أفادت مصادر فلسطينية في القدس باقتحام عشرات المستوطنين، أمس الثلاثاء، ساحات المسجد الأقصى المبارك، بحراسة مشددة من الشرطة الإسرائيلية. ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية ( وفا) عن المصادر القول إن "مجموعات متتالية من المستوطنين اقتحمت المسجد الأقصى، من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية في ساحات الحرم، واستمعوا لشروحات عن "الهيكل" المزعوم، وقام بعضهم بتأدية شعائر تلمودية في الجهة الشرقية وقبالة قبة الصخرة، قبل أن يغادروا الساحات من جهة باب السلسلة". وأضافت المصادر أن "عددا من عناصر شرطة الاحتلال اقتحموا المصلى القبلي في المسجد الأقصى المبارك". وهدمت آليات وجرافات إسرائيلية، صباح أمس، خيام أهالي قرية العراقيب المهددة بالاقتلاع والتهجير في منطقة النقب، للمرة ال212 على التوالي. ووفق الوكالة، "حاصرت قوات معززة من الشرطة الإسرائيلية في ساعات الصباح الباكر العراقيب وقام عناصرها بالاعتداء على السكان وإجبارهم على الخروج من مساكنهم ومنازل الصفيح والخيام، قبل أن تقوم الجرافات الإسرائيلية بهدمها". وتعد هذه المرة الأولى التي تهدم فيها السلطات الإسرائيلية مساكن أهالي العراقيب، منذ مطلع العام، بعد أن هدمتها 15 مرة في العام الماضي. وأشارت الوكالة إلى أنه تبقى في قرية العراقيب 22 عائلة، عدد أفرادها نحو 800 نسمة، يعتاشون من تربية المواشي والزراعة الصحراوية، وتمكن السكان في سبعينيات القرن الماضي وحسب قوانين وشروط السلطات الإسرائيلية من إثبات حقهم بملكية 1250 دونما من أصل آلاف الدونمات من الأرض. وبالإضافة إلى العراقيب، تقارع القرى العربية مسلوبة الاعتراف في منطقة النقب، مخططات الاقتلاع والتهجير المفروضة عليها بشكل يومي. ويدرك العرب الفلسطينيون في النقب أن الهدف من التضييق عليهم وملاحقتهم تحت غطاء القضاء الإسرائيلي بحجة "البناء غير المرخص" هو الإجهاز على دعاوى الملكية أراضيهم والسيطرة على الوجود العربي في النقب. ربع مليون عربي فلسطيني في النقب ويعيش نحو 300 ألف عربي فلسطيني في منطقة النقب، يعانون التمييز الصارخ في حقوقهم الأساسية في مجالات السكن والتربية والتعليم والأجور والتوظيف وغيرها. وتشهد القرى العربية مسلوبة الاعتراف في النقب، كارثة إنسانية بكل ما تعني الكلمة، إذ تُحرم هذه البلدات من أبسط مقومات الحياة بفعل سياسات وممارسات الظلم والإجحاف والتقصير من قبل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بحق السكان هناك لا لشيء إلا لأنهم عرب أصروا على التمسك بأرضهم رافضين مخططات الاقتلاع والتهجير عن أرض النقب. ويُعد المجتمع العربي في النقب، اليوم، أكثر من ثلث سكان المنطقة في حين أن المجتمع اليهودي في المنطقة ازداد بشكل كبير في أعقاب تنفيذ مخططات تهويد النقب.