يُهمل كثير من القياديين عند وضع الخطط الاستراتيجية الإجابة عن الأسئلة الثلاثة المفصلية في قواعد الإدارة، ماذا نفعل؟ وكيف؟ ولماذا؟ وتحديدًا السؤال الأخير اعتقادًا منهم أن الإجابة واضحة، ولا تحتاج لتقديم شروحات لفريق العمل أو وسائل الإعلام، وهذا خطأ إداري يهدد بفشل أو تعثر الخطة، فعندما تنجح في إقناع فريق العمل بأهميتها والمترتب على نجاحها أو فشلها، فأنت تبني علاقة ثقة مع المستهدفين للانتقال معك من مرحلة «الفريق» إلى مرحلة «تبني المشروع». يحتاج القيادي الناجح إلى سبعة سلوكيات لينجح في أداء مهامه بفاعلية، وهي: كُن استباقيًا ومبادراً، وفكر بالنهايات دائماً، ورتب المستهدفات حسب الأهمية، وكُن شموليًا فكر بالفوز للجميع، وابحث عن الفهم والتعاون، وابدأ من حيث انتهى الآخرون منه، ولا تتردد في اختيار القيادات الشغوفة التي لديها القدرة على الإبداع والابتكار. وأشيد هنا ببرنامج «قادة 2030»، الذي طورته مؤسسة محمد بن سلمان «مسك الخيرية» للقادة السعوديين في القطاعين العام والخاص والقطاع الثالث غير الربحي، لتَتَحقق الرؤية الطموحة للمملكة لنلمسها على أرض الواقع، والذي يتم تقديمه مع شركاء أكاديميين عالميين، حيث يهدف البرنامج إلى توظيف إمكانيات القادة، وتبني أنماط التفكير المختلفة وصقل المهارات وتعزيزها؛ للتعامل مع التحديات غير المسبوقة، وقيادة الفِرق والمؤسسات لتحقيق استراتيجيات الرؤية الطموحة. يتضمن الاتصال بين الإدارتين العليا والدنيا التخطيط، والتواصل، والتنظيم، والقيادة، والقدرة على إدارة الفريق ووضع الخطط، والفلسفة القائمة على الشمولية والتجديد، وهو فعليًا ما يقوم به سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان الذي استطاع خلق قناعة وطنية بالاتجاهات التنموية السعودية، تحت إطار «رؤية السعودية 2030»، وفي هذا درس إداري لكل قيادي. الرؤية التي يقودها ولي العهد مكنت المواطن ليكون على علم ودراية بكل ما يجري في أروقة صناع القرار، وعلى مسافة قريبة من ذلك. مما انعكس في قدرة الأفراد على قياس الآثر وتلمسه في جميع مناحي حياته اليومية. الحقيقة استطاع ولي العهد تأسس مدرسة إدارية عصرية قائمة على مرتكزات عدة، أبرزها الجرأة في اتخاذ القرار والواقعية، ومعالجة الأخطاء من أعلى الهرم وليس من الأدنى كما جرت العادة، فضلًا عن الانفتاح والنظر إلى الأمام، وهو ما تجلى بوضوح في جميع مقابلاته الإعلامية، فأصبحنا نرى الاهتمام بالجودة وسرعة الإنجاز والسعي للابتكار. ومن سمات الإداري الناجح كيفية اختيار فريق عمله، وجذب الكفاءات المميزة، وهنا أتوقف عند إجابة سموه في أحد اللقاءات حول كيفية اختياره للوزراء فأجاب بكلمة الفصل من بحثه عن المترشح الشغوف للمنصب، وخير شاهد على ذلك تعيين معالي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبد الله بن عامر السواحه. ولي العهد نموذج ملهم يجب دراسة أسلوب إدارته، فنادرًا ما نرى الهجرة المعاكسة من القطاع الحكومي إلى الخاص، وهذا ما يحصل اليوم في بلادنا، بفضل الله ثم بفضل حنكة ولي العهد الإدارية. وطوال خبرتي كمستشار موارد بشرية ومطور أعمال وحلول إدارية أقول للقيادات الإدارية: اختر بعناية فريقك.