انتهت قمة الجولة الخامسة من دوري روشن السعودي، وأحد اللقاءات المهمة في منافسات الموسم السعودي، والتي جمعت بين النصر عالمي الكرة السعودية وصاحب السبق في مشاركات الأندية السعودية في مونديال العالم للأندية، وشقيقه المونديالي الآخر عميد الأندية السعودية صاحب الإنجازات والبطولات الاتحاد، ولن أقول عن اللقاء كلاسيكو أو أصفه بذلك رغم أن الكثير من المتابعين والنقاد يطلقون على مثل هذه المباريات لقب كلاسيكو، خصوصا التي تجمع بين الفرق المتنافسة، ولكن من وجهة نظري المتواضعة ليس هناك لقاء يرقى لمسمى كلاسيكو سوى ذاك الذي يجمع بين الاتحاد والهلال، ومهما كانت درجة التنافس بينهما في الموسم نفسه أو ترتيب الفريقين، إلا أن طابع التنافس الشريف والندية بين الفريقين والمتابعة الجماهيرية التي تصل لجميع أرجاء الوطن العربي تقريبا، كون الاتحاد الفريق الأكثر شعبية وجماهيرية، والأرقام تشهد على ذلك، وكذلك زعيم نصف الأرض الزعيم العالمي، الملكي الحقيقي، رابع أندية العالم، صاحب الحضور المونديالي المتوالي، يتمتع أيضا بقاعدة جماهيرية كبيرة تصل لخارج الحدود. وبالعودة للقاء الذي شهد وقائعه ملعب مرسول بارك معقل النصراويين، وانتهت نتيجة المباراة بالتعادل السلبي، ووضح من خلال الأداء داخل الملعب تأثر الفريقين بما يدور خارج المستطيل الأخضر، وعلاقة الناديين المتوترة بسبب القضايا التي تخص لاعب الاتحاد الحالي ونجمه المغربي عبدالرزاق حمدالله، الذي كان يمثل النصر في الفترة الماضية، وبعدما أنهى النصر عقده وتعاقد الاتحاد معه لم يحلُ للنصراويين ذلك، ورفعو شكاواهم للاتحاد السعودي، والقضية معروفة لدى الجميع ولسنا بصدد الخوض فيها أو سبر أغوارها. ومن الطبيعي أن تلقي مثل هذه الأحداث بظلالها على وقائع المباراة حيث ظهر الشد العصبي بين اللاعبين وضاعت اللمسات الفنية والإبداعية، ولم نرَ جملا تكتيكية منظمة بل مجرد مباراة مملة ورتيبة، وفي المقابل ظهرت الخشونة والكروت الملونة، بدايتها بتصرف نجم الاتحاد طارق حامد الذي تهور واستحق الطرد وكاد يكلف الاتحاد كثيرا لو خسر، وبعدها لحق به لاعب النصر عبدالمجيد الصليهم في الشوط الثاني، وإحقاقا للحق النصر كان أخطر، ولكن لم يستغل ولم يستثمر الوضع الاتحادي في ظل الغيابات الكثيرة والمؤثرة في صفوف العميد، ولم يستفد من النقص العددي في صفوف الاتحاد بعد طرد لاعبه طارق حامد في الشوط الأول، ليحصل كل فريق في ختام اللقاء على نقطة، وهي أسوأ نتيجة في كرة القدم، كون الفريقين خسرا نقطتين، ويواصل الاتحاد حفاظه على نظافة الشباك لخامس مباراة، وهذا مؤشر على دفاعية النهج التدريبي لمدربه البرازيلي سانتو وخطته الدفاعية، ولا أعلم ما فائدة أن تحافظ على شباكك نظيفة دون تحقيق نتيجة إيجابية. ومع الأسف هذا ثاني تعادل في خمس جولات، ما يعني مؤشرا غير مطمئن للعاشق الاتحادي، ومع أن نتيجة لقاء النصر مقبولة جدا لنا كاتحاديين علاوة على ظروف الفريق قبل المباراة، ولكن أتمنى أن تكون هناك منهجية مختلفة في مقبل الجولات حتى نواصل الركض في مضمار المنافسة، خصوصا أن المتصدر الشبابي يمشي واثق الخطوة ومتمسك بالصدارة، ومن خلال نتائجه يبدو أنه لن يغادر مقعد الصدارة بسهولة في ظل تعثر منافسيه المباشرين وتحقيقه نتائج رائعة أسعدت جماهير الليث. عمر القعيطي