زار وفد ألماني يضم عددا من المسؤولين في قطاعات مختلفة عددا من الجهات في الرياض، منها جامعة الملك سعود، والغرفة التجارية، وشركتا سابك وأرامكو. علمًا بأن عمل هذه الوفود يرتكز على تعزيز أواصر التعاون في مجال الهيدروجين، وفي هذا الصدد صرح سعادة سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى المملكة، ديتر لامليه، بالقول: "إن الهدف هو إبرام شراكة جادة، إذ أنَّ ألمانيا من جانبها بحاجة إلى الطاقات المتجددة، فيما ترغب المملكة العربية السعودية في أن تصبح واحدًا من أكبر مُصدِّري الهيدروجين على مستوى العالم، ولذا فإنه يُمكن لكلا الجانبين الاستفادة من هذا التعاون، الأمر الذي يتحقق من خلال التبادل المعرفي والتكنولوجيا والتدريبات المهنية"، وتماشيًا مع هذا الهدف، قام أحدُ الوفود مؤخرًا بزيارة إلى المملكة بغرض التداول حول تخليص صناعة البتروكيميائيات السعودية من الكربون إلى الهيدروجين، علمًا بأن هذه الزيارة، والتي تهدف إلى تمهيد الطريق لأعمال تجارية بين البلدين، قد أتاحت للمشاركين من الجانبين السعودي والألماني عددًا كبيراً من الفرص المتنوعة للتبادل المهني. وفي هذا السياق صرحت مفوضة الصناعة والتجارة الألمانية بالمملكة العربية السعودية (مكتب GESALO)، الدكتورة داليا سمرة -روهتي، بالقول: "تَعرَّف الاقتصادُ الألماني على الفرصِ التي تُوفِّرُها المشاريع التي انطلقت بغزارة في المملكة العربية السعودية، ومن ثم فإنه يعمل على اغتنام هذه الفرص". هذا ويتواجد في المملكة حاليًا وفدٌ متعدد الاختصاصات، والذي يخطط أعضاؤه لاستراتيجيةٍ طويلة الأمد للاستثمار في المملكة ولديهم الرغبة أيضًا في المشاركة في القيمة المحلية المضافة. وجدير بالذكر أن وفدًا آخر سيصل إلى المملكة قريبًا للتداول حول موضوع "الإدارة المستدامة لمياه الصرف الصحي في المجتمعات والزراعة"، حيث سيعمل المشاركون في هذا الصدد من الجانبين الألماني والسعودي معًا على تحقيق الإدارة المستدامة للمياه، وعلى الصعيد السياسي، سوف يلتقي وفدان من البرلمان الاتحادي الألماني (البوندستاغ) مع نظرائهم السعوديين في مطلع شهر نوفمبر بمدينة الرياض، وذلك لبحث فرص وإمكانات السياسة الخارجية للمناخ. وكان لقاء سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والمستشار الاتحادي شولتس التي عقدت مؤخرا في جدة ركزت على الطاقة المتجددة وتعزيز التبادل الاقتصادي.. وتأتي زياراتُ الوفود بين عددٍ من صناع القرار رفيعي المستوى، العاملين في مجالات السياسة والاقتصاد والعلوم والثقافة في كلا البلدين، وذلك من أجل تعزيز وإبراز التبادل بينهما. الثقافة والتعليم في المقدمة تُكرِّس كلٌّ من جمعية الصداقة العربية الألمانية (DAFG) وجامعة ميونخ التقنية (TUM) جهودهما معًا في سبيل إقامة تبادل في مجالي التعليم والثقافة، حيث ترتكز الزيارة التي تُجْريها الجهتان المذكورتان أعلاه على إحداث تبادل معرفي بين الجامعات في البلدين، علمًا بأن جامعة ميونخ التقنية تَكرَّرَ حصولُها على تصنيف أفضل جامعة في ألمانيا، وجدير بالذكر أن كلا المنظمتين تُعَدَّان جزءًا من الوفد المتواجد حاليًا في المملكة، فضلاً عن ذلك فإنَّ المواعيد التي يُجريها أعضاء هذا الوفد مع مختلف الجامعات ووزارة التعليم في المملكة تُمكِّن صناع القرار الحاليين من القيام معًا برَسْم خُطط تخدم صناعَ القرار المستقبليين. ألمانيا كوجهة للسفر يكتشف المواطنون الألمان بشكل متزايد ما تتمتع به المملكة العربية السعودية من مناظر خلابة، وعلى جانب آخر تُرحِّب ألمانيا أيضًا بالمواطنين السعوديين، ولهذا يتوجه ممثلون عن المجلس الوطني الألماني للسياحة (DZT) إلى الرياض بصحبة معرضٍ متنقل، حيث يرافق ممثلي المجلس المذكور وفدٌ من خبراء السياحة في مجالات الفنادق والمنتجعات الفاخرة ومنافذ التسويق (أوت ليت) وسياحة المدينة، وذلك بغرض تبادل الخبرات مع الشركاء المحليين. تاريخ طويل من العلاقات الألمانية السعودية تعود العلاقات الثنائية بين ألمانيا والمملكة العربية السعودية إلى عام 1929م، عندما تم توقيع معاهدة صداقة بين الرايخ الألماني (الإمبراطورية الألمانية) ومملكة الحجاز ونجد وملحقاتها - أي قبل إعلان المملكة العربية السعودية بثلاث سنوات. ومنذ عام 1954م تُقيم جمهوريةُ ألمانيا الاتحادية علاقات دبلوماسية مع المملكة العربية السعودية، فضلاً عن ذلك فإن البلدين تربطهما روابطٌ اقتصادية وثيقة، حيث تعد المملكة هي ثاني أهم شريك تجاري لألمانيا في العالم العربي. الزميل محمد الحسيني خلال المؤتمر (عدسة/ بندر بخش)