ها هو الهلال يعيد رياضة المملكة العربية السعودية لواجهة الإعلام العالمي والعربي بعد تغلبه على فلامنغو بطل كأس ليبرتادوريس ممثل قارة أمريكا الجنوبية وصعوده لنهائي كأس العالم لمواجهة ريال مدريد بطل أوروبا في منجز غير مسبوق كأول فريق آسيوي وعربي وسعودي بصفته بطل للقارة وليس مستضيفا كما حدث للرجاء المغربي والعين الإماراتي. ذهب الهلال لكأس العالم بعد خروجه من كأس السوبر الذي حدد له تاريخ وموعد إقامة لا يمكن أن يقال عنه إلا سوء تخطيط وقلة إدراك بضبط روزنامة المسابقات بعد تأكد مشاركة الهلال بالمحفل العالمي فكيف تلعب مباريات كأس السوبر ومتبقي على مشاركة الهلال في كأس العالم أقل من عشرة أيام وفي حال صعد الهلال لنهائي كأس السوبر يصبح متبقي على مبارة الهلال والوداد المغربي خمسة أيام ولا يخفى على ذي لُب حساسية المباريات النهائية وظروف السفر إلى أقصى المغرب العربي وما يصاحب ذلك من تغيير التوقيت وحاجة اللاعب للانسجام قبل لعب مبارة إقصائية في كأس العالم. لكن الهلال كان على قدر الحدث وخرج بالأهم وليس بالإقناع في مبارة الوداد المغربي واستطاع حصد التأهل لنصف النهائي أمام جماهير القلعة المغربية الحمراء التي تعتبر من أكثر الجماهير التي تشكل عامل ضغط للمنافس وبركلات ترجيح وضياع ركلة وحيدة للوداد غريبة الحدوث وكأن البطولة ترفض مغادرة الهلال. وأمام فلامنغو استطاع الهلال لعب مبارة هي الأروع له منذ فترة وفاجأ الجميع بعد سلسلة مباريات في الدوري شهدت تذبذب مستوى أصاب جماهيره بالحيرة والقلق. الملفت بالأمر أن الهلال وصل لنهائي كأس العالم رغم عقوبة الإيقاف عن التسجيل لفترتين الصادرة من غرفة فض المنازعات التي عاقبت الهلال واللاعب محمد كنو لتوقيعه عقدي احتراف الذي يفترض أن يوقف عن اللعب وحده ولا يتحمل الهلال تصرفات اللاعب وعدم معرفته بتوقيع اللاعب للنصر. أوقف الهلال عن التسجيل أو كبل عن التعاقد بمعنى أدق بقرار أغرب ما يحمله الاستغراب من معنى وأصبح مضطرا لتحمل المحترفين الحالين رغم إجماع بعدم صلاح بقائهم لكن الإيقاف جعل الهلال مجبرا وهو بطل دائما. أشبع طرح هذا الحكم والقرار ولا أريد تفصيل ذلك لكن ماذا لو وقع محمد كنو لفريق غير سعودي ماذا يمكن أن يحدث؟ وبعد تأكد مشاركة زعيم آسيا في كأس العالم توقع المتفائلون من اتحاد كرة القدم أن ترفع العقوبة عنه لكي يستطيع أن يسجل ويستعد للمهمة العالمية التي يحمل لواء الكرة السعودية والآسيوية رغم غياب أهم عناصر الفريق وهم قائد الفريق سلمان الفرج لإصابته أثناء مشاركته مع المنتخب في كأس العالم في قطر وكذلك إصابة ياسر الشهراني أثناء مشاركته مع المنتخب أيضا وأن يتم ذلك منطقيا لحجم الحدث كما حصل للوداد المغربي بعد رفع الإيقاف عنه من قبل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لكن الاتحاد السعودي صدم المتفائلين بعدم التطرق أو الحديث عن ذلك ولم يصدم العقلاء الذي يعرفون اتحاد القدم وطريقة تعامله مع الهلال ليس بهذا الموقف وحسب بل سنوات والهلال يقع ضحية قرارات مجردة من الواقعية والعقلانية. ففي عام 1988م وصل الهلال لنهائي آسيا أبطال الدوري ليلاقي فريق يوميوري الياباني فتم استدعاء 8 لاعبين من الهلال للمنتخب 3 منهم في مركز الهجوم استعدادا لكأس الخليج الذي سوف يقام بعد 40 يوما من النهائي ففضلت الإدارة الهلالية الانسحاب بدلا من اللعب في غياب جل عناصر الفريق. وفي موسم 2019 كان الهلال ينافس على الدوري ومتصدر جدول الترتيب فأقيمت بطولة أمُم آسيا للمنتخبات ولم يتم إيقاف الدوري رغم انضمام 7 لاعبين من الهلال ورغم تصويت أكثر من 12 ناديا من أصل 16 بطلب إيقاف المنافسات لكن اتحاد القدم ورابطة المحترفين أصروا على استمرار المنافسات وخسر الهلال اللقب بسبب تعثره في الجولات التي لعبت أثناء منافسات أمم آسيا. وحادثة اعتبار الهلال منسحبا من دوري أبطال آسيا 2020 لعدم إكمال العدد المطلوب لإصابات عدد من اللاعبين بفيروس كورنا في آخر جولة من مباريات دور المجموعات رغم تأهله مسبقا لدوري ال 16 ولم يكن هنالك موقف يذكر لاتحاد القدم تجاه نظريه الاتحاد الآسيوي الذي لا يقل غرابة منه. هذه الأحداث للذكر وليست للحصر وإلا لجان اتحاد القدم من لجنة انضباط احتراف ومسابقات لها بصمات ومواقف لا نظير لها لا يتسع المقال لذكرها. سوف يستمر الهلال يسجل التاريخ المشرف باسم المملكة العربية السعودية بمداد من ذهب أينما حل وارتحل وهو الاستثمار الرابح والواجهة المشرقة للاهتمام التي تحظى بها الرياضة من قبل ولاة أمرنا "حفظهم الله". الرئيس الذهبي ابن نافل مصعب البصيلي