«وإن لنفسك عليك حقاً» كثيرا ما تتردد على مسامعنا هذه الجملة التي هي لقائلها الصحابي الجليل سلمان الفارسي، تتردد في مواقع التواصل الاجتماعي، في ندوات التنمية البشرية، في عيادات الطب النفسي والكثير من الأماكن، فهل فكرت يوما ما حق النفس عليك؟ حينما يمضي يومك في العمل أو الدراسة أو حتى في البيت وأنت تقوم بواجباتك اليومية فينتهي يوم مليء بالعمل والكفاح ليبدأ يوم آخر على نفس الوتيرة دون أي شيء تقدمه لك، لقلبك ولمشاعرك، ربما كفاحك هذا هو صورة ترسمها لمستقبلك وتعمل عليها لكن رحلتك الطويلة نحو المستقبل تحتاج نفسا عميقا ولحظات خلوة وسكينة تقدمها لنفسك بين الحين والآخر فإن لم تفعل فستصاب بالتعب أو الاحتراق النفسي وهذا ما قد يمنعك عن المضي ويطفئ وهجك وشغفك فيأتي يوم وقد بهت كل ما حولك وتمضي متسائلا عن الخلل الذي لم تنتبه له في حياتك! وهذا هو السيناريو الذي يحدث مرارا وتكرارا للكثير منا دون وعي فيقدم كل شيء ليبرز الصورة الظاهرة المميزة التي يحلم بها فينسى الباطن والروح! لا تنس وأنت تركض أن تتوقف قليلا وتسأل قلبك سؤالا عميقا مغزاه إن كان بخير حقا أم أنه يكابر، إن كان سعيدا حقا أم أنه يدعي ذلك لتكمل السفينة طريقها، لا تنس أن تختلي بنفسك وتسمع أفكارها ورغباتها الحقيقية لا تلك الرغبات والحياة التي رسمها لها الزمن، المجتمع أو الإمكانيات المحدودة من حولك. امنح نفسك كل يوم دقائق من الأسئلة وأخرى من الأجوبة الحقيقية لتعيد ترتيب أولوياتك وحياتك بناء على ما تريده أنت لا ما يريده لك الآخرون. تأمل واقعك وتأمل ما تعيشه واسأل، إياك أن تخاف من السؤال، فكل الذين سألوا قبلك قد عاشوا الحياة بأجمل تفاصيلها غير مكترثين بما يقرره المجتمع عنهم. اسأل دائما، أخرج خبايا عقلك ورتبها لتتضح الصورة وتكتمل الرواية، لا تسمح للقطيع أن يسير باتجاهك فيجرك إلى حيث لا تعلم لتجد نفسك بعد سنوات في حياة لا تشبهك، اسأل بنهم وأشبع أسئلتك بإجابات ترضي فؤادك وعقلك.