تبوأ الدكتور خالد عبدالرحمن العوهلي منصب رئيس جامعة الخليج العربي منذ عام 2009م مملكة البحرين، بعد أن عمل كمعيد في كلية الهندسة في «جامعة الملك سعود»، وعضو الهيئة التدريسية لكلية العمارة والتخطيط في «جامعة الملك سعود»، ووكيل الكلية ذاتها، ومستشار متعاون ل»مكتب البيئة مخططون ومعماريون ومهندسون»، ومستشار للمكتب ذاته، ومستشار في وكالة تخطيط المدن في «وزارة الشؤون البلدية والقروية السعودية»، وهو عضو مجلس أمناء «جائزة يوسف بن أحمد كانو»، كما عمل مستشاراً في «الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض»، ومستشار متعاون في «مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية»، ومستشاراً في «وزارة التخطيط»، و»أمانة مدينة الرياض»، ومستشار المكتب التنفيذي السعودي في «البنك الدولي» في واشنطن. والدكتور العوهلي حاصل على دكتوراه في التخطيط والتنمية العام 1992 من «جامعة كاليفورنيا بيركلي» في الولاياتالمتحدة الأميركية، وماجستير في التصميم الحضري في العام 1984 من «جامعة هارفارد» في الولاياتالمتحدة الأميركية، وبكالوريوس في الهندسة المعمارية قسم العمارة في العام 1980 من «جامعة الملك سعود» بالرياض. صحيفة «الرياض» التقت د. العوهلي في مدينة المنامة بمملكة البحرين على هامش حفل التخرج الذي أقيم مؤخراً بحضور نخبة من كبار الشخصيات من مملكة البحرين ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية منهم سعادة الوزير خليفة الفضالة رئيس المراسم الملكية ومعالي الدكتور عبدالرحمن العاصمي مدير مكتب التربية لدول الخليج العربي، وعدد من أعضاء مجلس أمناء الجامعة منهم الأستاذ الدكتور ناصر العقيلي وكيل وزارة التعليم للتعليم الجامعي في السعودية، والدكتور رشيد الحمد، والأستاذ الدكتور عمر الرواس أمين عام المجلس العربي للاختصاصات الصحية، إلى جانب نائب السفير السعودي صالح الغامدي، وقد امتلأت القاعة بعدد غفير من أولياء أمور الخريجين ومنتسبي الجامعة من أعضاء الهيئة الأكاديمية والإدارية، وكان الحوار التالي: نحن أول جامعة تطبق برنامج التعلم من خلال حل المعضلات الطبية في المنطقة مبادرة لمواطنة خليجية * بداية ما المبادرات الحديثة التي تقدمها جامعة الخليج العربي للمجتمع الخليجي؟ * جامعة الخليج العربي، جامعة خليجية أُسست في العام 1980، بوقت يسبق تأسيس مجلس التعاون الخليجي الذي أسس في 25 مايو 1981، وبعد تأسيس مكتب التربية لدول الخليج العربية في العام 1975، ونذكر هنا أن الجامعة أُسست لثلاث مهام رئيسية أولها أن تكون مظلة لأبناء الخليج ومواطني الخليج من طلاب وأعضاء هيئة تدريس وموظفين إداريين يجتمعون تحت مظلة واحدة في تأسيس مبادرة لمواطنة خليجية، وأحد أسباب تلك المهمة؛ هي مبادرة تأصيل المواطنة الخليجية من طلاب وأعضاء هيئة التدريس بحيث يتعايشون مع بعضهم البعض، ويكونون مساعدين في المستقبل من أجل أن توسع دائرة العلاقات ويستطيع الخريج منهم أن يكون تجربة مختلفة من أجل صناعة وطنه. ثانياً، هو طرح التخصصات النادرة والفريدة، وأن تقدم نفسها للمجتمع الخليج والدولي كجامعة قائمة على الابتكار والابداع، وثالثاً مساعدة الحكومات الخليجية للتصدي للقضايا الاستراتيجية من خلال تقديم الحلول المبتكرة المبنية على البحث العلمي والدراسات مثل قضية