بعد أن عقد الرئيس الصيني خلال اليومين المنصرمين في عاصمة العرب الرياض قمما ثلاثا سعودية وخليجية وعربية، تأخذنا الأحداث الكبرى كما هي هذه القمم التي دعا إليها وترأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وعضيده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مع الرئيس الصيني إلى استرجاع التاريخ الاقتصادي للمنطقة، وأكثر تحديدا للمملكة العربية السعودية، وكيف أن تحرير الاقتصاد والانفتاح على الاقتصاد العالمي قد عجّلا بجعل الاقتصاد السعودي ضمن الأسرع نموا في العالم. كانت السعودية تعاني قديما من بطء ومن صعوبة تبني سياسات جديدة تخص الاقتصاد المحلي وتزيد فاعليته، ولم يكن يتسنى ذلك أولا إلا بالتخلص من البيروقراطية التي كانت سائدة وتعطل أكثر مما تفيد.. وبمعنى أكبر الإصلاح الاقتصادي الذي قاده ولي العهد.. وثانيا تبنّي سياسات جديدة تحكم الاقتصاد المحلي، وتدفع بالخارجي إلى آفاق أوسع عبر اتفاقيات متنوعة وأكثر تقدما ومردودا مع الدول الكبرى وذات الخبرات الكبيرة المفيدة للسعودية. قضت القيادة الحكيمة على الفساد والاحتكار وتخلصت من البيروقراطية وجعلت النظام المالي والاقتصادي أكثر مرونة وفاعلية.. ووفرت نظاما يمتاز بالشفافية لتكون نبراسا لكل عمل اقتصادي.. وتمكنت من تمتين الروابط مع الاقتصادات العالمية خاصة الكبرى منها من خلال الاستثمار الخارجي باقتصاديات ومجالات غير نفطية.. مما مكن الاقتصاد السعودي من الازدهار رغم المنافسة الكبيرة التي يلقاها. تلك المؤثرات جعلت من السعودية ذات استراتيجية واضحة دعمها انضباط ماليتها والتوجه المستقبلي المستقر لها، وفق خطوات تصنع المستقبل الاقتصادي المبهر المتفوق.. متخذة الاحترام والتوافق والتعامل الند للند مع الآخرين ديدنا في بناء علاقاتها.. وعلى سبيل المثال الشراكة السعودية الصينية التي بُنيت عليها قيم علاقاتية كبيرة، تعزز التعاون والارتقاء، وبما سينعكس على مستقبل الاقتصاد العالمي. هنا قد يعتقد البعض أن الإصلاحات التي تمت يمكن تطبيقها بسهولة.. لا سيما وأن هناك مصالح تقاوم التغيير، وتعتبر أي فعل جديد مخاطرة غير محمودة، لكن الإرادة الصادقة الحقيقية من لدن القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الساعية لكل خير لهذه البلاد، ومع قائد الرؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وهو من يمثل القيادة الذكية التي لها الدور الأكبر في التغيير الإيجابي، أصبحت القرارات الاقتصادية والمجتمعية وحتى السياسية المهمة والمصيرية في مسيرة البلاد معززة للنمو المستمر والاستقرار والأمن والأمان والسلم المجتمعي. ختام القول إنه حين تلتقي القيادتان السعودية والصينية فبلا شك أن رقيا مستقبليا سينعم به البلدان ومن يشاركهما من العرب القمة، انطلاقا من تأثيرهما المباشر في نمو الاقتصاد العالمي.. فمع القيم الاقتصادية الصينية الكبيرة، السعودية تريد أن تواصل مشاركة العالم أجمع بالنمو والمصالح والخبرات، والمساهمة في صناعة استقرار العالم الجديد، وهو ما يتحقق الآن.. وهذا هو توجيه وتوجّه الرؤية السعودية 2030 وما أفاض به عرّابها الأمير محمد بن سلمان.