أنصف كأس السوبر السعودي رئيس الاتحاد أنمار الحائلي بعد أن ترجم اللقب مجهوداته وفريق عمله على مدار الأعوام الماضية، فالإدارة الحالية قدمت عملًا كبيرًا يستحق الثناء من المحايدين قبل الاتحاديين، مما أوصل الفريق للمكان الذي يليق به في منصات التتويج بالذهب. ولم يستلم أنمار الحائلي ذلك الاتحاد "البعبع" الذي كان صديقًا للبطولات، إذ بدأ مهمته والعميد يعيش أوضاعا فنية وإدارية ومالية حرجة، بالإضافة إلى بيئة النادي غير الجيدة في تلك المرحلة، نظرًا للتحزبات والمشكلات والانقسامات التي كان يعيشها الأصفر في ذلك الوقت، أي أن كرسي الرئاسة حينها لم يكن مطمعًا لأحد. وبعد عمل كبير وخطوات تصحيحية لافتة، تمكن أنمار الحائلي من قيادة الاتحاد نحو الاستقرار الذي يساعده على العمل بشكل أفضل، وأوصله إلى منصات التتويج، لكن ليس بالذهب، فالفريق حقق وصافة البطولة العربية، بالإضافة إلى وصافة الدوري السعودي، واعتبر ذلك مؤشرًا جيدًا أدخل التفاؤل في قلوب الاتحاديين. ورغم بعض المشكلات والمطبات التي كانت في طريق أنمار الحائلي وإدارته، إلا أن الاتحاد استمر في السير نحو الاتجاه الصحيح، حتى بعد التغييرات الإدارية والفنية التي أربكت الفريق بداية الموسم لكنها في النهاية انعكست عليه بشكل إيجابي، لذلك عانق "العميد" الذهب بجدارة واستحقاق عبر كأس السوبر السعودي، ومن خلال بوابة النصر على أرضه في الرياض. الاتحاد كبير، وحق مشروع للاتحاديين أن يطالبوه بتحقيق بطولات أكثر وتعويضهم عن سنوات الحرمان التي عاشوها في الأعوام الماضية، واليوم ما زالت الفرصة سانحة لتحقيق إنجازات أكبر، فالفريق مرشح لتحقيق دوري روشن السعودي للمحترفين، وكأس خادم الحرمين الشريفين، وكل ما يحتاجه هو وقفة الاتحاديين ودعمهم، والاستقرار كذلك، من أجل عودة اتحاد زمان. الجماهير الاتحادية ساندت الفريق في جدة وفي كل مكان يلعب فيه، ودورها كبير ومؤثر في مسيرته، ويتجلى بوضوح العلاقة الجميلة بين أنمار والجماهير، من خلال تصريحاته تجاههم بالإضافة إلى تقليص أسعار التذاكر، فيما يعتبر الحضور بكثافة كبيرة ومؤازرة الفريق طوال المباراة بمثابة رسالة التقدير والحب من المدرج للمسؤولين واللاعبين نظير قتاليتهم وروحهم الكبيرة وانتصاراتهم المتتالية. ختاما، يجب أن يعي بعض الاتحاديين بأن أنمار الحائلي مثل أي مسؤول معرض لاتخاذ قرارات خاطئة، وفي كرة القدم يعتبر ذلك أمرًا طبيعيًا، لكن غير الطبيعي هو نسف كل العمل الإيجابي بمجرد خطأ أو اثنين، إلى حد أن بعض المحسوبين كان يطالب برحيل الإدارة في وقت سابق، وربما سيفعل ذلك لو خسر الدوري أو الكأس، بينما الواقع أن أنمار قدم ما يشفع له بالاستمرار في الرئاسة أربعة أعوام مقبلة!