«تصغير المشكلة» يدل على أن لديك مستوًى عاليًا من النضج، وقدرة كبيرة على التكيف تجاه المشكلات، ورغبة بالمحافظة على هدوئك وصحتك وصحة من حولك، وحتى لا تهدر طاقتك. هي مهارة مهمة لنكون أكثرَ راحةً وطمأنينةً ورضًا وتقبّلًا وتسامحًا وسلامًا، ونتسلح بها تجاه المشكلات التي حتمًا سوف تمر علينا، فنحن بشر ولسنا ملائكة، والبشر يخطئون، وتأكد أنّ صَبّ لترٍ من الماء في الوقت المناسب ربما يطفئ شعلة النار التي كانت من الممكن أن تحرق غابة. «تصغير المشكلة» نعمة كبرى وهبها الله لنا، وتكون بأمور منها أن ندرك أن بيوت الأنبياء عليهم السلام مع علو قدرهم لم تخلُ من المشكلات، أيضاً لا بد من الانسحاب المبكر من ساحة المشكلة، والصمت والحلم وتبادل الأدوار، كذلك لا تغذِّ المشكلة بالتفكير الطويل بها، ولا تؤجل الكلام الطيب، فكلمة واحدة طيبة تنهي المشكلة من الأساس، إضافةً إلى الاعتذار، والحرص على التمسك بالأصدقاء المتفائلين، مع إغلاق ملف المشكلة قبل أن ترتبط معه مشكلة أخرى، ومن المهم أيضاً اقتلاع المشكلة من جذورها، كأنك المزارع الذي يقتلع الحشائش الضارة من جذورها، ويغرس مكانها البذور المثمرة، وعدم الاستعجال في حلها، فنحن نترك تناول الطعام حتى تزول شدة حرارته، أيضاً لا بد من استخدام طريقة تسعين عشرة، وهي أن نجعل 10 % من الوقت للبحث في أسباب المشكلة، و90 % للبحث عن حلول للمشكلة، فالناجح يفكر في الحل، وغير الناجح يفكر في المشكلة فقط، وكما قيل: صغّرْها تصغر، وكبّرْها تكبر. ومسك الختام، قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «ليسَ الشَّدِيدُ بالصُّرَعَةِ، إنَّما الشَّدِيدُ الذي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الغَضَبِ».