ما هكذا تورد الإبل يا فؤاد أنور! نعم أنت وغيرك أحرار فيما تقولون، واحترام وجهات النظر واجب، ولكن يقابله شيء اسمه مشاعر الآخرين، أنا أعرف وكل الشبابيين يعرفون تمام المعرفة أنك قلت عبارتك النشاز لشيء ما في نفسك تجاه إدارة البلطان، هذه هي الحقيقة، ولكن رغم ذلك أذكرك أن الشبابيين العقلاء ما زالوا يكنون لك الاحترام لسبب واحد فقط، هو أنهم تعلموا داخل أسوار ناديهم احترام كل من خدم ناديهم مهما بدرت منهم عبارات خارجة عن الروح الرياضية وحدود الأدب، ولا يقابلون الإساءة بمثلها. أخي فؤاد.. إذا كان بينك وبين الإدارة الشبابية شيء ما فلا تدخل نادي الشباب في هذه الضغينة، وهناك سؤال تبادر إلى ذهني هو: من النادي الذي عرف الجمهور الرياضي بك؟ من النادي الذي أوصلك إلى ارتداء شعار المنتخب الوطني؟ من النادي الذي أوصلك للمحافل الدولية؟ يا فؤاد! أذكرك إن كنت ناسياً أو متناسياً، أذكرك أن نادي الشباب كيان مستقل برجاله وأبنائه الأوفياء الذين صفقوا لك كثيراً وهتفوا باسمك عندما كنت ترتدي شعار ناديهم، الذي عرّف الجمهور الرياضي بك، وأوصلك إلى تمثيل المنتخب الأول. دعنا نتفق معاً: أن النقد ظاهرة صحية، وهو الذي نبحث من خلاله عن الحقيقة التي تكون في معظم الأحيان مفقودة، والنقد الصحيح هو الذي يتسم بالعقلانية وعدم التسرع في إصدار الأحكام على الآخرين من دون وجه حق. يا فؤاد أنور! أذكرك بما قاله علي بن أبي طالب: "تكلموا تعرفوا، فإن المرء مخبوء تحت لسانه فإن تكلم ظهر"، نعم ما أجمل هذا البيان! وما أصدقه في هذا التصور! وكما يعرف الجميع إن الكلمة نوعان (منطوقة ومكتوبة)، وكلاهما تحكمان صاحبها، إذاً ومن هذا المنطلق أقول لك: يا أبا خالد -وأعني به فؤاد أنور- قليلا من التعقل، فقد خرجت عن العرف الرياضي المتعارف عليه أكثر من مرة بحق نادي الشباب الذي أنت أحد أبنائه رغم ما لقيه منك من جحود ونكران. كذلك أذكرك أن الليث الأبيض فيه من الرجال الذين يستطيعون الدفاع عنه إذا لزم الأمر، ثق أن نادي الشباب في أيدٍ أمينة، تديره إدارة حكيمة ممثلة في الأخ خالد البلطان والرجال العاملين معه، وثق أننا كشبابيين وبالذات المخضرمين منهم مازالوا يذكرون إنجازاتك عندما كنت تصول وتجول بشعار ناديهم أنت وزملاؤك، الذين نكن لهم الشكر والعرفان، لكونكم الذين أعدتم الليث إلى منصات البطولات بعد التوفيق من الله. أنت ابن النادي مهما طال الزمن وبعدت المسافات، وأنا واثق أنك سوف تعود، والعلم عند الله. ناصر عبدالله البيشي