المناخ، والأمن الغذائي والمائي والأمراض السائدة في دول الخليج، وقضايا أخرى كثيرة تهم دول الخليج. فالجامعة تقدم استشارات وحلول مبتكرة للقضايا الخليجية إلى جانب التدريب المستمر في مختلف التخصصات، حتى غدت بمرور الزمن بمثابة بيت استشارة لدول الخليج، ولديها من الخبرات الاكاديمية ما ساهم في بناء علاقات تعاون وشراكة بين جامعة الخليج العربي وأهم المؤسسات البحثية والجامعات العريقة في مختلف دول العالم. تخصصات نادرة * برأيك، بعد مضي أكثر من أربعة عقود، ما الذي يميز جامعة الخليج العربي عن غيرها من الجامعات؟ * نعم، الجامعة أسست لتكون نموذجاً للجامعات الخليجية من خلال طرحها للتخصصات النادرة والفريدة والمبتكرة، وهذه الرؤية وردت بشكل واضح في وثائق تأسيس الجامعة حيث تمت توصية المؤسسين أن تطرح الجامعة مبادرات جديدة بشكل ابداعي ومبادر من دون التخوف من المخاطرة من نحاج البرامج الاكاديمية الجديدة التي تطرحها الجامعة، بمعنى أن الجامعة تطرح تخصصات فريدة بشكل أوسع مما تطرحه الجامعات الوطنية التي تركز على سد الاحتياجات الداخلية من المهندسين والأطباء والتمريض وغيرها من التخصصات التي يحتاجها سوق العمل الخليجي. مثال ذلك، تعتبر كلية الطب في جامعة الخليج العربي هي أول جامعة في المنطقة تطبق برنامج التعلم من خلال حل المعضلات الطبية وهو برنامج مغاير عن الطريقة التقليدية في التعليم الطبي، وهو تعليم لا ينحصر داخل القاعات الدراسية بالجامعة، بل يبدأ طالب الطب للتعامل مع المرضى منذ بداية دراسته في السنة الأولى بالكلية، ويتعلم خلال ذلك كيف يتواصل مع المرضى بطريقة مهنية واخلاقية، ويتعرف على التاريخ المرضي، وكيفية فحص وتشخيص المرض محل الدراسة، طوال سنوات الدراسة من خلال التطبيق العملي في المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية. إلى ذلك، فجامعة الخليج العربي هي أول جامعة تطرح برنامج تربية الموهوبين، وخرجت لسنوات عدد كبير من المعلمين لمتخصصين في مجال صعوبات التعلم والإعاقة الذهنية والنمائية، وأول جامعة دشنت برنامج التقنية الحيوية، وهذه تخصصات حديثة لم تكن موجودة وبادرنا بطرحها منذ التأسيس. وتجدر الإشارة إلى أن استمرار وتحديث تلك البرامج الاكاديمية ليست بالمهمة السهلة، فهناك تحديات نواجهها تتمثل في استقطاب متخصصين في هذه المجالات، وجذب طلبة الدراسات العليا والترويج للبرامج الاكاديمية وإقناع الحكومات الخليجية بجدوى تلك البرنامج المميز إلى جانب تذليل كافة الصعوبات والتحديات والاستمرار في التحديث وطرح المزيد من البرامج المبتكرة ضمن وظائف المستقبل.= أنموذج خليجي * ماذا تقصد بتوسيع دائرة العلاقات؟ * نعم، الجامعة أسست لتكون نموذج للجامعات الخليجية من خلال طرحها للتخصصات النادرة والفريدة والمبتكرة وفي وثائق الجامعة تمت توصية المؤسسين أن تكون الجامعة ذات مبادرات من دون تخوف أو تهيب على أن تبادر بشيء جديد وتطرحه بشكل مختلف، وكمثال، فإن الجامعة مهمتها ليست خدمة سوق العمل تماما كالجامعات الوطنية لأن الجامعات الوطنية عندها نقص في المهندسين والأطباء والتمريض فيتم فتحها في دول الخليج والدول العربية، وتتضمن تخصصات مشابهة فقط بينها فروقات بسيطة، وعلى خلاف ذلك جامعة الخليج العربي ليست مهمتها أن تدير العمل بهذا الشكل في تخريج الأطباء