ضمن رحلته التي يقوم بها حالياً للمملكة قام الرحّالة الهندي سومن دبناث بزيارة مؤسسة اليمامة الصحفية والتقى سعادة مدير عام المؤسسة الأستاذ خالد الفهد العريفي والزميل رئيس تحرير جريدة الرياض الأستاذ هاني وفا والزميل مدير تحرير صحيفة «الرياض» ديلي الإنجليزية الأستاذ ياسر البريكان. وقد تحدث سومن عن بداياته وعدد الدول التي زارها وأبرز التحديات التي واجهته وأغرب المواقف التي مرّت به عبر هذا الحوار: المملكة تعد الدولة رقم 170.. والعنصرية كانت وراء أغرب المواقف في الرحلة بداية الرحلة * متى بدأت ممارسة هذه الهواية؟ وكم جولة قمت بها حول العالم؟ * لأبدأ أولاً بالشق الثاني من السؤال حيث تعد السعودية محطتي الحالية هي الدولة رقم 170 التي أزورها، أما بداياتي فعندما كنت في الرابعة عشرة من عمري قرأت عن وفاة أحد الأشخاص بسبب فيروس الإيدز وقد تأثرت كثيراً بذلك وأردت معرفة هذا المرض لكن لم يخبرني أحد بذلك وقررت اللجوء لمدرسي مدرستي لكن لم يشرح لي أيّ منهم هذا الأمر وحينها أخذت عهداً على نفسي أن أشرح لهم كل شيء عن هذا المرض عندما تتوفر لدي المعرفة الكاملة عنه، وهكذا عندما بلغت السادسة عشرة حصلت على تدريب خاص في جمعية مكافحة الإيدز والوقاية في غرب البنغال وبدأت رحلتي في عدد من المواقع غرب البنغال حيث كنت أعمل داخل منطقتي وأقوم بالترحال أيضاً وفي السابع والعشرين من مايو عام 2004م بدأت هذه الرحلة من الهند حيث طفت جميع أنحاء الهند؛ ثمانية وعشرين ولاية وخمس مناطق اتحادية وتم استقبالي من قبل خمسة وعشرين وزيراً وخمسة محافظين. دعم هندي * هل تم دعمك من قبل الحكومة الهندية؟ * نعم، فقد استقبلني الرئيس ورئيس الوزراء وقاموا بتوجيه وزير الخارجية ليشهد بدء الرحلة مع أربعة وزراء آخرين هم وزير الإعلام ووزير الصحة ووزير السياحة ووزير الرياضة دعماً ومؤازرة لأجل إعطائي الضوء الأخضر للخروج للعالم، وكما قلت في إجابة السؤال السابق البداية كانت في السابع والعشرين من مايو عام 2004 كان هو تاريخ بدء الرحلة من قريتي إلى جميع أنحاء الهند والعالم فمنذ ذلك التاريخ وحتى منتصف عام 2006 قمت بالسفر إلى جميع أنحاء الهند والدول المجاورة؛ نيبال والتبت والصين وبوتان وبنغلاديش وميانمار وتايلند وإندونيسيا وماليزيا وسيري لانكا؛ واعتباراً من عام 2007 وحتى نهاية عام 2009 سافرت إلى دول آسيا الوسطى، باكستان وأفغانستان وطاجيكستان وقيرغيزستان وتركمانستان وكازاخستان وأوزبكستان وإيران وتركيا وجورجيا وأرمينيا وبلغاريا، كانت رحلة آسيا الوسطى قاسية ربما كانت أصعب جزء في رحلتي. الشتاء الروسي * ما الذي جعلها بهذه الصعوبة؟ * أعني بالأصعب هنا الشتاء الشديد حيث تصل درجات الحرارة لأقل من خمسين درجة مئوية حيث الشتاء الروسي إذ لا يمكن أن تصدق ذلك عند قدوم الشتاء يصل ارتفاع الجليد لعشرين وثلاثين متراً وتقوم الجرافات في بعض الأحيان بإزالة الجليد وعمل أنفاق ولكن في حالة انهيار النفق ستدفن تحت الجليد فقد كان الأمر خطيراً للغاية كما أنه في منتصف فصل الشتاء يتساقط الجليد من السماء في شكل آلاف الإبر فلا يتساقط في شكله المتعارف عليه بل في هيئة إبر مدببة قاسية تسبب آلام في كامل الجسد يضاف إلى ذلك ظهور ذئاب الثلوج التي تكون في حالة جوع شديد وتكون منتشرة في جميع الأنحاء وهي شديدة الخطورة لذلك يجب أن تكون دائم الحذر ومن الضروري حمل الأسلحة لمواجهة أي هجوم من قبل الحيوانات البرية. تهديد السلاح * ما أغرب المواقف التي تعرضت لها أثناء رحلتك؟ * لقد تمت سرقتي ثمانية وعشرين مرة تحت تهديد السلاح وفقدت كل شيء تقريباً ولكن مرة أخرى قام بعض الأشخاص بمنحي المال وهكذا بدأت مرة أخرى كما تم ضربي ثمانية عشرة مرة بسبب لون بشرتي لأن ذوي البشرة السوداء يعتبروني أبيض فيما يعتبرني ذوي البشرة البيضاء أسود وهكذا تم ضربي من قبل الجانبين ولكن لا يزال العالم يحمل الكثير من الطيبة هناك القليلون في هذا العالم من يقومون بأعمال الشر ولكني شهدت العديد من المواقف الطيبة والتي أثّرت بي وألهمتني. البلد الأجمل * ما أجمل بلد زرته؟ * القطب المتجمد الجنوبي لأنه قطعة من الطبيعة البكر ولا يوجد ثمة تدخل بشري على الإطلاق. الحفاوة السعودية * كيف وجدت السعودية وأنت تزورها للمرة الأولى؟ * دعني في البداية أشكر قرار الحكومة السعودية بشأن التأشيرة السياحية عام 2019 حيث أتاحت لي فرصة زيارة المملكة بعد أن كان ذلك صعباً في السابق كما أود الإقرار بأن المملكة لديها إرث ثقافي ضخم لقد شعرت بالسلام لدى دخولي هذه الأرض إنها أرض مقدسة بالنسبة للمجتمع الإسلامي وبالرغم من كوني هندوسياً إلا أنني أحترم جميع الديانات في العالم لذلك كنت أعتزم مقابلة الناس لكي ألمس حقيقة هذا البلد بنفسي لقد استشعرت كرم ضيافة الشعب السعودي لا يستطيع أحد إدراك مدى طيبتهم وكرم نفوسهم وهو الأمر الذي تأكد لي عند وصولي لهذا البلد ومقابلة الناس ربما يحتاج الناس أن يأتوا إلى هنا ويروا البلد وأسلوب حياتهم أنا أدعو المزيد من الناس أن يأتوا إلى هنا، من جانبي أريد شكر المملكة العربية السعودية على استضافتي ومنحي هذه الفرصة لحمل رسالة من داخل السعودية للعالم بأسره. الوجهة التالية * ما وجهتك التالية بعد المملكة؟ * أود التوجه إلى الكويت وقطر ثم دبي ثم أستكمل رحلتي إلى الشمال حيث المحيط الهادي وأزور فيجي وساموا وتونجا وكذلك أستراليا. عشاق السفر * ما نصيحتك لمحبي الترحال من الجيل الحالي؟ * يجب أن نشعر بأن كل دولة هي دولتنا وعلينا احترامها وأن رحلاتنا قد تكون مصدر سعادة للآخرين كما يجب الحرص على التعلم فالرحلات هي أحد أساليبه. * كلمة أخيرة؟ * شكراً لكم لإتاحة الفرصة وأود أن أبعث برسالة إلى وزير الرياضة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل وأشكره على استضافة الأحداث الرياضية بمختلف أنواعها فالرياضة والشباب شيئان مهمان. رئيس التحرير الأستاذ هاني وفا مستقبلاً الرحالة ملاعبة الأناكوندا الرحالة في إيطاليا الرحالة في البرازيل في رحلة مع ملوك الغابة .. وهنا في جورجيا الرحالة سومن دبناث في مؤسسة اليمامة الصحفية