يرقد الكاتب والمخرج المسرحي فهد رده الحارثي بالعناية المركزة في مستشفى الملك فهد بجدة منذ عدة أيام بسبب مشاكل في الرئة. والحارثي - شفاه الله - كاتب ومخرج مسرحي، ويعد من رواد المسرح في المملكة العربية السعودية وبدأ اهتمامه بالمسرح من باب النقد المسرحي في الصحافة بالإشراف على أول صفحة عن المسرح السعودي في جريدة البلاد عام 1987م. وصدرت أعماله المسرحية الكاملة عن نادي الطائف الأدبي عام 2021م. بمسيرة تمتد لنحو ثلاثين عاماً في عشق المسرح بالمملكة، قدم خلالها عشرات العروض، وشارك في الكثير من المهرجانات عربياً ودولياً. وكان أحد المكرّمين في أحدث دورات مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في الدورة ال29 من المهرجان التجريبي خلال سبتمبر الماضي وحول هذا الرمز. وأوضح مدير جمعية الثقافة والفنون بالطائف فيصل الخديدي قائلاً: لا تمر سيرة المسرح السعودي إلا واسم فهد الحارثي من أوائل مَن يُذكرون فيه، فهو عاشق للمسرح مسكون به، نذر نفسه للمسرح وجعل منه مشروع حياة ولوحة فسيفساء تجمع كل نفيس، منتقاة باحترافية فنان ومجودة بيد ماهر، عرف كيف يوظف إمكانياته بإتقان ويستنطق كل ما هو حوله لصالح مسرحه الذي تجاوز فيه دور الكاتب الحاذق إلى المؤسس الملهم المتفرد بفكره والعميق بطرحه، فالإنسان قضيته والشاعرية لغته، فنجح هو ورفاقه في مسرح الطائف أن يؤسسوا لمرحلة جديدة في المسرح المحلي أكثر حداثة ومعاصرة وأن يختطوا مساراً مغايراً يخاطب العقل والوجدان ويمتع البصر بلوحات فنية استحال معها العرض المسرحي إلى معرض تشكيلي متكامل الأركان في اهتمام بأدق تفاصيل العرض وبتنامٍ لفكر العمل الجماعي والورش والمختبرات المسرحية.. فهد الحارثي مسرحي استطاع أن يحفر اسمه بحب وتميز في واقع وحاضر وذاكرة المسرح السعودي.. أسأل الله العلي القدير أن يعود لنا باسقاً شامخاً داعماً وصانعاً لكل جمال وتألق. وقال عطا الله الجعيد رئيس نادي الطائف الأدبي: لا شك أن هذا الخبر آلمنا جميعاً، ونسأل الله تعالى أن يمن على الكاتب المسرحي فهد الحارثي بالصحة والعافية، والحارثي قامة ثقافية كبيرة لا يمكن أن نختزل الحديث عنه في أسطر بل يحتاج إلى أيام وليال للكلام عنه، ومن خلال معرفتي به طوال السنوات الماضية يتمتع بصفة يغبط عليها وهي الإنسانية الكبيرة التي انعكست على كتاباته وأثرت بالمحيطين به خاصة العاملين في المجال المسرحي من مؤلفين وفنانين. ومهما قلنا وتحدثنا عن دوره الكبير في إثراء الحركة المسرحية والثقافية فلا يمكن أن نتجاهل دوره الواضح سواء داخل المملكة أو خارجها. ونحن في نادي الطائف الأدبي الثقافي شرفنا بطباعة الأعمال المسرحية الكاملة له ومؤخراً شرفنا بطباعة أول عمل روائي له بعنوان (في انتظار ديسمبر) وكنا نستعد لتدشين هذا الإصدار ولكن الوعكة الصحية أخرت ذلك، ونسأل الله تعالى له الشفاء العاجل والعودة إلى أهله ومحبيه سالماً معافى. وقال المخرج المسرحي أحمد الأحمري: إنه عندما نتحدث عن عراب المسرح السعودي - شفاه الله وعافه - فإنه سيأخذ منا الوقت الكبير لما قدمه فهد تجاه المسرح السعودي فلقد كان هو الذي غير بوصلة المسرح السعودي للأفضل والأميز، وأثرى الساحة المسرحية وأثر في تصحيح تناول العمل المسرحي من المحلية إلى العالمية، وقد برز وأبرز اتجاهات المسرح بنصوصه لذلك عُرف بالعراب؛ فلقد أسس أول ورشة عمل مسرح بالسعودية، وجاهد من أجل تثقيف الممثل المسرحي أولاً ثم الانطلاق للتغيير وكان حريصاً كل الحرص على ذلك، ولقد تأثرت فرق مسرحية بذلك وحذوا نحو هذا التوجه، فله الفضل بعد الله في تثبيت جذور المسرح السعودي محلياً وخليجياً وعربياً، وقد قدم نصوصاً كثيرة نفذت بالسعودية والدول الخليجية والعربية، وعُملت دراسات من قبل أكاديميين ودكاترة ومثقفين من خليجيين ومن الدول العربية، وقدم ورش كتابة النصوص المسرحية داخل وخارج السعودية، وله تأثر كبير على كل من تناول نصوصه أو قابله، فهو العراب والموجه والذي لا يبخل في إعطاء المعلومة.