الحديث عن التجميل العمراني والحضاري ذو شجون وخصوصاً بعد المشاريع الجبارة وما تتضمنه من استعمالات ترفيهية ورياضية وثقافية وغيرها، ومن خلال هذه الزاوية أؤكد على أن موضوع الجمال والتجميل العمراني يحتاج منا إلى تفكير أعمق وأنه مطلوب لجميع مدن المملكة كلها وليس كعمل وقتي نؤديه ثم نتخلص منه وإنما كسلوك دائم مستقر ومتطور، ومستمر ما دامت الحياة مستمرة تتعاون وتتكامل فيه الجهات الرسمية مع الجهات الأهلية (قطاع خاص - جمعيات مهنية - أفراد) ابتداء من التخطيط إلى التمويل إلى التنفيذ، ولكن بشرط أن يتم ذلك بأسلوب اقتصادي رشيد، قبل أن يأتي يوم نتعود فيه على التعايش مع كل ما هو قبيح في فضائنا العمراني. هذه الدعوة الجادة المخلصة تستوجب ونحن نتفق على إعادة صياغة الواجهة الجميلة لعمران مدننا السعودية من خلال هيئات التطوير متعاونة مع الأمانات أن نذكر أن هناك أدواراً مطلوبة من جميع الأطراف يلزم أن تتكامل وأن تتم في إطار معايير نضعها معا الدولة والجمعيات الأهلية والمتخصصون في التخطيط العمراني والتصميم العمراني، فنرى أن الجمال العمراني فوق شوارعنا ذو هوية مختلفة ولا تمت لمشهدنا الحضري بأي صلة. لقد هالني مع كثيرين ما شاهدته بالاهتمام بالطرق الرئيسة وما يحيط بها من اهتمام لتجميله كما حدث في أغلب طرقنا الرئيسة بمدننا دون الالتفات للطرق الداخلية بالأحياء السكنية الذي تحول بما حوله إلى شيء غير جميل. وطبعا ليس بهذا التسطيح تكون عملية إعادة الوجه الجميل كما أنه ليس بالمواد الأغلى سعراً تكون صياغة بعض عناصر تأثيث الشوارع ولكن بالمواد الأكثر استدامة والأقل صيانة والتي ليس بالضرورة أن تكون المواد من خارج بيئتنا سواء تشجير أو مواد رصف لا تتجانس مع ما يحيط بها، ولا ننسى عدم الاهتمام بأعمال الفكر الإبداعي. ولا نغفل دور جمعيات التخطيط العمراني ودورها بالمدن والاستفادة منها بشكل كبير أذكر قرار الأممالمتحدة فى اجتماعات الموئل الثاني في 1997 التأكيد على دور الجمعيات الأهلية سواء كان القطاع الخاص أو الجمعيات المهنية فى تشكيل عمران المستقبل هو الدور الأساسي.. ورؤية المملكة الطموحة وتوجهاتها الحالية تتفق مع ذلك.. ولكن ونحن نحاول استعادة الجمال إلى عمراننا يلزم أن نحدد الأدوار.. ونضع المعايير التي تشكل صياغات جمال المستقبل، وأن يكون كل ما حولنا في إطار منظومة متكاملة متجانسة يشارك في أدائها كل العازفين على قدر ما توفر لديهم من مهارات ليكون نسيج عمراننا متسقا وجميلاً وسوف يعود للشارع وللعمران السعودي وجهه الجميل.. الذى تستحقه المملكة بما وهبها الله من شعب معطاء وجهود الزملاء في كل من الأمانات وهيئات التطوير والجمعيات التي تهتم بالتخطيط العمراني، وكذلك المخططون السعوديون الأكاديميون والممارسون.. ودمتم بود.