غادر ميشال عون، الرئيس االلبناني البالغ من العمر 89 عاما والذي شهدت رئاسته انهياراً ماليا كارثيا في لبنان وانفجار مرفأ بيروت، قصر الرئاسة أمس الأحد، تاركا فراغا في قمة الدولة اللبنانية. وعجز البرلمان اللبناني حتى الآن عن الاتفاق على من يخلف عون في هذا المنصب الذي يتمتع بسلطة توقيع مشروعات قوانين وتعيين رؤساء وزراء جدد وإعطاء الضوء الأخضر لتشكيلات حكومية قبل أن يصوت عليها البرلمان. كما هو الحال خلال أكثر من نصف فترة عون في الرئاسة، تحكم لبنان حاليا حكومة انتقالية مع محاولة رئيس الوزراء المكلف منذ ستة أشهر تشكيل حكومة. وعون شخصية مثيرة للانقسام بشدة، يدعمه العديد من المسيحيين الذين يعتبرونه المدافع عنهم في النظام الطائفي في لبنان لكن منتقديه يتهمونه بتمكين الفساد ومساعدة ميليشيا حزب الله الإرهابية على كسب النفوذ. وتولى عون الرئاسة في عام 2016، بدعم من حزب الله والسياسي المسيحي الماروني المنافس سمير جعجع في اتفاق أعاد السياسي السني البارز وقتئذ سعد الحريري رئيسا للوزراء. وشهدت رئاسة عون التي استمرت ست سنوات بعد ذلك قتال الجيش اللبناني متطرفين على الحدود السورية في عام 2017 بمساعدة حزب الله وإجازة قانون انتخابي جديد في 2018 وبدء شركات طاقة كبرى عمليات تنقيب استكشافية في مناطق بحرية في عام 2020. وفي أسبوعه الأخير في القصر وقع عون اتفاقا بوساطة أميركية لترسيم الحدود البحرية الجنوبية للبنان مع إسرائيل. وارتبطت أيضا فترة عون بشكل وثيق بانفجار عام 2020 في مرفأ بيروت، والذي خلف أكثر من 220 قتيلا. وقال عون في وقت لاحق إنه كان على علم بالمواد الكيميائية المخزنة هناك وقال في مقابلة مع رويترز السبت إن سلطاته الرئاسية ليست واسعة بما يكفي لمعالجة الأزمة الاقتصادية. وقال المحامي ميشال معوشي «كان إلى حد بعيد أسوأ رئيس في تاريخ لبنان وأنا أفضل عليه الفراغ في الرئاسة». وعون نجل مزارع من إحدى ضواحي بيروت وبدأ طريقه إلى الرئاسة في الحرب الأهلية التي دارت رحاها فيما بين عامي 1975 و1990 والتي شغل خلالها منصب قائد الجيش اللبناني ورئيس إحدى حكومتين متنافستين. وعاد عون إلى بيروت بعد 15 عاما في المنفى، بمجرد انسحاب القوات السورية تحت ضغط دولي بعد اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري عام 2005. وفي عام 2006، شكل التيار الوطني الحر الذي ينتمي إليه عون تحالفا مع حزب الله مما قدم دعما مسيحيا مهما للجماعة المسلحة. وفي مقابلته مع رويترز أرجع عون الفضل لحزب الله لدوره «المفيد» في العمل «كرادع» ضد أي هجمات إسرائيلية خلال محادثات الحدود البحرية.