الرسمي الذي نالته العاصمة ومازالت، من أجل تحقيق مستهدفات الرؤية 2030 بأن تصبح الرياض ضمن أفضل 10 مدن اقتصادية بحلول العام 2030، وهو ما يتحقق اليوم على أرض الواقع اليوم، من خلال مشاريع كثيرة يتم الإعلان عنها تباعاً على أرض العاصمة.