تُشير التقديرات الإعلامية في مجال تصنيف الجامعات في العالم إلى أن الجامعات السعودية من أفضل الجامعات من حيث المستوى الأكاديمي والمستوى الوظيفي والبحوث العلمية، وبحسب تصنيف شنغهاي للتخصصات عام 2022 فإن الجامعات السعودية تقترب من دخول قائمة أفضل 100 جامعة عالمية، وبحسب التقارير الرسمية فإنه لم يفصلها عن الدخول ضمن هذه القائمة سوى 21 مركزًا، وذلك بعدما ارتفع عدد الجامعات السعودية في تصنيف شنغهاي للتخصصات عام 2022م إلى 7 جامعات مقارنة ب 4 جامعات في عام 2019. وبصدور مجلس الوزراء قراره التاريخي في 27 سبتمبر 2022 على الموافقة على استحداث تأشيرة تعليمية طويلة وقصيرة المدى، تستهدف الطلاب والطالبات غير السعوديين والباحثين والأكاديميين لمرحلة الدراسة الجامعية بات لزامًا على وزارة التعليم أن تستهدف استقطاب المواهب المتميزة وتمنحهم تلك التاشيرات لترفع جودة العملية التعليمية مع التركيز على مخرجات البحث والابتكار حتى تكون المملكة من بين أفضل 10 دول في مؤشر التنافسية العالميّة في عام 2030، ومن هنا وافق مجلس الوزراء في (22 / 6 / 2021) على إنشاء "هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار" لتدعم الاقتصاد الوطني بمشروعات بحثية وابتكارات نوعية لتحقيق مستهدفات رؤية 2030. ومن خلال الالتحاق بالدراسة في المملكة - لغير السعوديين -، التي لا تشترط كفيلاً للطالب الدولي فستتقدم المملكة بوصفها وجهة تعليمية جاذبة، بالإضافة إلى رفع مستوى تصنيف وكفاءة المؤسسات التعليمية السعودية عالمياً من خلال زيادة نسبة الطلاب الدوليين فيها. وأستطيع القول ونفسي مطمئنة وبلا تردد إن المملكة العربية السعودية قد كانت سباقة في هذا الباب إذ يدرس في جامعاتها طلبة من أكثر من 170 دولة حول العالم ولي تجربه خاصة إذ درست مع طلاب من 3 قارات ودرّست طلاباً من 4 قارات و3 دول عربية في التعليم الجامعي. إن الجامعات إحدى أبرز المؤسسات التعليمية التي توليها المملكة العربية السعودية اهتمامًا نظرًا لما تقوم عليه من تخريج فئات قادرة على النهوض بالوطن السعودي على مختلف المستويات، إذ تضم المملكة 30 جامعة حكومية وقرابة 12 جامعة خاصة فضلًا عن عدد آخر من الكليات العامة والخاصة وعدد من المؤسسات العسكرية التأهيلية. ويقوم تصنيف الجامعات وفقًا لمعايير خاصة يتم اعتمادها بشكل عالمي بعضها يتعلق بالسمعة الأكاديمية للجامعة ويُحتسب هذا المعيار بنسبة 15 %، وبسمعة الجامعة لدى أرباب العمل: يُحتسب هذا المعيار بنسبة 15 %، ويُقصد به ثقة أصحاب العمل بالطلاب الخريجين من هذه الجامعة، والبعض الآخر يختص بنسبة أعضاء التدريس في الجامعة ومقارنتها مع عدد الطلاب، ويحسب هذا المعيار بنسبة 20 %. ومن ضمن المعايير أيضاً وجود شبكة بحث دولية في الجامعة فضلًا عن تأثير الويب الخاص بالجامعة على معدلات القبول والالتحاق بها، ناهيك عن وجود اقتباسات لكل ورقة ولكل كلية في الجامعة، ويُعد المعيار الأكثر تأثيرًا في تصنيف الجامعات السعودية عالميًا هو نسبة أعضاء هيئة التدريس الدوليين والحاصلين على درجات علمية متقدمة كالدكتوراه وغيرها من الدرجات الأعلى بالإضافة إلى نسبة الطلاب الدوليين المنتسبين لتخصصات وكليات الجامعة المختلفة، ونسبة أعضاء هيئة التدريس من الأجانب في الجامعة يتم احتساب 5 % من أجل هذا المعيار. ونسبة 5 % من الطلاب الأجانب في تلك الجامعة. ومن جميل القدر إنَّ هناك حوالي عشر جامعات سعودية ضمن التصنيف العالمي، QS وذلك لعام 2022م فقد احتلت جامعة الملك عبدالعزيز الترتيب الأول على مستوى الجامعات العربية، والترتيب 143 عالمياً، وجاءت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في المرتبة الرابعة على مستوى الجامعات العربية، والمرتبة 186 عالمياً. وجامعة الملك سعود: احتلت الجامعة المرتبة السادسة عربياً، والمرتبة 287 عالمياً، وأما جامعة أم القرى فقد احتلت الترتيب 17 عربياً، وجامعة الملك خالد: احتلت الترتيب 31 عربياً واحتلت جامعة الملك فيصل: الترتيب 33 عربياً فيما احتلت جامعة الفيصل الترتيب 40 عربياً، فيما حصلت جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل على الترتيب 43 عربياً، وقد احتلت جامعة الأمير محمد بن فهد الترتيب 44 عربياً. إن تأشيرة الدراسة الجامعية في السعودية ترجمة حقيقية ونوعية للانفتاح المعرفي المسؤول وهو انفتاح يدعمه النظام الأساسي للحكم إذ نصت المادة 29 منه على "أن ترعى الدولةُ العلومَ والآدابَ والثقافةَ وتُعنى بتشجيع البحث العلمي، "إن الدراسة في السعودية ليست ترفًا بل فرصة يحسن اهتبالها من جهة الدارسين، ويحسن اقتناصها من الجهات المعنية التي عليها أن تراعي الاختيار النوعي في الدراسين لأن ذلك سيصب في حقل وقناة التجنيس في 22 تخصصاً، على ضوء الأمر الملكي بفتح باب تجنيس الكفاءات الشرعية والطبية والعلمية والثقافية والرياضية والتقنية بما يسهم في تعزيز عجلة التنمية، ويعود بالنفع على الوطن في المجالات المختلفة، تماشياً مع رؤية 2030 الهادفة إلى تعزيز البيئة الجاذبة التي يمكن من خلالها استثمار الكفاءات البشرية واستقطاب المميزين والمبدعين وارتفاع ومؤشر الابتكار العالمي، ومؤشرات التعليم والمعرفة، اذ تقدمت المملكة 13 مرتبةً عالمياً في مؤشرات التعليم والمعرفة بتصنيف التنافسية الرقمية العالمي 2022. كل ما سبق مؤشرات وترجمة تتماهى وتتماشى مع رؤية المملكة 2030 ومحاورها الثلاثة؛ (مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح).