أصبحت الأكاديميات بوقتنا الحالي تهتم بالنشء أكثر من باقي الأندية وخاصة الجماهيرية، حيث تمتاز في معرفة مهارات اللاعبين والصبر عليها، بسبب الوضع المادي وليس من أجل اللاعب. فالأندية تريد اللاعب الجاهز فقط ولا تريد أن تكسبه كموهبة، ويمكن أن يقدم لاعبا أساسيا يوما ما. وكثير من الأندية -للأسف- تعتمد على نظام الكشافين والمدربين لاستقطاب الموهوبين الصغار من دون الاهتمام باللاعبين الناشئين الذين تم استقطابهم ومشاهدة مقاطع لهم من قبل، لأنه -وللأسف- بعض الكشافين والمدربين يتعاملون بنظام العلاقات كمعرفة أهاليهم أو صداقة بهم، وهذا ما يسبب عدم الاختيار اللاعب المناسب وتسريح اللاعبين الموهوبين الذين ليس لهم معرفة معينة، وبمجرد انتقالهم لأندية أخرى ينجحون ويصبحون من أهم اللاعبين المميزين وقد يصبحون أساسيين بالمنتخب الوطني. وبالتالي فعلى رئيس النادي أو المدير التنفيذي المسؤول الأول عن الفريق أو النادي أن يحرص كل الحرص على وضع الرجل المناسب بالمكان المناسب، وأن يتم اختيار الموهبة دون تمييز، وحتى اللاعب الموهبة الذي لا يحتاج له النادي قد يتم تسجيله وإعارته لأندية أخرى تحتاج لتلك الخانة التي يلعب بها اللاعب. وكما نعلم فإن لكل مدرب رأي باختيار اللاعب الناشئ، فهناك مدربون أجانب همهم الأول والأخير بنية اللاعب دون الاهتمام بموهبته، وكذلك هو هم الكثير منهم خاصة المدربون الأوروبيون. وأما المدربون من دول أميركا اللاتينية فهم مشابهون للمدربين السعوديين والعرب خاصة في اهتمامهم بلاعب الموهبة حتى لو كان صغيراً وضعيف البنية، لأن باعتقادهم أن الجسم قد يكون الشغل على تدريباته أقل من الشغل على اللاعب صاحب البنية الجسمية وبالتالي لن تجد موهبة لديه، وهذه اعتقاداتهم، فاللاعب السعودي والخليجي خاصة قريب جدا للاعبي أميركا اللاتينية، والدليل أن أغلب إنجازات المنتخبات الخليجية بمدربين أميركا اللاتينية، وكمثال كارلوس ألبرتوا بيريرا البرازيلي الذي درب المنتخب الكويتي وحصل معهم على بطولة آسيا عام 1980م، وكذالك المدرب نفسه درب المنتخب السعودي وحصل على كأس آسيا عام 1988م، وكذلك أيضا لا ننسى مدربنا القدير السعودي خليل الزياني الذي تدرج مع مدربين من أميركا اللاتينية في تدريبه لنادي الاتفاق السعودي، وحقق معه كأس ولي العهد في سنة 1965م وكأس الملك في سنة 1968م، وفي سنة 1992م درب نادي القادسية وحصل معه على كأس ولي العهد، حتى اكتمل نضجه التدريبي ودرب المنتخب السعودي في كأس آسيا بسنغافورة عام 1984م وحصلنا معه على كأس آسيا، وكذلك صعدنا لدورة الألعاب الأولمبية في لوس أنجلوس 1984م وقدمنا مباريات مشرفة في ذلك الوقت. لذا علينا الاهتمام بالكشف عن اللاعبين الموهوبين المميزين، وأن يكون لكل نادٍ أكاديمية خاصة به يستفيد منها مادياً، وكذلك من اللاعبين الذين يتميزون بعد الحين والآخر، وأن تكون هذه الأكاديمية استثمارا خاصة بالنادي، لأن الأكاديميات الاستثمارية التجارية الأخرى تسجل جميع اللاعبين الموهبين وغير الموهبين وهمها الأول والأخير المقابل المادي، حيث تقوم بتدريب البراعم والأشبال والناشئين وحتى بعمر لاعبي الشباب من عمر 9 سنوات حتى عمر17 سنة، ومن ثم المشاركة بهم في البطولات واحتمال تسويق اللاعبين للأندية الأخرى للكسب المادي والتنسيق مع وسطاء اللاعبين لعرضهم على الأندية من خلال الكشافين والمدربين. فالواجب على النادي تجهيز أكاديمية خاصة به وقبول التسجيل لأي لاعب وحتى لو بمبلغ قليل جدا يدفع للأكاديمية، واللاعب الذي يثبت وجوده يتم استقطابه دون خسائر مادية تدفع للاعبين الذين تتم الحاجة إليهم، ويصير الحال «حلالنا ملك يدينا وليس ملك غيرنا»، وأتمنى من وزارة الرياضة تشجيع الأندية ودعمها في بناء أكاديميات خاصة بها، وإمكانية أن تكون بمبالغ رمزية لتشجيع أولياء الأمور لتسجيل أبنائهم بأكاديميات الأندية المحببة لهم والبعد عن الأكاديميات التجارية التي أنهكتهم مادياً. خالد الدريهم