شبكات التواصل الاجتماعي أو الإعلام الحديث أو (السوشيال ميديا)؛ فتحت المجال أمام الجميع، وأصبح لكل شخص نافذة إعلامية خاصة به، يقدم من خلالها مخزونه من الخير أو الشر. وكما يقال: (الجود من الموجود)، وأصبح باب الخير مفتوحاً، وباب الشر مفتوحاً، وأصبح سلوك الإنسان هو الذي يقوده لأحد هذين البابين؛ فأهل الخير استثمروا هذه الوسائل في نشر الخير، ومكارم الأخلاق، وترفعوا بأنفسهم عن تقديم المتردية والنطيحة، وعن سفاسف الأمور، وسقط المتاع، بينما غاب عن البعض سواء رجالاً أو نساء؛ لحكمة يعلمها الله تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وشيم وعزة العروبة، وتقاليد وعادات مجتمعنا السعودي المحافظ، وهم ولله الحمد قلة، فاستغلوا هذه الوسائل الإعلامية في كشف سوءاتهم ونشر غسيلهم وأساؤوا استخدامها دون خوف من الله أو حياء من الناس يقول أبو تمام: يعيش المرء ما استحيا بخيرٍ ويبقى العودُ ما بقي اللحاءُ فلا والله ما في العيشِ خيرٌ ولا الدنيا إذا ذهب الحياء فإن لم تخشَ عاقبة الليالي ولم تستحيِ فافعل ما تشاء يقول المولى جل وعلا: «ما يَلفِظُ مِن قَولٍ إِلّا لَدَيهِ رَقيبٌ عَتيدٌ» ويقول جل في علاه:«فَمَن يَعمَل مِثقالَ ذَرَّةٍ خَيرًا يَرَهُ»،«وَمَن يَعمَل مِثقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ». لاشك أن الصراع بين الخير والشر أمر أزلي، وسيبقى حتى قيام الساعة، ولله في خلقه شؤون. ولا شك أن كل مسلم غيور على دينه ومجتمعه يتمنى الخير لجميع المسلمين، ولكن الله أعلم بأحوال خلقه. يقول جل وعلا: «لَيسَ عَلَيكَ هُداهُم وَلكِنَّ اللَّهَ يَهدي مَن يَشاءُ وَما تُنفِقوا مِن خَيرٍ فَلِأَنفُسِكُم وَما تُنفِقونَ إِلَّا ابتِغاءَ وَجهِ اللَّهِ وَما تُنفِقوا مِن خَيرٍ يُوَفَّ إِلَيكُم وَأَنتُم لا تُظلَمونَ» ويقول سبحانه: «إِنَّكَ لا تَهدي مَن أَحبَبتَ وَلكِنَّ اللَّهَ يَهدي مَن يَشاءُ وَهُوَ أَعلَمُ بِالمُهتَدينَ». نسأل الله الهداية والتوفيق للجميع والله الهادي إلى سواء السبيل. سعود بن حمود بن قعيد