تخليدًا للإنجازات التي قام بها الإمام محمد بن سعود عند بدء حكمه في الدرعية؛ أطلق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حديثًا، أدامه الله وأعطاه الصحة والعافية، أمرًا ملكيًا باعتبار يوم 22 فبراير من كل عام عطلة رسمية لحرصه على تذكيرنا بيوم تأسيس المملكة العربية السعودية، ويخلق داخلنا شعور الاعتزاز بالجذور الأساسية لنشأة دولتنا. ومن التأثيرات الإيجابية التي يتركها الاحتفال في نفوس الشعب السعودي هو جعل الأجيال الجديدة تشعر بالفخر بتاريخ أجدادهم، وبالمسؤولية تجاه حماية الوطن، والقيام بالمشاركة في تعزيز صورة المملكة في أذهان الشعوب حول العالم، ولاقت الثقافة العربية حظاً من التقدم والتطور في هذا الوقت، حيث كان يحب الإمام محمد بن سعود التأمل والتفكير والاحتفاظ بالتراث العربي الأصيل. وأطلق على هذا اليوم شعار "يوم بدينا"، والذي يوضح المعنى الحقيقي وراء تاريخ الدولة السعودية العريقة، حيث يرجع يوم التأسيس إلى وضع الإمام محمد بن سعود الحجر الأول لتأسيس دولتنا السعودية الأولى، والذي كان في عام 1139ه / 1727م، وحظيت الدرعية في عهده بالعديد من أشكال بناء الثقافة العربية والعلم حتى أصبحت العاصمة للمملكة، وظلت من وقتها على تطبيق الشعائر الإسلامية والنهوض بالجانب الثقافي. ومع التغيرات والتحولات التي حدثت خلال العقود الماضية جعلت الشكل الثقافي للمملكة ينهض وينمو، حيث تدرك السعودية مكانتها الثقافية كونها منبع الحضارات الإسلامية والعربية، وعلى مر عدة أعوام بدأ يتأثر المجتمع بالمؤثرات الداخلية والخارجية، وخلق ذلك حالة من الترابط الحضاري والثقافي، وتألقت في عدة مجالات في السبعينات، ما جعل شعب المملكة يظهر للعالم بقدرات فنية وإبداعية مع المزيد من التطور في العلم. التاريخ العريق والمركز الحضاري اللذين تتمتع بهما الدرعية جعل من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم تختارها عاصمة الثقافة العربية لعام 2030، وتعد في يومنا هذا واحدة من أهم المدن الثقافية والتراثية على المستوى المحلي والعالمي، وخلال الأعوام السابقة وبتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله– بدأ الاهتمام بالتراث عامة وبالدرعية خاصة فهي تعد بصمة حضارية، والقيام بإحياء أمجادها وعمارتها الأثرية لتجمع بين التاريخ العريق والتقدم التقني، وتتشارك العديد من الجهات الحكومية العمل وعلى رأسها وزارة الثقافة بقيادة سمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، الذي يشرف على مشروع "بوابة الدرعية" أكبر مشروع تراثي وحضاري في العالم، حيث يستهدف 25 مليون زائر سنويًا، وهو ما تسعى إليه رؤية 2030. يعكس يوم التأسيس تحولات البلاد وأصالتها وتقاليدها، فله عطر مميز يذكرنا بما حظيت به بلادنا من نجاح وازدهار في جميع المجالات، وبناء الأمجاد الطويلة، فبعد عصر الإمام محمد بن سعود تأسست الدولة السعودية الثانية على يد الأمير تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود، والتي استمرت حتى عام 1902، ومن ثم قام الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن بتوحيد الدولة الثالثة للمملكة العربية السعودية، وسار أبناء الملوك على نهج أجدادهم حفاظًا على عملية الترابط الاجتماعي والثقافي مع وجود الطابع الإسلامي. ومن الجدير بالذكر أنه تم صنع شعار خاص بيوم التأسيس، ويشمل: "الراية – النخلة – الخيل العربي – رمز المجلس – رمز السوق"، ويعد يوم التأسيس للمملكة يوم عيد، ويتم التحضير له من خلال تغيير شعار المؤسسات للشعار الخاص باليوم الاحتفالي، وتقديم عدة عروض شعبية في المنشآت الترفيهية "المولات والمطاعم"، وتعليق علم السعودية في كل مكان بالدولة، وغير ذلك من مظاهر احتفال المملكة بذكرى التأسيس، كل عام وموطني بخير.