تجربتان شابتان (منفصلتان) قدمتاهما الفنانتان نور هشام السيف، ومها حمد الهزاني، إحداهما (نسيت أن أكبر) والأخرى (أقبلت)، الاسمان يسيران بخطى ثابتة وواثقة في ساحة مليئة بالأسماء والتجارب والأنشطة. تحركت كل منهما إلى وجهة، الأولى عندما أقامت معرضها في (نيل أرت جاليري في القاهرة)، والثانية عندما أقامت معرضها في (نايلا جاليري بالرياض) وهي المعارض الفردية الأولى لهما. يلفت في التجربتين الجدية والتأني والشخصية الفنية لكل منهما، مع الاختلاف الواضح في التوجه والأسلوب والمعالجة الفنية والأفكار. تمنحنا هذه الجدية مزيدا من الثقة في الأجيال التي تستند على المعرفة الفنية وعموم الثقافة، فلنور اهتمامات سينمائية وكتابات في هذا المجال يبدو أن لها تأثيرا على معظم أعمالها المشحونة بالعاطفة والمشغولة بالتعبير عن الحالة الإنسانية التي تنعكس على معظم أعمالها، وهي أعمال بعضها يزدحم بالعناصر تلتقطها من مشاهداتها أو من محيطها القريب أو حالة حاضرة انعكست مباشرة على اللوحة. تتجه مها الهزاني إلى ما يمكنها من حالات الاختزال والتجريد مع الحفاظ على سمات شخصيتها ووضوح أفكارها وأدائها الفني، وتلوينات زاهدة، نقية، مثيرة، وموحية. مكتفية بعناصر وإشارات تحيلنا إلى مخزون بصري تاريخي، شعبي، نجده في الخيام والملبوسات وهيئات النساء البدويات أو الريفيات أو أطيافهن، موظفة بعض الخامات الشافة، مؤكدة على التبسيط والمعالجة المحسوبة، الجاذبة، والعلاقات الفنية التي ترسم ملامح اهتماماتها وتقدم شخصيتها وتوجهها الفني الذي ظهر خلال مشاركات سابقة، بينما تلون نور بمتعة في اختيار مجموعتها دون تفضيل، تموسقها وهي تخفف من وهجها بالأبيض فتقدمها هارمونية ساعية إلى ترك أثر الفرشاة وضربة أو بقعة لونية، استذكر معها أعمال بعض التعبيريين والانطباعيين. حصلت نور على بكالوريوس التربية الفنية في جامعة الملك سعود بالرياض، ومن الجامعة نفسها حصلت مها الهزاني على البكالوريوس والماجستير في الفنون. * كاتب وفنان تشكيلي