تواصلت أمس، فعاليات مؤتمر الشراكات المستدامة الذي تعقده وزارة التعليم بالرياض على مدار يومين، برعاية معالي وزير التعليم، ومشاركة عدد من أصحاب المعالي الوزراء ونوابهم ورؤساء القطاعات والمؤسسات والشركات والخبراء والأكاديميين المحليين والدوليين. ويتضمن البرنامج العلمي لليوم الثاني من أعمال المؤتمر عدداً من الجلسات الحوارية والمحاضرات الرئيسة، والتي تناولت محور الطاقة والتوجهات الوطنية في البحث والابتكار، ودعم الابتكارات لعملية التحول الرقمي وتهيئة البيئة الممكنة لكافة القطاعات؛ لتحقيق رؤية المملكة 2030، بالإضافة إلى دور الشراكات الإستراتيجية والدولية في الجامعات والمؤسسات البحثية، وتكامل منظومة البحث والابتكار لتتجير التقنية، إضافة إلى المشاريع الكبرى وتطوير النقل والخدمات اللوجيستية، إلى جانب عدد من المحاضرات لكبار العلماء في قطاع الرعاية الصحية والطبية العالمية، ومسؤولي شركات التقنيات والمعلومات. وشهد اليوم الثاني للمؤتمر استعراض باحثي المراكز البحثية والابتكارية بجامعات المملكة وعدد من الجهات والمؤسسات، جهود البحث العلمي والابتكار في إنتاج وتطوير المعرفة بين القطاعات الصناعية والتنموية من أجل نمو الاقتصاد الوطني واستدامته، وذلك من خلال مجموعة من ورش العمل التي تناولت دور الابتكار والاستثمار في البيئة العسكرية ودعم صناعاتها، والتصنيع الحديث القائم على المعايير التقنية والابتكارية، والشراكات الإستراتيجية لتحلية مياه البحر المالحة، وكذلك أهمية دعم وتتجير براءات الاختراع لتحقيق اقتصاد معرفي، إلى جانب الأثر الاقتصادي للبحث العلمي في تطور القطاع الصناعي في ظل وجود شراكات بين الجامعات والمشروعات الوطنية العملاقة، إضافةً إلى الابتكار وريادة الأعمال في التقنية الطبية وتطوير منتجاتها والإسهام في تطوير وتوطين الصناعات الدوائية والطبية في المملكة، مع ترسيخ مناطق الابتكار التابعة للجامعات،ودور الجامعات السعودية بالإسهام في تحقيق رؤية المملكة 2030، من خلال نقل المعرفة وتوطين التقنية. ويصاحب المؤتمر إقامة معرض التقنيات والابتكارات الواعدة بمشاركة الجامعات السعودية وأبرز الشركات الوطنية، حيث تم عرض أكثر من 1000 منتج بحثي ونموذج صناعي للجامعات، وقصص النجاح للشراكات الناجحة والقائمة بين الجامعات والقطاعات الحكومية. وكانت الجلسة الحوارية الأولى قد بحثت، إمكانية تطوير منظومة البحث والابتكار في الجامعات السعودية وتحويلها إلى قيمة استثمارية، ومنتجات اقتصادية، وأهمية التكامل بين مختلف القطاعات من خلال ربط منظومة البحث والابتكار في الجامعات مع القطاعين الخاص والتنموي للمساهمة في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030م. وأشاد وزير التعليم يوسف بن عبدالله البنيان بالجهود الكبيرة التي تقوم بها المملكة في مجال دعم وتطوير البحث والابتكار؛ مؤكداً أن المملكة تملك فرصاً ثمينة للمنافسة في السوق العالمية، حيث لدينا 3 محطات في الثورة الصناعية الرابعة، كما لدينا فرص واعدة لتدريب وتوظيف الشباب؛ لصناعة جيل مبتكر. وأكد وزير الاستثمار المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح على ضرورة تحويل العقول البحثية في الجامعات السعودية إلى قيمة استثمارية وتطويرها؛ منوهاً بأهمية الاستثمار في البحث والتطوير والابتكار، وتنمية الاقتصاد الكلي الذي يتطلب الاستثمار في التطوير والابتكار. من جهته، أوضح وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر بن إبراهيم الخريف أن إعادة هيكلة منظومة البحث والتطوير والابتكار وتوفير تناغم بين كافة قطاعات المنظومة ساهما في تعزيز فرص تحقيق عائد اقتصادي؛ لافتاً إلى أهمية ارتباط البحث والابتكار بالصناعة والطاقة والصناعات العسكرية والتقنية، حيث دعمت الوزارة من خلال الإستراتيجية الوطنية للصناعة منظومة البحث والتطوير والابتكار بما يسهم في تحقيق عوائد وأرقام ضخمة في الناتج المحلي الإجمالي في الصادرات وتوفير الفرص الوظيفية والاستثمارية. وقال وزير الاقتصاد والتخطيط فيصل بن فاضل الإبراهيم: "إن المملكة ما بين المرحلة الأولى والثانية في العائد الديموغرافي، الذي يُمكّن المجتمعات من دخول أكبر عدد من السكان في سوق العمل، ونحن أمام فرصة لاستثمار وتنمية رأس المال البشري بحيث نوفر فرصاً أكبر أمام الشباب السعودي ليصبحوا عناصر نمو في الإنتاجية". مؤتمر «الشراكات المستدامة» يواصل فعالياته لليوم الثاني