الفوز بلقب كأس العالم حلم كل لاعب وطموح أي نجم وفكرة تراود خيال أي أسطورة في لعبة كرة القدم، ولدينا لاعبان حققا كل شيء إلا لقب كأس العالم وهما البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي. ميسي يعيش الآن فترة جيدة وعلى النقيض تماماً يمر رونالدو بفترة صعبة مع ناديه مانشستر يونايتد، رونالدو لم يلعب كثيراً وحدثت مشاكل بينه وبين المدرب تين هاغ صاحبها هبوط في مستوى اللاعب، وعلى غير العادة فرونالدو دائماً يدخل كأس العالم بدون مشاكل وفي قمة حضوره وتألقه وخاصةً في نسختي 2014 و2018 حينها توج مع فريقه ريال مدريد بلقب دوري أبطال أوروبا في المرتين وفي مونديال 2006 و2010 شارك ولم يسبق مشاركته مشاكل تشبه أو تقترب حتى مما يحدث له الآن وطوال مشاركات رونالدو في المونديال لم يقدم مستوى يعكس نجوميته مع الفرق التي لعب لها باستثناء مونديال 2006 وكان حينها في البدايات فحقق مع منتخب بلاده المركز الرابع. وفي المشاركات الأخرى خرج المنتخب البرتغالي من دور الستة عشر في مناسبتين ومن دور المجموعات في عام 2014، هذه خامس مشاركة لرونالدو في كأس العالم وهي الأغرب والأصعب قياساً بالظروف وما واجهه رونالدو في الفترة الماضية بالإضافة إلى تقدمه في العمر، فهل يحقق رونالدو لقب كأس العالم وهو الذي لم يحققه وقت تألقه وجاهزيته؟. كأس العالم بطولة مختلفة جداً فكم من نجم تألق في هذه البطولة وهو لم يُتوقع أن يقدم شيئا، الإيطالي باولو روسي خرج من السجن قبل كأس العالم بأربعة أشهر وحقق اللقب وكان هدافاً للبطولة وكذلك البرازيلي رونالدو حقق كأس العالم وهو الذي قبل انطلاق البطولة بعدة أشهر تعافى من إصابة قوية جداً غيبته عن الملاعب لأكثر من سنة ونصف جعلت عودته للملاعب محل شك فضلاً عن تألقه، رونالدو لم يكتفي بالفوز بكأس العالم مع منتخب بلاده بل توج هدافاً للبطولة، أحياناً عدم توقع النجاح عامل يساعد على النجاح. كان كريستيانو رونالدو في السابق يكون تحت الضغط، الضغط الخارجي وهو مطالبات الجماهير والإعلام بتقديم أداء كبير في المونديال، هذه المرة لا يوجد ضغط من هذا النوع كما كان في السابق وهذا أمر إيجابي لرونالدو، لكن رونالدو سيكون أمام تحدٍ أخر وضغط من نوع مختلف وهو الضغط الداخلي ومحاولة رونالدو الإثبات لنفسه أولاً وللجميع بأنه لا يزال قادرا على العطاء وفي أعلى المستويات. عندما يعيش اللاعب الضغط الداخلي ويتعامل معه بهدوء وإيجابية سيكون الحافز أكبر والتركيز أفضل، بينما الضغط الخارجي وخاصةً عندما يكون كبير سيجعل اللاعب مشوش ومتوتر ولا يظهر موهبته وقدراته خوفاً من الخطأ لعلمه بأن ردة الفعل حينها ستكون قوية، يظهر بأننا سنكون أمام رونالدو مختلف في هذه البطولة، هل يحقق اللقب ويتألق أو على الأقل يذهب مع منتخب بلاده لأبعد نقطة ممكنة أم تهزمه الظروف والضغوطات الكثيرة والمشاكل التي مر بها ويقدم مستوى أقل من النسخ السابقة وربما تكون الأمور كما كان في المشاركات السابقة وهذا احتمال ضعيف، يبدو بأن رونالدو هذه المرة متعطش للعب قبل الفوز على غير العادة وكذلك شبه جاهز لياقياً عكس البطولات السابقة فهو لم يلعب هذا الموسم كثيراً وبمجرد تخطي منتخبه دور المجموعات سيصل لقمة جاهزيته اللياقية والفنية ولا يوجد على رونالدو ضغط كبير لتحقيق شيء بالإضافة إلى أن منتخب البرتغال يملك أسماء كبيرة ومميزة ولايقل المنتخب الحالي فنياً عن أي منتخب أخر، كل هذه العوامل قد تجعل مشاركة رونالدو في كأس العالم 2022 مختلفة عن النسخ السابقة.