بعد 44 عاماً من الغياب عاد العراق إلى الحضن الخليجي مستضيفاً «خليجي 25» بمدينة البصرة التي ازدانت جمالاً بحضارة بلاد ما بين النهرين، فاتحة أبوابها بالكرم والحفاوة لضيوف أرض الرافدين. عودة البطولة الخليجية للملاعب العراقية جعلت من الحياة بلسما في جسد البلد الجريح، وذلك بانطلاق كرنفال رياضي خليجي، كانت أرض دجلة والفرات بحاجة إليه باستقبال الوفود الرياضية، وتأكيد عودة الأمن والطمأنينة وفتح صفحة مشرقة من الأمل والنور، في بداية عام 2023، وإنهاء سنوات الظلام. بعبارات ترحيبية «أهلاً وسهلاً بشباب الخليج منتخبات وجماهير ومشجعين على أرض العراق» افتتح رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الدورة بحضور إيفانتينيو رئيس «الفيفا» والمسؤولين الخليجيين فقد كان حفل الافتتاح مبسطاً ومبهراً عكس جانبا من التراث العراقي والخليجي ووسط تفاعل جماهيري كبير. بعيداً عن التحليل الفني لكل مباريات «خليجي 25» فإن بطولات الخليج كعادتها تكون ميلاد أكثر من نجم، نواف العقيدي، مصعب الجوير من الأخضر، أيمن حسين من العراق أحمد علاء من قطر، حارب السعدي وجميل اليحمدي من عمان، كميل الأسود من البحرين. ومع استمرار التنافس الرياضي بين المنتخبات، إلا أن الكل رابح بروح الإخاء والترابط في البيت الخليجي الواحد بتعاضد الأشقاء، ولم الشمل ودحر بذرة الشقاق والانقسام لمرحلة جديدة وغد مشرق. فرحة كبيرة في العراق عقب تتويج المنتخب العراقي بلقب خليجي 25 بالفوز علي شقيقه العماني 2 - 3 في لقاء امتد لأشواط إضافية عقب التعادل في الزمن الرسمي 1 - 1، العراق حقق النجمة الرابعة خلال مشاركاته في دورات الخليج ونجح مدربه كأساس في خطف اللقب الغالي وعودة الفرح للعراق مجدداً. من المؤكد أن دورة خليجي 25 في البصرة حققت 4 أهداف ذهبية في الشباك وهو المكسب الحقيقي لخليجي 25، أولها إعداد المنتخبات الخليجية للاستحقاقات الآسيوية المقبلة سواء كانت للمنتخبات أو الأندية، وتجهيز المنتخبات الأولمبية مثل الأخضر والعنابي لمرحلة المنتخب الأول ومنح اللاعبين الشبان المزيد من الثقة والاحتكاك منذ الآن، لم الشمل للحمة الخليجية وترميم البيت من الداخل بالمودة بين الأشقاء، وأخيراً فرحة أهل العراق بالدورة وحفاوتهم لأهلهم في الخليج.. ودمتم سالمين.