هدد وزير الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس، الأحد، بمواصلة عمليات الاحتلال العسكرية في أنحاء الضفة الغربية، لكنه أشار إلى أنه ليس بالإمكان منع كافة العمليات المسلحة. وتطرق غانتس إلى عملية إطلاق النار في الخليل، التي أسفرت عن استشهاد منفذ العملية ومقتل مستوطن وجرح خمسة آخرين، وقال غانتس للقناة 12 التلفزيونية: إن «الفلسطينيين ينفذون عمليات مسلحة يوميا، ولا شك أنه يوجد عدد كبير من الأحداث، وارتفعت بشكل ملموس في الأشهر الأخيرة، وقد عززنا حجم القوات بشكل كبير جدا في المنطقة كلها، وصعّدنا العمليات الهجومية ونفذنا الكثير جداً من العمليات الاستباقية، ونحن نزيد جهودنا». وردا على سؤال حول اندلاع انتفاضة، قال غانتس «إنني لا أرى انضماما شعبيا فلسطينيا إلى هذا الحدث، سنستمر في مكافحة «الإرهاب» بتركيز بالغ، ولا يمكن تركيز ذلك (المجهود العسكري) بشكل مطلق، لأن محيط الإرهابي سيشعر بهذا، وسنحاول بقدر المستطاع التفريق بين محاربة الإرهابيين والسكان، وبهذا المفهوم، ويل للشرير وويل لجاره». وأضاف أنه «أوعزت لجهاز الأمن بزيادة العمليات والتواجد (في الأراضي المحتلة) في الفترة القريبة، وسنفعل كل ما بوسعنا من أجل منع ذلك». وتجاهل غانتس أسباب التوتر في الضفة الغربية وممارسات الاحتلال القمعية، وحمل المسؤولية عنها لما وصفها بأنها «جهات إرهابية تحاول دفع المنظمات إلى جانب أحداث ميدانية لأشخاص قادرين على الوصول بشكل كبير إلى السلاح». وأضاف أن «السلطة الفلسطينية تعمل، لكني لا أعتمد عليها في الدفاع عن مواطني إسرائيل، ونحن نقوم بتنسيق أمني معهم بقدر ما يمكن، والمعلومات الاستخباراتية التي بحوزتنا ليست سيئة، لكن بالإمكان دائما حدوث عمليات، والأثمان مؤلمة وصعبة لكن الوضع معقد». وكانت أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء السبت، وفجر الأحد، كافة مداخل مدينة الخليل (جنوب الضفة)، ومنعت الدخول أو الخروج منها. وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال أغلقت طرقاً داخل البلدة القديمة، وهي تلك المؤدية إلى بيت منفذ عملية «كريات أربع»، الشهيد محمد كمال الجعبري، كما أغلقت مدخل بلدة «بيت أمر» شمالاً. وفي السياق ذاته؛ اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الأحد، فلسطينيين اثنين من الخليل، بعد أن داهمت منزلي ذويهما وفتشتهما. وأعلنت صحيفة /يديعوت أحرونوت/ العبرية، استشهاد منفذ العملية، بعد إطلاق جنود الاحتلال النار عليه، موضحة أن المنفذ أطلق النار على اثنين من المستوطنين في البداية، ثم أطلق النار مجددًا تجاه الجنود الذين هرعوا من المكان. كما ذكرت وسائل إعلام عبرية، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت، فجر الأحد، منزل عائلة الشهيد محمد الجعبري في بلدة «بيت عينون»، وقامت بأخذ قياساته تمهيدا لهدمه. وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال، في تصريح صحفي، إنه بعد ساعات من إطلاقه النار في مستوطنة (كريات أربع)؛ اقتحم جنود من الجيش وجهاز المخابرات الإسرائيلي «الشاباك» منزل الجعبري، وقاموا برسم خريطة للمنزل، واعتقلوا شقيقه نبيل الجعبري، وهو ضابط في أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، إضافة إلى اثنين آخرين. وتشهد الضفة الغربية تصاعدا في عمليات المقاومة وإطلاق النار، رداً على اعتداءات الجيش والمستوطنين، التي خلفت العديد من الشهداء والجرحى. وقام مستوطنون بالاعتداء على السيارات الفلسطينية ورشقها بالحجارة بالقرب من خربة قلقس، ومستوطنة «بيت حجاي» ومستوطنة «كريات أربع». وهاجم مستوطنون في ساعات متأخرة من الليل، مركبات الفلسطينيين قرب بيت لحم ونابلس. كما أطلق مستوطنو «كريات أربع» المقامة على أراضي الفلسطينيين وممتلكاتهم شرق الخليل الرصاص صوب منازل الفلسطينيين في المنطقة، ما تسبب بحالة من الرعب لدى الأطفال. وأفادت مصادر فلسطينية، أن مجموعة من المستوطنين تجمهروا على الشارع الرئيس قرب قرية المنية قضاء بيت لحم وأغلقوا طريق «وادي سعير»، ورشقوا مركبات الفلسطينيين بالحجارة. وفي نابلس، هاجم المستوطنون مركبات الفلسطينيين على أطراف بلدة حوارة. وهاجم مستوطنون مركبات الفلسطينيين بالحجارة بالقرب من دوار «سلمان الفارسي»، والطريق الواصل بين حوارة وقلقيلية، ما أدى إلى تضرر بعضها. وتجمهر عشرات المستوطنين عند الدوار المؤدي إلى طريق «المعرجات» شرق رام الله، ورشقوا مركبات المواطنين بالحجارة، ما أدى لتضرر عدد منها. ونصبت قوات الاحتلال حاجزا عسكريا ومنعت وصول الفلسطينيين إلى الدوار، في حين سمحت للمستوطنين بالتقدم صوب مركبات الفلسطينيين المتوقفة على جانب الطريق ومهاجمتها بالحجارة والعصي. كما هاجم مستوطنون مركبات الفلسطينيين قرب مفترق قريتي راس كركر ودير عمار قضاء رام الله، كما تجمع عشرات المستوطنين قرب مستوطنة «بيت إيل» المقامة على أراضي الفلسطينيين شمال مدينة البيرة، وعند مستوطنة «حلميش» المقامة على أراضي قريتي النبي صالح ودير نظام شمال. من جهته دعا مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة، غسان دغلس، إلى إعادة تفعيل لجان الحراسة في القرى والبلدات المحاذية للمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية؛ لحماية الفلسطينيين من اعتداءات المستوطنين. وقال دغلس في تصريحات صحفية، إن هناك مؤشرات بتصاعد هجمات المستوطنين، والقيام بأعمال إرهابية ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم، عقب مقتل أحد المستوطنين في مدينة الخليل، جنوبالضفة الغربية، مساء أمس. وأكد أن الأيام الماضية شهدت الكثير من الاعتداءات، وتكسير عدد من المركبات في محيط محافظة نابلس، شمال الضفة.