للمرة الأولى يدخل المنتخب السعودي كأس العالم وسط استقرار فني غير مسبوق وثقة عالية بالجهاز الفني بقيادة الفرنسي ايرفي رينارد الذي ظهر في القيادة الفنية للمنتخب السعودي للمرة الأولى في الخامس من سبتمبر 2019 في المواجهة التجريبية أمام منتخب مالي في الدمام والتي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله. وتجلى أثر هذا الاستقرار ومعه الثقة الكبيرة من الشارع الرياضي السعودي بقدرات الفرنسي رينارد ليترجم بفوز تاريخي كبير على منتخب الأرجنتين أحد المرشحين فوق العادة لنيل اللقب العالمي بقيادة نجمه الشهير ليونيل ميسي بهدفين لهدف. وكسر الفرنسي رينارد كل القواعد التي سيطرت على شكل الإدارة الفنية للمنتخب السعودي قبل كل مشاركاته في المونديال، إذ لطالما كان التغيير الدراماتيكي حاضراً في معظم المناسبات، فيما كانت الثقة بالجهاز الفني محل شك في مناسبات عدة وهو ما لم تشهده هذه المشاركة، إذ كان الاستقرار السمة الأبرز في هوية "الصقور" في هذه النسخة علاوة على الثقة الكبيرة بقدرات الفرنسي ذي ال54 عاماً. وبالعودة لتاريخ مشاركات المنتخب السعودي في كأس العالم فإن المنتخب العربي الكبير شارك للمرة الأولى في مونديال 94 في الولاياتالمتحدة الأميركية بقيادة المدرب الأرجنتيني خورخي سولاري الذي انتدبه اتحاد الكرة السعودي قبل انطلاقة المونديال بثلاثة أشهر بعد استبعاد مثير للجدل للمدرب الهولندي ليو بنهاكر ليحقق المنتخب السعودي حضوراً لافتاً في مشاركته الأولى ويصل للدور ثمن النهائي متأهلا من مجموعته التي ضمت هولندا وبلجيكا والمغرب، قبل الخروج على يد السويد بثلاثة أهداف لهدف. وفي المشاركة المونديالية الثانية على التوالي في فرنسا 98، فضل المسؤولين آنذاك إحضار البرازيلي الشهير كارلوس البرتو بيريرا الذي كان حقق مونديال 94، بديلاً للألماني أوتو فيستر، لكن الحضور المخيب في أول لقاءين أمام فرنسا ثم الدنمارك دفع صانع القرار لإقالة بيريرا والاستعانة بالسعودي محمد الخراشي. وفي مونديال 2002 كان السعودي ناصر الجوهر ناجحاً في قيادة منتخب بلاده للمونديال، ليقرر المسؤولون حينها منحه الفرصة على الرغم من اهتزاز ثقة الشارع الرياضي بقدرة المدرب الوطني على مواجهة المجموعة التي ضمت ألمانيا وإيرلندا والكاميرون، وهو ماحدث بالفعل، إذ خرج الفريق الوطني بأسوأ مشاركة له في المونديال. وفي 2006 قاد الأرجنتيني كالديرون المنتخب للمشاركة الرابعة، لكن المسؤولون أقالوه وأحضروا مدرب الهلال حينها البرازيلي ماركوس باكيتا ليكتفي المنتخب بنقطة وحيدة من تعادله في الافتتاح أمام تونس وخسارتين أمام أوكرانيا وإسبانيا. وبعيد غياب لمناسبتين عالميتين، حضرت الكرة السعودية في مونديال روسيا 2018 بعدما نجح الهولندي فان مارفيك بإعادة "الأخضر" إلى المسرح العالمي ليتم إبعاده وإحضار الأرجنتيني إدغاردو باوزا ويتم إبعاده بعد مواجهتين تجريبيتين أمام البرتغال وصربيا، واستقطاب مواطنه خوان أنطونيو بيتزي الذي قاد السعودية لمشاركة خامسة غير مرضية بعد الخسارة من روسيا والأوروغواي والفوز على مصر.