انتهت الجولة الأخيرة من الدوري الممتاز يوم 23-4-1428ه، وثبت بقاء الحزم للمرة الثانية في دوري خادم الحرمين الشريفين، بعد أن خدمته نتائج الفرق الأخرى والا لسقط إلى الأسفل. وعندما أذكر السقوط لا أقصد الهبوط للدرجة الأولى وإنما أقصد السقوط للدرجة الثانية، كما حصل لفرق أخرى قديماً كالروضة والنهضة وحديثاً النجمة. فالحزم ناد كبير وعريق في منطقة القصيم، وحظه السيئ، أنه عندما كان في عصره الذهبي لم يكن هناك صعود وهبوط وتصنيف للأندية (ممتاز وأولى وثانية وثالثة) بل كانت هناك مسمى الأندية الريفية يدخل تحتها أندية عريقة وقديمة كأحد والأنصار والجبلين والرائد وغيرها. وقبل أن أبدي رأيي في كيفية إعادة الحزم لقوته وهيبته، أشير إلى أن نادي الحزم ليس نادياً مغموراً يعيش في الظل كما يظن البعض الذين يستكثرون عليه الفوز على أنديتهم الكبيرة أو حتى التعادل معها، لكن مشكلته أنه بعيد عن الإعلام الرياضي، بل يوجد من أبناء الرس كتاب في الصحافة الرياضية، لكن أضواء الأندية الكبيرة سرقتهم من ناديهم، فلم يشيروا لا من قريب ولا من بعيد عما قدمه الحزم للرياضة السعودية في الماضي في عدد من الألعاب، ففي القدم قدم عددا من اللاعبين منهم صالح القزلان وناصر المتعب في منتخب الناشئين، وفي كرة اليد محمد المفيز لمنتخب اليد، وفي كرة الطائرة لعب للمنتخب عبدالله القبلان وناصر القبلان وصالح القبلان وصالح العايد وفي منتخب الناشئين للكرة الطائرة أحمد القبلان، وفي تنس الطاولة قدم أبطال المملكة محمد الرشيد وخالد الغفيلي بطل الخليج وثاني العرب، وفي منتخب ألعاب القوى قدم بطل المملكة والخليج (لسباق عشرة آلاف متر) ناصر بن علي العايد رحمه الله، وحصل فريق كرة الطائرة للناشئين المركز الثاني في بطولة المملكة أمام الأهلي عام 1404ه بقيادة المدرب الوطني ومساعد مدرب المنتخب، وعضو الاتحاد السعودي لكرة الطائرة، الأستاذ عبدالله الشارخ وحقق بطولة المملكة للناشئين لكرة اليد أمام الأهلي في نفس العام، بقيادة المدرب الوطني راضي العقيل لاعب كرة القدم السابق الذي درب منتخب المملكة لكرة اليد، إضافة إلى صعود فريق اليد لأندية الممتاز لسنوات وكرة الطائرة التي كانت في الممتاز ولكنها تأثرت فيما بعد، إضافة إلى تحقيقه أكثر بطولات المنطقة بواقع عشر بطولات منها أربع مرات بطولة دوري المنطقة وفي عام 1395ه، شكل أول منتخب للقصيم لمقابلة منتخب السويس المصري اختير تسعة لاعبين من نادي الحزم لعب المباراة منهم أربعة، وسبق ان قدم لاعبين لأندية أخرى في الرياض فقد سبق ان انتقل حارس النادي محمد الدعيجي لنادي الهلال في منتصف الثمانينيات الهجرية، وكذا لاعب النادي والمنتخب في كرة الطائرة ناصر القبلان لنادي الهلال، وكذا لاعب كرة القدم ناصر المالك لنادي الشباب. إذا علمنا أن الحزم تأسس عام 1378ه، وفي رواية للأستاذ أحمد الخربوش أحد مؤسسي النادي انه في عام 1375ه، ذكر ذلك لكاتب الرياضي الحزماوي أحمد العلولا في كتابه الحركة الرياضية والشبابية في القصيم. وبعد هذه اللمحة التعريفية بتاريخ الحزم في الرياضة السعودية، أرى ان على الحزماويين إذا أرادوا البقاء في الممتاز لسنوات، أن يعتنوا أكثر في تطوير الفريق وإعداده سنوياً في وقت كاف، (وبعد كسب الخبرة) الدخول في المنافسة، فالأندية الكبيرة التي حققت البطولات في المنافسات المحلية والخارجية هي التي اعتنت بالقاعدة كالأهلي والهلال والشباب والاتحاد، لذا فإنه يجب على الحزماويين لتطوير الفريق اتخاذ أمور منها: 1- إنشاء مدرسة أو أكاديمية في النادي من أبناء الرس أصحاب المواهب والعناية بهم، فلا أظن أن الرس عقيمة من المواهب الكروية في جميع الألعاب وليس في كرة القدم. فقد أثبتت الأيام أن ما حك جلدك مثل ظفرك، واللبيب بالإشارة يفهم. 2- التسريع في دعم الفريق بلاعبين أجانب مؤثرين، يمكن أن يعتمد عليهم الفريق في حسم كثير من المباريات الهامة. 3- التعاون مع إدارة التعليم في إقامة دورة لكرة القدم مرتين في العام الدراسي مع فرق النادي السنية للتعرف على المواهب ومن ثم ضمها للنادي. 4- إقامة دورة تنشيطية في الإجازة الصيفية بين فرق النادي السنية وأندية الحواري المتناثرة في احياء الرس وتسجيل البارزين منهم في النادي. 5- استقطاب مدرسي التربية الرياضية في الرس وقراه المنتمين للنادي وهم كثر وجعلهم كشافين للنادي يمكن بواسطتهم التعرف على المواهب وتسجيلها. 6- حل مشكلة نهاية المباراة (ثقافة المباريات) فالملاحظ ان الفريق ليس لديه خبرة في ذلك، ومن أهم ذلك وجود القائد الخبير والموجه داخل الملعب، وكذا وجود إدارة لديها الخبرة الكافية، فمثلا في مباراة الهلال في دوري الثمانية في كأس ولي العهد بقي خمس دقائق والنتيجة التعادل، ولو كان هناك لاعبون خبرة لتحولت المباراة لضربات الترجيح ولربما احرج الهلال. وفي ظني ان محافظة الرس لن تخلو من المواهب الكروية التي تحتاج إلى كشافين يجلبونهم للنادي، ومن ثم يتم رعايتهم في برنامج مدروس يصقل موهبتهم، ويبرزهم في الساحة الرياضية. أملي من إدارة النادي بقيادة رئيس مجلس أعضاء الشرف الأستاذ خالد البلطان النظر فيما ذكرت ودراسته بعناية، فالبناء من جديد على أسس قوية سيريح النادي في المستقبل، فكسب الخبرة في الدوري يعني البقاء لسنوات، ومن ثم تأتي فكرة المنافسة بعد أن يكون الفريق قد نما عوده وأصبح قوياً تهابه الفرق الأخرى. الشكر موصول للأستاذ خالد البلطان لرعايته ودعمه المادي والمعنوي وتضحيته بوقته من أجل بقاء الحزم في الدوري الممتاز. تمنياتي للفريق بالتوفيق مع قبول شكري في حال تنفيذ شيء مما ذكر وللجميع تحياتي. قبلان بن صالح القبلان لاعب نادي الحزم وكابتن منتخب القصيم سابقاً