تعددت أنواع الشيشة الإلكترونية، من التبغ أو النيكوتين من خلال المسميات الجذابة والأنيقة من معسلات وسيجارة إلكترونية، وفورية وغيرها من المسميات الأخرى. هناك الكثير من النكهات العديدة بألوان زاهية وملفتة للنظر وذلك من غير الروائح الزكية والتي لا يعرف لها أصل حقيقي. إن الخطورة الحقيقية تتمثل في ما يسمى بالشيشة الإلكترونية أو السيجار الإلكتروني، هو سهولة اقتنائها في أي وقت ممكن دون أن يشعر بك أحد، بالإضافة لاحتوائها على النكهات السكرية التي تدمر الأسنان. إن الألوان المستخدمة بالسائل الذي يتم وضعه بالسيجارة يعتبر كيمائياً وغير طبيعي البتة، بل يحتوي على زيوت لا يعرف ما هي بالضبط، والنكهات التي يستطعمها شاربها اصطناعية وليست طبيعية علاوة على انجذاب فئة صغار السن لها، بسبب سطوع لونها وشكلها الملفت، وطعمها ورائحتها. إن من السهولة بمكان اقتاءها، ويمكن تدخينها في أي مكان من غير أن يلاحظك أحد، ولا تحتاج سوى شاحن الجوال الذي تستخدمه في المنزل أو في أي مكان. إن هذا النوع من التدخين قاتل ومؤثر بشكل كبير على الرئة من تكون بقع الزيت، وللأسف لا يوجد دراسات وأبحاث توضح الخطر الحقيقي المقترب والآثار الجانبية التي سوف تسببها للمدخن الذي يقوم بعملية التدخين، لقد اطلعت على الكثير من الأبحاث باللغة الإنجليزية ووجدت مدى خطورة هذا الأمر، وسوف يتم استشعار الخطر خلال السنوات القادمة، خصوصاً إذا استمرت بالانتشار والتوسع، لقد نشر بحث من قبل جامعة نيويورك توصل إلى نتيجة مفادها أن الطريقة التي يستخدم فيها المدخنون السجائر الإلكترونية والشيشة المتنوعة قد تعرض الأنف والجيوب الأنفية لانبعاثات أكثر بكثير من السجائر، مما قد يزيد بدوره من خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي العلوي. فالعلاقة بين كيفية تدخين الناس ومخاطرهم الصحية المحتملة قد شوهدت من قبل، فعندما يدخن الناس السيجار، فإنهم لا يستنشقون بعمق، ويصابون بسرطان الفم أكثر مقارنة بمدخني السجائر الإلكترونية، الذين يستنشقون بعمق أكبر. أخذت الشيشة الإلكترونية تنتشر بين الفتيان والفتيات اليافعين وأصبحت موضة خطيرة لا يتم استشعارها حتى يتم حدوث الفاجعة خلال الأعوام القليلة القادمة. إن تدخين السجائر الإلكترونية -بحسب دراسات- يصيب مدخنيها بالتهابات في المعدة والأمعاء، كما يتسبب في ارتشاح المعدة مما يؤدي إلى تسرب الميكروبات وجزيئات أخرى. الكثير من الناس الذين يستخدمون هذا نوع من التدخين، يعتقدون أنه صحي وأنه منتشر في أوروبا والدول المتقدمة، وهو بديل عن الدخان التقليدي، لكن في حقيقة الأمر، هي مجرد إشاعة ووهم حقيقي، بحيث لم توافق الولاياتالمتحدةالأمريكية على السجائر الإلكترونية وأقلام السجائر الإلكترونية، ولا إدارة الغذاء والدواء (FDA) كوسيلة للإقلاع عن التدخين، ومن المهم ذكره، أن السجائر الإلكترونية لم تثبت أنها وسيلة آمنة أو فعالة للإقلاع عن التدخين، وهذا الذي ذكرته المكتبة الوطنية للطب في أمريكا. لعل السجائر الإلكترونية هي الأكثر انتشاراً بين المراهقين والصغار وذلك بسبب الإغراءات الخداعة والبريق المزيف، من صور وألوان ورسومات تجذب الذي يشاهدها، ومن غير طعم ونكهات يحبها الأطفال الصغار، مثل نكهة الشوكولاتة ونكهة العصيرات، هذه الأمور يستسيغها الشباب بسهولة وينجرفون حولها بشكل كبير، من غير وعي أو إدراك. إن الأمر ليس بالهين أو البسيط لابد من وقفة جادة واتخاذ، كافة الإجراءات الصارمة والقوية لمنع هذه الظاهرة، يكفي أن الكثير من المجتمع واقعون تحت التدخين التقليدي، أما هذا النوع من التدخين إذا استمر فلا يمكن إيقافه وسوف تكون النتائج وخيمة خلال السنوات العشر القادمة بسبب هذا النوع من السجائر وغيرها من الأنواع الأخرى. خلاصة الأمر إن التدخين في كل أنواعه يمثل خطراً على صحة الإنسان بشكل عام، وعلينا أن نعي ما يحصل، ونتدارك ما بقي من صحتنا في مواجهة التحديات المختلفة والاستعاضة بالبدائل والأشغال المختلفة، ولا نربط سعادتنا بسيجارة دخان أو حزننا بالتنفيس عن ما في داخلنا. الحقائق والشواهد هي الدليل، لقد ذكرت منظمة الصحة العالمية حقائق رئيسة وهي، أن التبغ يقتل نصف من يتعاطونه، بحيث يقتل التبغ أكثر من 8 ملايين نسمة سنوياً. وأكثر من 7 ملايين من هذه الوفيات تسجل في أوساط من يتعاطونه مباشرة، في حين أن نحو 1,2 مليون وفاة تحدث في أوساط غير المدخّنين الذين يتعرّضون لدخانه لا إرادياً، بينما يعيش أكثر من 80 % من المدخّنين البالغ عددهم 1,3 مليار شخص على الصعيد العالمي في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، إنه في عام 2020م، بلغت نسبة متعاطي التبغ 22.3 % من سكان العالم، ومن هؤلاء 36.7 % من الرجال و7.8 % من النساء من جميع أنحاء العالم.