عاشت عروس البحر الأحمرجدة مساء الأحد الماضي فرحة عودة عميد الكرة السعودية لمنصات التتويج بعد تحقيقه لقب بطولة السوبر السعودي بعد غياب امتد لأكثر من خمسة سنوات واجه فيها العميد الكثير من المصاعب والمشكلات التي كادت تعصف به للهاوية. وكل من تابع رباعية السوبر يجزم أن الاتحاد هو البطل المستحق لهذه النسخة بعد فوز رائع حققه على أحد اقوى الأندية المحلية هذا الموسم فريق النصر ومن ثم توج باللقب من أمام الفيحاء الذي أقصى الهلال في الدور قبل النهائي ليكون تتويجا مستحقا للعميد في النهائي. الاتحاد هذا الموسم غير مع المدرب الداهية نونو سانتو والذي نجح بتقدير امتياز في مواجهة الظروف الصعبة التي مر بها العميد هذا الموسم من إيقافات وغيابات بسبب الإصابات والإرهاق بخلاف ضعف دكة البدلاء لديه وتفاوت مستويات العناصر الإيجابية ومع ذلك لم يستسلم. ميزة هذا البرتغالي العجوز بأنه لا يرفع الراية البيضاء ولا يعرف للشكوى والتذمر طريقا ودائما ما يطبق المقولة المعروفة "الجود من الموجود" ليصنع ثقة غير عادية لدى لاعبيه بعد أن آمن بقدراتهم وأعطاهم الثقة في النفس ليترجموا ذلك بعطاء مميز في أرض الملعب. أحد عشر مقاتلا في أرضية الملعب كانوا في الموعد بدءا من الحارس غروهي مرورا بالقائد حجازي مرورا بالمايسترو روما وانتهاء بالقناص حمدالله، فقد كانت كتيبة اتضح أنها الأقوى محليا خاصة مع عودة كورنادو لتقديم نفسه من جديد وبروز هنريكي وطارق حامد بالتوليفة الجديدة للفريق. الاتحاد الذي حقق السوبر وجه رسالة مفادها أن الاتحاد قادم لتحقيق المزيد من الإنجازات المحلية وقد تعلن عودته للمنافسة على الألقاب القارية فلم يعد ينقص الاتحاد شيئا بعد أن تجاوز كل المطبات الصعبة والتي لا يتحملها كيان مثل الاتحاد. وفي المقابل فلا يمكن أن ينسى إحدى التضحيات التي قدمها الرئيس أنمار الحائلي في سبيل أن يعود الاتحاد لهذا اليوم بطلا لأولى بطولات الموسم فرغم كل الضغوطات والمشكلات التي تحاصر النادي من كل حدب وصوب إلا أنه تصدى لها وواجهها بنجاح واستطاع أن يتغلب عليها ونجح في تحقيق السوبر. ولا يمكن أن يفوت الإنجاز الاتحادي من دون الإشارة أيضا إلى نائب الرئيس أحمد كعكي فقد تحمل طيلة الفترة الماضية كل الانتقادات التي واجهت إدارة الفريق واستطاع أن يتجاوزها بهدوء بعيدا عن الضجيج منفذا استراتيجية العودة باقتدار. هنيئا للاتحاد بهذا الجمهور الكبير الذي استحق التتويج بأولى بطولات الموسم واستطاع أن يبهر القاصي والداني بحضوره الملفت والكبير في درة الملاعب على الرغم من أنه يلعب خارج جدة ليثبت أنه صاحب الشعبية الكبير بين أندية المملكة. نقطة آخر السطر: بطولة السوبر بمثابة فاتحة شهية وفرصة في نفس الوقت لعودة الاتحاديين لناديهم وترك الماضي خلف ظهرهم والتفكير في الحاضر والمستقبل، فالاتحاد لا ينقصه إلا أن يكون من اسمه نصيب وعلى كل العشاق الاتحاديين أن يدركوا أهمية هذا الأمر لناديهم.