«سُدُم» على حافة الأشياء.. نلتقي باليقين.. فنحن على وفاق دائم مع النهايات وشغف البدايات.. هناك صوت من عبق الذاكرة.. كما أن غيمة الحنين لا تتبدل كسدرة تركن إليها جذورنا أو بريق نجم يداعب اللحظة بالمضي إلى غدٍ قد يكون الغد سُدُم. جيل يستفي منه ما علق بنا وما زاد نحن إما سدم القادم وإما نستشف إرثاً يقاس بمقدار ذاتي متحول ومتحور حسب روافدنا ومواردنا. «سُدُم» هو إسقاط لمخزون من زوايا شتى تختزلها الروح ومنطق الفنان ومعتقده من باب الولاءات والأمنية الفنان خلق هنا محتوى بأدواته يحكي ما هو أكبر من كلمة وأعمق من إفصاح وأبسط من تفسير، سُدُم بين المنجز والإنجاز مرسل بصري لمتذوق يعي أن ضبابية الأشياء لا تشرح خافياً لكن تهب الجمال. بهذه المقدمة استقبل معرض «سُدُم» الثنائي زواره للفنان رائد الأحمري والفنانة نورة الزهراني على شرف الفنان القدير علي الرزيزاء في صالة نايلا جاليري. وقد أبدى الفنان القدير علي الرزيزاء خلال افتتاحه المعرض الثنائي لرائد ونورة سعادته المطلقة للفنانين الشابين بلوحاتهما وبنهجهما الفني ولم يكتفِ بإبداء إعجابه بما رأى من لوحات وتمكنهما الفني؛ بل أيضاً أسدى الكثير من النصائح لهم باسم خبرة السنين، وذكر الفنان علي قائلاً بعد جولته الفنية: إن مثل هذه المعارض الفنية تبعث الأمل في النفوس وتنطق بالحال الذي تعبر عنه كل لوحة فنية، مشيداً بالجهود الكبيرة التي يقدمها نايلا جاليري من خلال المعارض الفنية المستمرة التي شكلت حراكاً للفن التشكيلي في مدينة الرياض. ويعتبر «سُدُم» المعرض الأول الفنان رائد الأحمري والفنانة نورة الزهراني حيث ضم المعرض لوحات مختلفة الأحجام وأساليب حديثة من المدارس الفنية.. الفنان رائد الأحمري الباحث في ماجستير الفنون البصرية ظهر للزوار بلوحات من المدرسة الانطباعية اختزلت من ذكريات طفولته واتضحت ثقافة بيئته برمزيات اللوحة المستمده من جنوب المملكة. أما الفنانة نورة الزهراني فلخصت لوحاتها بفن تجريدي محض من ألوان وأشكال وخطوط أبهرت كل زائر؛ جعلته يطرح السؤال الحائر؛ ما الذي يدور في خلد الفنانة؟ * مصور وكاتب في مجال الفنون من أعمال نورة الزهراني نورة الزهراني رائد الأحمري