عبر صندوق النقد الدولي عن تشاؤم إزاء وضع الاقتصادات الأوروبية هذه السنة والسنة المقبلة، مشيرا الى تراجع النمو وتضخم لا يزال عاليا جدا مع خطر مواجهة نقص في الطاقة قد يفاقم هذا الوضع. وقال الصندوق في توقعاته الإقليمية التي نشرت الأحد إن "الآفاق الأوروبية تراجعت بشكل كبير". وكان صندوق النقد عرض في 11 تشرين الأول/اكتوبر توقعاته الاقتصادية العالمية خلال الاجتماعات السنوية التي نظمها البنك الدولي في واشنطن ونشر بعد ذلك تقارير إقليمية. وأوضح الصندوق في هذا التقرير الإقليمي أن "أوروبا كانت في طريقها للخروج من الوباء في نهاية عام 2021 مع مزيج من سياسات مناسبة عالميا (...)، فيما كان ارتفاع التضخم في طريقه إلى الانحسار"، لكن "الحرب الروسية في أوكرانيا وتداعياتها غيرت بشكل كامل هذه الآفاق". من المتوقع أن يبلغ النمو في القارة الأوروبية، باستثناء تركيا والدول التي تشهد نزاعا، 3,2% في 2022 و 0,6% في 2023، أي أقل على التوالي ب 0,7 و1,1 نقطة عما كان مرتقبا خلال توقعات سابقة نشرت في تموز/يوليو. بخصوص التضخم، يتوقع ان يتباطأ في 2023 لكنه سيبقى مرتفعا جدا اذ توقع صندوق النقد الدولي أن يبلغ 6,2% في الاقتصادات الأوروبية المتقدمة و11,8% في الاقتصادات الأوروبية الناشئة. تبدو الصورة قاتمة وقد حذر صندوق النقد من أن "أحد أبرز المخاطر على المدى القصير هو اضطراب إمدادات الطاقة والذي يمكن أن يؤدي، إلى جانب شتاء بارد، الى نقص في الغاز وتقنين وصعوبات اقتصادية أعمق". وقال صندوق النقد إن "التوترات الاجتماعية يمكن أن تتكثف ردا على أزمة كلفة المعيشة" ما يدفع الحكومات إلى "سياسة موازنة توسعية أكثر يمكن أن ترغم المصارف المركزية على تشديد سياستها النقدية بشكل أكبر". وأشار صندوق النقد الدولي إلى أنه "في مواجهة مزيج من نمو ضعيف وتضخم مرتفع يمكن أن يتفاقم، يواجه صانعو القرار الأوروبيون خيارات سياسية صعبة". وحذر من أن "الركود الفني- على الأقل فصلين متتاليين من النمو السلبي لاجمالي الناتج الداخلي- المتوقع في بعض أجزاء من أوروبا يمكن أن يتحول إلى ركود أعمق في جميع أنحاء القارة". على المستوى العالمي، أبقى صندوق النقد الدولي على 3,2% توقعاته للنمو في 2022 وخفض توقعاته لعام 2023 الى 2,7%.