أعلنت أرامكو السعودية أمس، تدشين برنامج جديد باسم "تليد" يهدف إلى تنمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة في المملكة، ومساعدتها في تعزيز مساهمتها في توفير فرص عمل جديدة ودعم التنمية الاقتصادية في المملكة من خلال تحسين البيئة الاستثمارية، وتوفير الفرص المناسبة لنموها. ويهدف برنامج "تليد" إلى تحقيق نمو مستدام للمنشآت الصغيرة والمتوسطة في عدة قطاعات من خلال 20 مبادرة، تقدم دعمًا واسعًا في مجال بناء القدرات، ووضع الإستراتيجيات، والتدريب، والوصول إلى الأسواق، وتقديم الخدمات الاستشارية، وتخطيط الأعمال، بما يُسهم في تأسيس محتوى محلي أكثر تنوعًا وقيمة اقتصادية. ويهدف البرنامج إلى توفير التمويل والحلول المالية للمنشآت القائمة والجديدة من خلال خمسة صناديق، بالتعاون مع شركاء من القطاع الخاص، وذلك برأس مال يتجاوز 3 مليارات ريال، وستقوم هذه الصناديق بدعم تطوير المنشآت الصغيرة والمتوسطة في مجالات : (الاستدامة، والرقمنة، والتصنيع، والخدمات الصناعية، والابتكار الاجتماعي). وتتعاون أرامكو السعودية مع مجموعة كبيرة من الجهات لتنفيذ مبادرات برنامج تليد، حيث وقعت الشركة 30 مذكرة تفاهم مع شركاء رائدين من القطاعين العام والخاص؛ لبحث إمكانية تطوير منظومة أعمال المنشآت الصغيرة والمتوسطة. وأوضح رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين بن حسن الناصر، أن الشركات الصغيرة والمتوسطة تلعب دورًا رئيسًا في اقتصادات الدول المتقدمة، وقد كان لها نصيب متميز من مستهدفات رؤية المملكة 2030، مفيدًا أن أرامكو السعودية لديها برامج ومشاريع ضخمة خلال السنوات القادمة تندرج تحتها العديد من الفرص الاقتصادية، كما أن لديها علاقات عمل منذ سنوات طويلة عبر قطاعات أعمالها المختلفة بالشركات الصغيرة والمتوسطة وهي على قناعة تامة بالمزايا التي يتيحها التوسع في منظومة المنشآت الصغيرة والمتوسطة للشركة والمملكة، من حيث توليد الآلاف من فرص العمل، وخاصة للشباب والشابات السعوديين، وزيادة الابتكار وتعزيز التنمية الاقتصادية بالمملكة، مشيرًا إلى أنه من خلال برنامج تليد، جرى العمل مع هيئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة (منشآت) والعديد من مؤسسات القطاع العام والخاص ذات العلاقة في إطار متكامل، من أجل تحقيق إضافة متميزة لها أثر ملموس وإيجابي لقطاع الأعمال في المملكة، ما يُسهم بدوره في دعم سلاسل الإمداد في أعمال الشركة، ودعم موثوقيتها وزيادة نسبة المحتوى المحلي في الصناعات والخدمات. وأعرب المهندس الناصر عن تطلعه لأن يحقق قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة نموًا وازدهارًا خلال السنوات الخمس القادمة، وأن يكون لبرنامج تليد بصمة واضحة في هذا القطاع. بدوره بين النائب الأعلى الرئيس للخدمات الفنية في أرامكو السعودية، أحمد السعدي، أن برنامج "تليد" الذي يعد حافزًا للتغيير يهدف إلى إحداث نقلة نوعية في مجال المنشآت الصغيرة والمتوسطة القائمة والجديدة في قطاعات متعددة عبر زيادة تمكينها ومساهمتها في الاقتصاد، ما يؤدي بدوره إلى تعزيز إيجاد فرص عمل جديدة، ودعم بيئة الأعمال المساندة لنشاطات أرامكو السعودية والمعززة لنمو وتنوع الاقتصاد في المملكة. واستلهمت أرامكو السعودية اسم تليد، الذي يعني في اللغة العربية العريق والأصيل، من تاريخها الحافل ودورها في تحفيز ريادة الأعمال وتنمية القطاع الخاص السعودي منذ أكثر من 75 سنة، وسيبنى برنامج "تليد" على الإرث التاريخي للشركة، وسيقدم للمنشآت الصغيرة والمتوسطة مبادرات بأدوات وبرامج عصرية متعددة تكمل برامج أرامكو السعودية الرئيسة الأخرى، التي تهدف إلى تعزيز سلسلة التوريد المرنة للشركة وبيئة الأعمال المحلية، وتشمل هذه البرامج برنامج أرامكو السعودية الرائد لتعزيز القيمة المضافة الإجمالية لقطاع التوريد في المملكة (اكتفاء)، وبرنامج الاستثمارات الصناعية "نماءات" الذي يركز على تأسيس الشركات الكبيرة، ومركز الابتكار وتطوير المنتجات (لاب 7) الذي يركز على تحويل الأفكار إلى منتجات وشركات ذات مرود تجاري، ومركز أرامكو السعودية لريادة الأعمال (واعد) وهو من المؤسسات ذات الدور المتنامي خلال السنوات العشر الماضية في تمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة وشركات رأس المال الجريء، وتهدف هذه البرامج المترابطة ذات الطابع التكاملي إلى خلق بيئة داعمة للنمو خلال مراحل تطور المنشآت. وتنقسم المبادرات العشرين التي يقدمها برنامج تليد إلى ثلاث مجموعات: تركز المجموعة الأولى: على تأهيل الكفاءات السعودية لتلبية احتياجات سوق العمل، بما في ذلك البرنامج الوطني للتدريب المهني المنتهي بالتوظيف، والبرنامج الوطني للأعمال الحرة التي تعمل على تزويد القوى العاملة السعودية بالمهارات التي تحتاج لها المنشآت في مختلف أنحاء المملكة، وتهدف هذه المبادرة إلى توفير وظائف في العديد من القطاعات الجديدة أو الناشئة، بما في ذلك تصنيع الألواح الفولاذية، وصب وتشكيل المعادن، وأعمال الغوص البحري. فيما تركز المجموعة الثانية على إيجاد فرص أعمال جديدة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، بما في ذلك إنشاء مراكز متكاملة عالمية المستوى في تسع مدن بمختلف أنحاء المملكة تستهدف مجالات ذات فرص عالية، مثل: الزراعة، والحرف، والمطابخ السحابية. وتشمل المبادرات الأخرى إنشاء شركة وطنية للحرفيين لمواجهة التحديات التي يواجهها الحرفيون، ومبادرة خدمات مشتركة ذكية، وبرنامج وطني للمنشآت الصغيرة والمتوسطة لاستخدام الكربون، ومبادرة تطوير المدن المستدامة، وخدمات سلسلة القيمة في الزراعة والثروة الحيوانية والأسماك، ومبادرة تطوير أعمال فحص جودة إنشاء المنازل، ومبادرة السوق الإلكترونية الصناعية. أما المجموعة الثالثة فترتكز على دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة القائمة وتعزيز منظومة الأعمال، ويشمل ذلك برنامج التميّز للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، والذي يهدف لمساعدة هذه المنشآت في استدامة أعمالها وتنميتها، وقد التحقت 150 منشأة صغيرة ومتوسطة ببرنامج تليد بالتزامن مع تدشينه، ويُتوقع أن يُسهم البرنامج في خدمة نحو 15 ألف منشأة سنويًا.