على الرغم من الحراك الكبير الذي يحدث بالسعودية، فإن البعض لم يستوعب حجم التغيير بعد. صفقة «رونالدو» اختصرت شرح الكثير. لا يوجد أي قطاع مستثنى من التطوير، يعوَّل على المنظومة الرياضية كثيرًا، في جوانب الحوكمة والتشريعات والخصخصة والشراكات، وجلب المسابقات المهمة، والنجوم المؤثرين، في كافة الألعاب ولمختلف الاتحادات. فوز النصر بجلب «كريستيانو»، هو بمثابة الرسالة الواضحة للرغبة الجادة لدى أنديتنا، في بناء دوري احترافي متقدم، يضاهي أقوى الدوريات العالمية، ويعكس النهضة الشاملة التي تعيشها المملكة. مكاسب الصفقة الاستثنائية واضحة، حتى لغير المتخصصين في الرياضة والسياحة والاتصال. الكثيرون تحدثوا عن المزايا للطرفين، وأُشبِع الأمر نقاشًا منذ التسريبات الأولى.. ما يهم التأكيد عليه هو أن الصفقة رابحة، مهما كانت الآراء ودوافعها، أو الأماني والتحليلات. يحسب للإدارة النصراوية، بقيادة مسلي آل معمر، ما تحقق، وهو مثال سباق سيغير من منهجية العمل الإداري في الأندية، والانتقال من الاعتماد على التشجيع والحماس إلى البناء الحقيقي الممنهج، وفقًا للممارسات العالمية العصرية. النقطة الأهم في نظري، هي ارتفاع سقف الطموح في الدوري.. ولدى الأندية الأخرى، وحتى النصر، والجماهير. «رونالدو» أصبح معيارًا جديدًا في السعودية، والمنطقة كافة. تحققت الصفقة، ورغم صعوبتها؛ فإن الأهمية تكمن في القدرة على تعظيم الأثر، على الفريق الإعلامي في نادي النصر مهمة كبيرة في التعامل مع صورة «رونالدو»، والعمل بذكاء على تحقيق رغبات الطرفين، وإشباع فضول معجبي «الدون»، وتحفيزهم على المشاركة والتفاعل بشكل مستدام. في نفس الوقت، يتوقع من الإعلام الرياضي أن يشهد قفزات واضحة، في كافة النواحي؛ لأنه سيكون مصدرًا معلوماتيًا موثوقًا للكثير من القنوات والمنصات، نحتاج إلى إعلام وصحفيين يتعاملون بمهنية، بعيدًا عن الميول والرغبات. يجب أن نتحفز دائمًا للتغيير، ونتيقن بأنه لا مستحيل في المملكة العربية السعودية.. اليوم، وغدًا. والسلام..