والمهندسين وخبراء في هذه المجالات، لكن المهمة الأساسية أنها تطرح تخصصات جديدة وتأخذ المخاطرة الكبرى في أن تنجح أو لا لكنها تكون نموذج تستأنس فيها وتطورها لتقدم شيء مختلف ومميز ،أعطيك مثالاً: في كلية الطب في جامعة الخليج تعتبر هي أول جامعة تطبق النموذج، وهو تعليم داخل أروقة الجامعة وفي المستشفى مباشرة، ويتم التطبيق الفوري، وهو التعليم على الحالات المرضية لدي زملاء وإخوان وأقرباء درسوا في جامعة الملك سعود 6 سنوات، وهذه المدة يقضيها الطالب فقط داخل الجامعة أو الكلية بعد التخرج يتعلم كيف يعالج مريض ويفحص مريض؛ فالجامعة تبعثهم للتطبيق العملي في المستشفيات في سنواتهم الأخيرة المقاربة لعام تخرجهم، وهذا ما لا يحدث في جامعة الخليج العربي حيث يبدأ الطالب في الطب منذ مراحله الأولى التعليم بالتطبيق في المستشفيات، وهو تدريب مباشر وواقعي. مبادرات طبية * ما آخر المبادرات في البرامج الطبية؟ * المبادرات التي ترتبط بالتخصصات الجديدة كثيرة والنادرة، ولأننا طرحنا أربعة تخصصات غير موجودة في الخليج بل وفي الشرق الأوسط ككل مثل: الطب الجزيئي والطب الشخصي والطب التجديدي Regenerative Medicine، ويعتمد الطب التجديدي على دراسة الخلايا الجذعية المستخرجة من الخلايا الجنينية أو الخلايا البالغة لعلاج العديد من الامراض كأمراض القلب والعضلات والبنكرياس والكلى حيث تستخلص هذه الخلايا ويتم إعدادها وحقنها مرة ثانية في جسم المريض فتجدد الخلايا السليمة ويتم علاج المرض، لدرجة أن العلم في هذا المجال من الممكن جداً أن يأخذ الطبيب الخلية من شخص يبلغ من العمر 60 عاماً ويتم إعادة تأهيلها لتعمل كخلية ناشئة. تجديد الخلية * هل يتم للخلية في الطب التجديدي إعادة بناء؟ * نعم فتدخل في مراحل كثيرة حتى الخلية تعود لعمر 4 سنوات، وتحقن في العضل المناسب، وفي هذه التقنية يتجدد نشاط العضو؛ ولتقريب المثال، فعندما يقوم شخص بأخذ فيتامين سي يصبح نشاط الإنسان أقوى من المعتاد، ويتضح ذلك من خلال حيويته ونشاطه لكننا نقوم بنفس العملية ونطبقها من خلال الخلايا الجذعية. أما برنامج الطب الشخصي، فيعالج الطبيب فيه الشخص بناء على الخلفية الجينية البيئية التي عاش فيها وبناء على الغذاء الذي يستهلكه كل يوم في حياته، وهذا ينطبق كذلك على اللقاحات؛ فعندما يتم نقل اللقاحات للشرق الوسط أو أفريقيا وآسيا فبدلاً من أن تكون نسبة النجاح 90 % من الممكن أن تتدنى وتنخفض إلى 80 أو 85 % والسبب لأن اللقاح مصنع وفيه خلفية سكانية معينة، وحتى ترفع من قدرته لا بد من أن يكون مناسب للخلفية الجينية والغذائية المعاشة، ولأننا عرب لنا خلفية جينية معينة ولنا غذاء معين نستهلكه لهذا تؤثر هذه العملية على درجة شفاء المريض ومدى قوة اللقاح. لدينا كذلك أمراض مزمنة سائدة مثل السمنة والسكري وأمراض القلب والسرطان بينما لو ذهبنا لدولة أخرى قد لا نجد لديهم هذه الأمراض وإنما أمراض أخرى. ومثلاً، في إيطاليا يأكلون أغذية بها نسبة دهون عالية مثل البيتزا والباستا لكن أمراض القلب منخفضة لديهم. خلفيات جينية * ما سبب ذلك دكتور؟ * التكوين الغذائي يساعد على معالجة الأمراض ولكنه أيضاً مسبب لأمراض أخرى فالطب ينظر للأمراض هذه ويعالجها من منطلقين، الأول: الشخص، والثاني: المجتمع، أي بناء على الخلفيات الجينية وآلية الغذاء. إن البرنامج الجديد لدينا هو الطب الجيني الذي أسس في عام 2003م، والآن يوجد هناك برنامجان أو ثلاثة في الشرق الأوسط . كذلك يوجد في جامعة الخليج العربي برنامج الابتكار، ويمنح درجتي الماجستير والدكتوراه، ولم يسبق أن جهة أكاديمية طرحت هذا التخصص، وهناك برنامج حوسبة الجيل القادم، ويشمل ثلاثة تخصصات رئيسية منها الأمن السيبراني Security:Cyber، والبرنامج يتناول (الذكاء الاصطناعي) وتطبيقاته في مجال الطب والصحة، فهو يدخل في الفحوصات وفي العلاج وفي أمور كثيرة. لدينا برنامج جديد أيضاً لم يطرح من قبل في الخليج العربي، وهو برنامج متخصص في تطوير الحواسب، وهو «الحاسوبات الكمومية» Quantum Computation، ولم يتم إدراجه خارجياً ومحدود جداً، وفكرته أنه يمكن للكمبيوترات الآن أن تتطور ألف مرة أكثر من الكمبيوترات العادية المتاحة للاستخدام وحتى عملية البحث تكون في وقت قياسي جداً خلافاً للسابق، والسبب أن الخوارزميات تعمل على تحديد البيانات، ويمكن أن تستخدم هذه البيانات في التأمين الصحي وفي الاتصالات، وتتضمن معلومات هائلة جداً؛ فالكمبيوترات المتاحة حالياً لا تستطيع أن تستوعب الكم الكبير من البيانات، بينما الكمومية تظهر نتائج تتضمن المعلومات الفريدة بوقت زمني سريع. وبالتأكيد من يحصل على المعلومات هذه يستطيع أن يصدر قرارات أفضل، فالبنوك تمتلك الكثير من المليارات وترغب في استثمارها فمن خلال تلك البيانات الكبيرة يمكن فهم السوق العالمية، ومن يقومون بهذا التحليل هم أشخاص يطلق عليهم خوارزمية، والخوارزمي لديه معلومات لكن لا يستطيع تحليلها بالكم الكبير أو السعة المطلوبة فيحتاج الكمبيوتر، ويأتي هنا (الكود كمبيوتيك). إذا استطعنا أن نطور حواسب كبيرة تستطيع أن تحلل البيانات ألف مرة في هذا الوقت تحديدا فلا شك سنصل لمعلومات مفيدة، وكل ما ذكرته هو ما يتناوله برنامج الحواسب الجديد. نحو المستقبل * هل سبق وتم قياس الأثر لهذه التخصصات النادرة أحياناً؟ * نعم.. كل تخصصاتنا هي موجهة نحو المستقبل لكن هناك تخصصات تم إيقاف العمل عليها وتقديمها في هذه الجامعة الخليجية لكونها لم تعد تستوفي المعايير التي نسير بناء عليها؛ على سبيل المثال تخصص نظم المعلومات الجغرافية بات تخصصاً مطروحاً في جامعة الملك سعود وأيضاً جامعة الملك فهد، والجامعات في دولة الإمارات والكويت وربما كل الدول؛ إذن لم يعد هناك ميزة نسبية تحفز على المواصلة بطرحه. وكذلك برامج التعليم عن بعد، وقد انتقلنا بدلاً من ذلك إلى تخصصات جديدة مثل الطب التجديدي، وهكذا. قياس التفاعل * كيف يمكنك قياس التفاعل الفعال بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس من خلال العلاقة الأكاديمية وكيف تأتي أهمية ذلك؟ * لدينا آليات كثيرة أحدها، وهو يعتبر الأهم للطلاب؛ وهو منحهم الفرصة لتقييم أعضاء هيئة التدريس من خلال نموذج يعبأ حول موضوع المقرر، ويتم اعتماد هذه التقييمات بعد نهاية كل فصل دراسي. تقييم المحاضرات * هل هو تقييم بعد كل محاضرة؟ * بعد نهاية كل فصل دراسي يحصل كل طالب على فرصة التقييم ويكتب قراره كما يشاء وتصل هذه الملاحظات إلى عميد الكلية، وأعضاء هيئة التدريس، ورئيس الجامعة ثم يدخل التقييم في هذه المرحلة في قرار التمديد على العقد أو على مساعدته في الأمور الأخرى؛ وهل يستحق أن ندعم عضو هيئة التدريس ماديا في تمويل بحثه العلمي أو يتم مشاركته حضور المؤتمرات، وهذا التقييم يتضمن مميزات كثيرة لعضو هيئة التدريس في حالة مواصلة العمل معه. والفرصة الأخرى المتاحة للطلاب هو أن باب رئيس القسم وعميد الكلية مفتوحا لكل الطلاب، ويمتد ذلك الالتقاء برئيس الجامعة والتحدث معه بحرية تامة عن أي إشكالية يواجهونها. خريجو الجامعة * بما يتميز خريج جامعة الخليج العربي عن غيرهم من خريجي الجامعات الأخرى؟ * طبعا بالإضافة إلى الدراسة والمعلومات التي يكتسبها من خلال حصوله على دراسة فريدة ومبتكرة؛ أعتقد أن ما يتميز فيه الطالب من جامعة الخليج العربي، وتحديداً طالب مرحلة البكالوريوس، يتضح من خلال تطور شخصية هذا الطالب في هذه المرحلة؛ فنحن نهتم في هذا الجانب، بالإضافة إلى الجانب العلمي. مثلا، لدينا برنامج في كلية الطب والعلوم يتوجب على الطالب فيه أن يتخطى سبعة مسارات كل عام، ويأخذ الطالب مجالاً معيناً، ويكون متخصصاً في تطوير شخصية الطالب، ومجال آخر معني بالشخصية، خاصة التوتر، لأنه يدخل الكلية في عامه الأول ويحتاج لاكتساب هذه المهارات عبر مجالات التفكير الاستراتيجي وفي أخلاقيات العمل، ويتضمن التعامل في حالة الاختلاف واكتساب المرونة في العمل مع موظفين أو الأصدقاء، ويتم صقل ذلك من خلال يتضمن عدة كورسات (برامج)، وقد بدأنا بجعل ذلك اختيارياً بينما الآن أصبحت مواد مقررة عليهم. إن مناهجنا موجهة، ويتم طرحها على متوسطي الذكاء أما الطالب المتفوق والمتميز فإننا نتعامل معه بشكل مختلف ونقيم خططنا بالتساؤلات: كيف نعزز لديه هذا الشعور؟ فنحن نقدم برنامج المتفوقين الذي يركز على البحث العلمي، والدراسة في تخصصات بشكل مكثف، وفي تخصصات ومجالات معينة، ويتم إدراجه في برنامج البحث العلمي مع أعضاء هيئة التدريس، ويتم إرسالهم للخارج على نفقة الجامعة من أجل حضور دورات تدريبية أو مؤتمرات؛ فننمي بذلك فكرهم المختلف، وأيضاً مساعدتهم في حضور المواد الاختيارية في جامعات قيادية مثل جامعة هارفرد بأمريكا ومكغيل بكندا وإكسفورد بإنجلترا، وقد بعثنا مجموعة من الطلاب لهذه الجامعات وبالتأكيد تكمن الفائدة في تطوير شخصية الطالب. والحقيقة شهادتي مجروحة لأن الجميع في السلك الطبي في السعودية، خاصة في الدراسات العليا، يثنون جداً على الشخصية المهنية لطلاب جامعة الخليج العربي مقارنة بأقرانهم من نفس الدولة؛ فلدينا كتيب نصدره كل سنة عن الطلاب، ككتاب تذكاري، يدون به الطالب معلومات وأسئلة كثيرة يجيب عليها في وصف نفسه ومجال دراسته وتخصصه في الطب، وتكون الأسئلة الموجهه للطالب كثيرة وبسيطة لكن أهم سؤالين بالنسبة لي هما سؤال «كيف تصف نفسك في السنة الأولى؟ وكيف تصف نفسك بعد التخرج؟»، وسأعطيك أمثلة لطلاب في سنة أولى كتبوا عن أنفسهم وصف مبسط مثلاً الطالبات كتبن: دلوعة، مزاجية، عفوية، ضائعة خجولة، حيرانة، وكتب الطلاب: طائش، حساس، ساذج، لا تعليق، وخلال السنة الأخيرة أي السادسة وصف الطالبات كان: راشدة، عقلانية، حذرة، أعمق فهما، أوسع تفكيرا، أكثر تريثا في الحكم على الأشياء، عرفت وين الله عاقبني، واثقة، ناضجة قوية، وصف الأولاد للسنة الأخيرة: هادئ، صنعت رجلاً طيباً، سعيد، وأكثر تفاهماً، متفتح. الدكتور خالد العوهلي رئيس جامعة الخليج العربي يسلم شهادات التخرج حفل تخرج طلاب جامعة الخليج العربي