قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن ما يجري في جنين ومخيمها مجزرة ينفذها الاحتلال الإسرائيلي، في ظل صمت دولي مريب. وأضاف أبو ردينة، في تصريح صحفي، الخميس، أن العجز والصمت الدولي هو ما يشجع حكومة الاحتلال على ارتكاب المجازر ضد الشعب الفلسطيني على مرأى العالم، وما يزال يستخف بحياة الفلسطينيين، ويعبث بالأمن والاستقرار عبر مواصلته لسياسة التصعيد. وشدد على أن الشعب الفلسطيني صامد، ولن يتنازل عن القدس والمقدسات، مهما ارتكبت قوات الاحتلال من جرائم ومجازر، داعيا المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لحماية الفلسطينيين. من جهتها طالبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينيين، المجتمع الدولي والإدارة الأميركية، بالتحرك ووقف الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في محافظة جنين ومخيمها. وأدانت الخارجية في بيان اطلعت "الرياض" عليه الخميس، الاقتحام الدموي والهمجي الذي ارتكبته قوات الاحتلال صباح الخميس ضد المواطنين في جنين ومخيمها، والذي أدى لوقوع 9 شهداء على الأقل، وعشرات الإصابات، ضاربة بعرض الحائط جميع القيم والمبادئ الإنسانية. وأشارت إلى أن قوات الاحتلال حاصرت المخيم وأغلقت مداخله كافة وأطلقت الرصاص الحي بهدف القتل بدم بارد، ومنعت الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف من الوصول إلى الجرحى، وتركتهم ينزفون وهم على الأرض حتى الموت، والاعتداء بقنابل الغاز المسيل على مستشفى جنين، في صورة تعبر عن عنجهية الاحتلال وإصراره على تصعيد الأوضاع في ساحة الصراع بما يهدد بتفجيرها بالكامل. وتساءلت الوزارة: إذا لم يتحرك المجتمع الدولي والإدارة الأميركية الآن، وفي ظل هذه الجرائم الوحشية التي ترتكبها قوات الاحتلال فمتى يمكن أن يتحرك لينتصر لمبادئه ومواقفه ويحافظ على ما تبقى من مصداقيته؟ وقد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الخميس، استشهاد 9 فلسطينيين، بينهم سيدة مسنة، إضافة إلى 16 إصابة منها 4 خطيرة، برصاص الاحتلال الإسرائيلي، خلال اقتحامه مدينة جنين ومخيمها (شمال الضفة الغربية). وأضافت "الصحة"، في بيان، تلقته "الرياض": "الوضع في مخيم جنين حرج للغاية، تبلغنا من الهلال الأحمر بوجود إصابات عديدة يصعب إنقاذها وإخلائها حتى الآن". وانطلقت مسيرة من أمام مستشفى جنين الحكومي، تنديدا بالمجزرة الإسرائيلية في مخيم جنين. وكان عشرات المرضى في مستشفى جنين الحكومي، بينهم أطفال، أصيبوا بالاختناق جراء إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع داخل المستشفى. وبعد انسحاب القوات الإسرائيلية وانقشاع الدخان والغاز المسيل للدموع، تدفق سكان المخيم، الذين احتموا من الاشتباكات، للتحقق من الإصابات. ولحقت أضرار جسيمة بمبنى من طابقين كان محور القتال. ولم يسقط قتلى في صفوف القوات الإسرائيلية. وذكر بيان الجيش أن فلسطينيا واحدا على الأقل اعتُقل خلال المداهمة. وجنين من مناطق شمال الضفة التي كثفت فيها إسرائيل مداهماتها على مدى العام المنصرم بعدما شن مسلحون هجمات شوارع في مدن إسرائيلية. وخيم العنف أكثر على محادثات متوقفة ترعاها واشنطن تهدف لإقامة دولة للفلسطينيين. وأدى الجمود أيضا إلى تزايد الدعم الفلسطيني لحركتي حماس والجهاد الإسلامي. وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية بأن القتلى في جنين هم سيدة مُسنة وثمانية رجال. ولم تتوفر على الفور تفاصيل أخرى بشأن هوياتهم. ووفقا للوزارة، قُتل 29 فلسطينيا على الأقل، من بينهم مسلحون ومدنيون، على أيدي القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية منذ بداية العام.