قد تميل منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك، المكونة من 13 دولة، ومجموعة منفصلة من المنتجين بعدد 10 دول بقيادة روسيا، مجتمعين في تحالف أوبك+، بقيادة المملكة العربية السعودية، نحو الموافقة على نفس مستويات الإنتاج المتفق عليها في أكتوبر، عندما أعطوا الضوء الأخضر لخفض الإنتاج بمقدار 2 مليون برميل يوميًا، حسبما قال المندوبون الذين كشفوا إنه كان من المقرر عقد اجتماع يوم الأحد القادم 4 ديسمبر بالحضور الشخصي في مقر أوبك في فيينا، لكنه سيعقد الآن عن بعد، لتجنب إقحام وسائل الإعلام السلبية. وقال مندوبو أوبك إن الخطوة تمثل تحولا في المداولات الداخلية لأوبك وتأتي بعد أن أكدت قيادة أوبك+ بتعزيز الاتفاق والوحدة، وسارعت دول الإمارات والعراق من أجل مراجعة تصاعدية لحد الإنتاج الذي وافقت عليه أوبك بعد أن استثمروا بكثافة في الطاقة الإنتاجية الجديدة التي تسمح لهم بضخ المزيد. لا يزال منتجو أوبك قلقين بشأن نقص محتمل في إمدادات النفط قد يظهر في الأسابيع المقبلة بفرض عقوبات جديدة على روسيا، حيث يسعى الغرب إلى معاقبة موسكو على غزوها لأوكرانيا. ومع ذلك، من المرجح أن يحافظ أعضاء أوبك على ثبات الإنتاج يوم الأحد بدلاً من زيادة الإنتاج حيث إن عمليات الإغلاق واسعة النطاق المفروضة في جميع أنحاء الصين لاحتواء أكبر تفشٍ لكوفيد في البلاد تهدد بتقويض آفاق النمو الاقتصادي العالمي. وقال مندوبو أوبك إن استمرار تهديد كوفيد ساعد في تحويل النقاش بعيدا عن زيادة الإنتاج. كان وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان قد فند تقارير إعلامية من بينها صحيفة وول ستريت جورنال عن مناقشة زيادة الإنتاج، رافضا بشكلٍ قاطع التقارير الأخيرة التي تفيد بأن المملكة تناقش مع منتجي منظمة "أوبك+" الآخرين حالياً زيادة الإنتاج بمقدار 500 ألف برميل يومياً، الأمر الذي أدّى لاستعادة سعر الخام جزءاً من مكاسبه التي خسرها منتصف اليوم. وأضاف الأمير عبدالعزيز، أن "من المعروف، ولا يخفى على أحد أن (أوبك+) لا تناقش أي قرارات قبل اجتماعها. علماً بأن الخفض الحالي ومقداره 2 مليون برميل يومياً من قبل (أوبك+) سيستمر حتى نهاية عام 2023، وإذا دعت الحاجة لاتخاذ مزيد من الإجراءات بخفض الإنتاج لإعادة التوازن بين العرض والطلب، فنحن دائماً على استعداد للتدخل". كما أعلن وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي، أن الإمارات تنفي المشاركة في أي نقاش مع أعضاء "أوبك+" الآخرين لتغيير أحدث اتفاق لإنتاج النفط، والذي يسري حتى نهاية العام 2023. وأضاف: "لا نزال ملتزمين بهدف أوبك+ المتمثل في إحداث توازن في سوق النفط، وسندعم أي قرار لتحقيق هذا الهدف". وعززت الكويت والعراق والجزائر تعليقات وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان بأن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وشركاءها في تحالف أوبك+، لا يفكرون في تعزيز إنتاج النفط، بينما سيجتمعون لمراجعة الإنتاج في 4 ديسمبر. وقال مندوبو أوبك إنهم قلقون أيضًا من أن أي تغيير في الاتجاه قد يؤدي إلى مزيد من التقلبات في أسواق النفط. وانخفضت أسعار النفط بنسبة 5 ٪ في 21 نوفمبر بعد أن ذكرت الصحيفة أنه تمت مناقشة الزيادة. وقالت وكالة الأنباء الروسية، تاس من المرجح أن تعقد الدول الأعضاء في أوبك + اجتماعًا في 4 ديسمبر في شكل مؤتمر عبر الفيديو، حسبما قال مصدران في التحالف للوكالة. وقال أحد المصادر "أعتقد أن الاجتماع سيكون على الإنترنت". كما أعرب مصدر آخر عن رأي مفاده أن اجتماع التحالف سيعقد عبر الإنترنت. وشدد أحد مصادر تاس على أن الاجتماع الوزاري