12 عاماً مضت والعرب ينتظرون كأس العالم ليقام في قطر الشقيقة ليس لأنه كأس العالم، بل لكونه الحدث العالمي الأبرز والأقوى ولأن التاريخ لا يعترف إلا بتلك الأحداث التي تشغل العالم، وفي استضافة أهم حدثٍ عالمي وكروي رياضي أبدعت دولة قطر وأبهرت العالم ولكنها لم تبهرنا كعرب وخليجيين، ذلك لأننا نعي تماماً بأنها قادرة على أن تكون صانعة للتاريخ ومشرفة للعرب فقد شاهدنا شباب وشابات قطر على قدر من المسؤولية لذا يحق لنا جميعا اليوم أن نفخر بما قدموه من عمل وجهد جبار لتكون نسخة كأس العالم 2022 هي الأفضل والأجمل والأكثر إثارة، ولم تكتف قطر بذلك بل على أرض الدوحة كانت لنا أمجاد وأرقام وحضور مشرف بدأها المنتخب السعودي أمام المنتخب الأرجنتيني بانتصار رائع. ولأنني كنت شاهداً ميدانياً على كل تفاصيل هذه الأسطر التي لن تكون كفيلة بسرد كل ما رأيت ولكن أريد من هنا أن أشكر أولاً وطني الذي أتاح لي أن أكون جزءاً من هذا الحدث العالمي ولشبابنا رجالاً ونساءً على ما قدموه من عمل وجهد ومشاركة فاعلة على أن يكونوا جزءاً مع أشقائهم فكانت البداية من قيادتنا - حفظها الله - التي وجهت بتقديم كل ما يمكن من دعم لكافة الجهات للشقيقة قطر لإنجاح هذا الحدث وبحضور سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفل الافتتاح. لا شك أن المشاركة في كأس العالم استفدنا منها الشيء الكثير حيث أبدعت قطر في تطبيق البروتكولات العالمية في الاستقبال والضيافة والإدارة مع كافة الزوار بمختلف أقطارهم ولغاتهم وجنسياتهم وقدمت الهوية العربية وتراثها بصور متعددة وبأدق التفاصيل حتى لحظة التتويج استخدمت (البشت) أو (المشلح) العربي كرمزية في تتويج قائد المنتخب الأرجنتيني ليكون حديث العالم. كما أن المشاركة السعودية كان لها أثر بارز على المستوى الرسمي أو الشعبي فكان الاتحاد السعودي لكرة القدم بدعم وتمكين من وزارة الرياضة ومتابعة وحرص سمو الوزير متواجدين على أرض المونديال وكذلك البيت السعودي وما قدمه من تنظيم باهر وحفاوة وبرامج مميزة لكل رواده من أقطار العالم، كما كان جمهورنا من أروع الجماهير التي شاركت بحضورها وتواجدها وحسن تمثيلها ومساندتها لمنتخبنا وفي ذلك دعمت القيادة الرياضية السعودية مشاركة أكثر من 400 شاب وشابة تطوعوا للعمل في تنظيم كأس العالم في قطر وهذا بلا شك يعود بالفائدة العظيمة وتعظّم الخبرات لدى شبابنا من خلال برنامج تبادل المعرفة وبمشاركة كافة القطاعات الحكومية السعودية حيث عمل القطاع الرياضي على تعزيز هذا البرنامج والاهتمام بها للوصول لأكبر قدر من الفائدة. الحديث يطول ولكن أختم كل ذلك بمقولة سيدي ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان الذي قال: (نؤكد للعالم أجمع أن العرب سوف يسابقون على التقدم والنهضة مرة أخرى)، ومن هنا رسالتي لكل شباب الوطن بأن يجتهدوا اليوم لمستقبلهم الذي سيكون سباقاً لنكون في مقدمة دول العالم، فرؤية وطننا وقائد رؤيتنا لن تتوقف؛ لأن طموحنا يعانق عنان السماء، وهمتنا مثل جبل طويق لن تنكسر.