للجنة مراقبة الإنتاج، والاجتماع الفني المقرر عقدهما في 3 ديسمبر قد يُعقد أيضًا في شكل مؤتمر عبر الفيديو. اتفق المشاركون في أوبك + في اجتماعهم السابق، وهو أول اجتماع يعقد في فيينا دون اتصال بالإنترنت منذ ربيع 2020، على أن الاجتماع القادم سيكون أيضًا في شكل شخصي في 4 ديسمبر في فيينا، قبل تغيير خطة الاجتماع المقبل ليكون افتراضياً. يخطط الاتحاد الأوروبي لحظر النفط الروسي بالكامل تقريبًا في الخامس من ديسمبر، بعد يوم من اجتماع أوبك +، وسط جهود منفصلة أيضاً لوضع حد أقصى لسعر خام موسكو. وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك يوم الثلاثاء إن الجهود قد تتسبب في انخفاض صادرات النفط الروسية. وأضاف نوفاك إن إنتاج روسيا من النفط، باستثناء المكثفات، لشهر أكتوبر جاء أقل بكثير من حصتها الإنتاجية لهذا الشهر، عند 9.9 ملايين برميل يوميا فقط. كان إنتاج روسيا في أكتوبر أقل بمقدار 1.1 مليون برميل يوميا من حصتها البالغة 11 مليون برميل يوميا المخصصة بموجب اتفاق أوبك +، ولكن في الغالب يتماشى مع التقديرات. بالنسبة لشهر نوفمبر، ستنخفض حصة إنتاج النفط الروسية بموجب اتفاقية أوبك + من 11 مليون برميل يوميا إلى 10.5 ملايين برميل يوميا. في أكتوبر، بلغ إنتاج النفط الروسي، بما في ذلك المكثفات، 1.47 مليون طن من النفط يوميا، أو 10.78 ملايين برميل يوميا. وانخفض إنتاج أكتوبر قليلا عن 10.8 ملايين برميل يوميا المبلغ عنها لشهر سبتمبر. وذكرت وكالة الأنباء الروسية تاس نقلا عن محللين في مركز تطوير الطاقة أن إنتاج النفط الروسي قد ينخفض إلى 9 ملايين برميل يوميا في ديسمبر عندما يدخل حظر الاتحاد الأوروبي على واردات النفط الخام الروسي حيز التنفيذ. وقالت تاس "نتوقع أن ينخفض الإنتاج في ديسمبر بمقدار 1.5-1.7 مليون برميل يوميا مقارنة بمتوسط يونيو وأكتوبر، أو 14 ٪". وقال الخبراء إن الانخفاض الحاد المتوقع في إنتاج النفط الروسي سيؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط الدولية، مع الأخذ في الاعتبار أيضا أن مجموعة أوبك + تخفض الإنتاج المستهدف اعتبارا من نوفمبر. كانت مجموعة أوراسيا ايضاً روجت لشائعة مفادها أن أوبك + من المرجح أن تقرر المزيد من خفض الإنتاج لأكثر من المليونين برميل يومياً السابقة، على فرضية أن يكون الهيكل الضعيف للسوق مصدر قلق لأوبك مع اقترابها من الاجتماع، حيث يبدو أن الظروف مواتية لخفض آخر للإنتاج، بحسب أوراسيا. يقول محللون في مجموعة أوراسيا في تقرير: "بالنظر إلى ظروف السوق الإجمالية، ستنظر أوبك + بجدية في خفض إنتاج جديد في اجتماعها القادم، خاصة إذا انخفضت أسعار النفط الخام إلى مادون مستواها الحالي كثيرا في الأسبوع المقبل". "في النهاية، سيعتمد القرار على مسار سعر النفط عندما تجتمع أوبك + ومدى الاضطراب الواضح في الأسواق بسبب عقوبات الاتحاد الأوروبي." يظل هذا أيضا مجرد تخمين وليس البيان الرسمي من أوبك، والتي سبق ان قال رئيسها اننا لا نناقش قبل ان نجتمع. وفقًا للمحللين، يمكن أن يؤدي حظر النفط الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي وسقف مجموعة السبع على الخام الروسي إلى خفض الإمدادات العالمية بنحو مليون برميل يوميًا اعتبارًا من ديسمبر. وسيأتي ذلك على رأس خفض إنتاج أوبك + بنفس الحجم وتباطؤ النمو في إنتاج النفط الصخري في الولاياتالمتحدة. فيما يُظهر إنتاج النفط الصخري الأمريكي نموًا أبطأ في نهاية العام بالقرب من 12.4 مليون برميل في اليوم. في الوقت الذي أدت فيه سنوات من الاستثمار الرأسمالي المنخفض في المنبع إلى المزيد من خيبات الأمل في العرض في المستقبل.